نصفها قاهرة و نصفها موسكو و كلها دمشق! - روزانا رمال

كانون الثاني هو اول شهر من  سنة 2015  و هو "سوري"  بامتياز فاخبار سوريا  السياسية هذه المرة  ستكون محور الضوء في الشرق الاوسط  وترجمة لسياسات دولية و مرحلة جديدة تفتح باب الحل السياسي على مصرعيه استكمالا  لما بدأ من حلول لازمة  اوكرانيا وصولا الى سوريا ..

ستمتلئ سماء الشرق الاوسط  بطائرات تحمل وفود ديبلوماسية و سياسية  من  هذا البلد و ذاك و الى  و لاجل  الحل السياسي في سوريا و تحط في اول مواعيدها في القاهرة و هذا في  اول نصف من شهر كانون الثاني ..

القاهرة على موعد مع عملية فكفكة و تركيب جسم المعارضة السورية و ما تبقى منها من جسم متظم او افراد و بالتاكيد فان هذه المهمة ليست سهلة على الاطلاق تطمح مصر من خلالها تقديم نفسها راع رسمي للحل قادرة ان يتدخل من اجل المساهمة في بناء اسس حقيقية من اجل اعتبار انه اصلا هناك طرفا معارضا قادر ان يكون ممثلا رسميا لخصوم "النظام ".

ليس معروفا اذا كانت القاهرة ستنجح في التوصل الى اتفاق بين مجموعة عبد العظيم و مجموعة اسطنبول و ممثلي الائئتلاف فيها و عما اذا كان الاخير سيقبل المشاركة في الحوار من دون شروط اي بمعيار واضح و وهو مشاركة الذين يستطيعون القبول ببقاء الاسد خصوصا و ان هيئة التنسيق الوطنية اي مجموعة عبد العظيم صرحت مسبقا موافقتها على الحوار مع النظام من القاهرة نفسها بدون شروط .

من غير المعروف اذا كانت تركيا ستبارك هذه الخطوة و من هنا ياتي السؤال عن استعداد مصر الى هذا الدور المعقد الا اذا كان هنام في القاهرة من هو واثق ان اللحظة مؤاتية و نضجت لتركيب جسم معارض حقيقي يحكي السياسة .

 

في النصف الثاني من شهر كانون الثاني الحدث موسكو فسينعقد الاجتماع المقرر مسبقا بين الحكومة السورية الحالية و من تم  "التوفيق" بتجميعه و لملمته في القاهرة من المعارضة السورية  و عندها  ستتم معرفة من سيحضر الى الحوار السوري السوري الذي دعت روسيا اليه من دون شروط او جدول اعمال و عندها سيتظهر من الذي شارك و من الذي لا يريد ان يارك بحجة قبول الاسد او عدمه و عليه فان موسكو ستكون مؤشر حقيقي على الدول التي ما زالت ترعى عرقلة الحل السياسي الحقيق و عما اذا كان هناك من يزال يدفع نحو عرقلته من اجل رهانات ما يزال التعويل عليها قائم .

الحوار في موسكو سينتهي بمذكرة او صيغة ورقة حل تتحدث عن انتخابات برلمانية في سوريا و لي انتخابات رئاسية مبكرة كما يحاول البعض ايحائه و و من يحصل على الثلثين يعدل الدستور .

 كلها دمشق و كلها سوريا فبعد كل ما جرى من تماسك شعبي و  صمود للجيش و انتهاء فانتازيا  المعارضة المسلحة كما قال عنها اوباما و بغياب اي معارضة معتدلة منتظمة  وصلت المعارضين و خصوم الاسد و اعدائه و من تحداه ببقائه في السلطة و راهن و ارتهن لدول اقليمية بين مصالحه الخاصة و التقائها مع كل من دعم ان سقف  حل الامور هو "الاسد ".

اولها القاهرة ثانيها موسكو و كلها سوريا هكذا تفتتح سوريا العام الجديد

 

 

 

2015-01-02 | عدد القراءات 2259