- بلغت الوقاحة بالكثيرين من خصوم المقاومة وبعض الأبواق التي تنطق بالحقد عليها ، بلوغ مرحلة توجيه اصابع الاتهام الى حزب الله بالوقوف وراء جلب النترات التي تفجرت في مرفأ بيروت وأدت إلى كارثة أصابت لبنان واللبنانيين ، وكانت سخافة وتفاهة الإتهام تحول دون مناقشته سابقا ، لكن توسع نطاق التفاهة يفرض وضع الإتهام قيد الفحص .
- عندما وقع الانفجار جاءت إلى لبنان تحت عنوان المساعدة في التحقيق بعثات فنية عالية الخبرة من كل من أميركا وفرنسا ، وكان معلوما أن مهمتها تقع بين احتمالين ، تدمير أي أدلة يمكن أن تشير إلى صلة الجهات الغربية أو الإسرائيلية بالتفجير ، أو محاولة إيجاد ادلة تسمح بتوجيه الاتهام الى حزب الله ، وكان ملفتا خروج التحقيقات الأميركية والفرنسية بخلاصة واحدة ، هي القضاء والقدر كسبب للانفجار ، من جهة ، وعدم التورط بأي تلميح لتحميل حزب الله اي مسؤولية عن جلب النترات .
- لا حاجة لمناقشة فرضية تحميل سورية المسؤولية المشابهة التي يقوم باجترارها بعض السياسيين والإعلاميين المبرمجين على العمالة او الحقد او كليهما ، لأن هذا الإتهام مثله مثل اتهام حزب الله ، مردود عليه سلفا بداعي انتفاء الغرض ، بسبب حجم ما يمتلكه الفريقان من مقدرات عالية من المتفجرات وإمكانية الحصول عليها وتخزينها بعيدا عن اللجوء إلى هذا النوع البدائي والتخزين المكشوف و المحفوف بالمخاطر لكن يبقى ما هو أهم !
- أن يكون حزب الله او سورية وراء جلب النترات وتخزينها في مرفأ بيروت يستدعي قدرتهما على ترتيب قبول اليونيفيل وتواطئها ، ومشاركة قائد الجيش السابق والمسؤولين المعنيين الذين وردوا في المراسلات الخاصة بالملف ، باعتبار أن القرار 1701 اناط باليونيفيل والجيش مسؤولية منع وصول المتفجرات ، خصوصا عبر البحر إلى لبنان ، فكيف تمكنا من تجاوز هذه العقدة بالحصول على موافقة اليونيفيل والجيش ، والأهم كيف تمكنا من الحصول على قرار القاضي جاد ثابت وقضاة آخرين بإدخال السفينة ثم تفريغ حمولتها ثم قرارات رفض اخلائها من المرفأ ؟
- إذا كان ذلك حصل بالتواطؤ وهؤلاء كلهم شركاء لحزب الله او سورية او كليهما ، فلماذا التردد بتوقيقهم جميعا و اتهامهم بالتورط في التفجير بوعي وشراكة عن سابق تصور وتصميم بالجريمة ، و ليكشفوا للتحقيق عندها لحساب من فعلوا ذلك ؟
- إذا انطلقنا من أن الحلقة الأولى في التحقيق تبدأ مع الجهات التي سمحت للباخرة وحمولتها بدخول المرفأ وتخزين ما عليها ، والجهات التي منعت اخلائها ، يصير استبعاد السير بهذه الحلقة كافيا للمعرفة بأن ثمة جهة تمت مراعاتها بالسماح بدخول المتفجرات وتخزينها ، يمكن معرفة هويتها وولائها من هوية وولاء الذين سهلوا التخزين ومنعوا الترحيل ،وهو ذات ولاء وهوية الجهة التي تحمي هؤلاء من أي ملاحقة في التحقيق ، وهي قطعا ليست حزب الله ولا سورية ، وهي الجهة التي جاء التحقيق الفرنسي والأميركي لمنع كشفها ، وكشف من يقف وراءها ، ومن كان يشغلها في الحرب على سورية بنقل المتفجرات الى الجماعات التي كانت تقاتل هناك ضد حزب الله وضد سورية .
2022-08-06 | عدد القراءات 1092