المقاومة في لبنان ومعادلات غزة
كتب ناصر قنديل
- تحدث الأمين العام لحزب الله متوجها للجانب الإسرائيلي محذرا من الوقوع في الحسابات الخاطئة وافتراض أن العدوان على غزة يمثل رسائل رادعة للمقاومة في لبنان ، فقال أن حسابات الإسرائيلي في غزة سيثبت أنها خاطئة والحرب ستنتهي واليد العليا للمقاومة ، وأضاف أما بالنسبة للمقاومة في لبنان فالأمر مختلف في كل الأحوال لأن لدى المقاومة ثقة بقدراتها وتفوقها وعلى الاسرائيلي أن لا يخاطر باختبار جديتها .
- مشهد غزة في ساعاته الأخيرة يؤكد كلام السيد نصرالله ، حيث لا الإغتيالات المؤلمة ، ولا الاستفراد بالجهاد نجحا باضعاف القدرة الصاروخية للمقاومة ، التي تشكل وحدها ميزان معادلات الردع ، فشهد مساء أمس مع مفاوضات التهدئة التي يقودها الجانب المصري ، تصاعدا بوجبات الصواريخ المتساقطة على عمق تل أبيب ومطار بن غوريون الذي توقف عن العمل ، وتم إفراغ المنشآت السياحية من روادها ، ودب الذعر بين المستوطنين ، وتم إنزال الركاب من الطائرات ، بينما تم إخلاء مستوطنات غلاف غزة من المستوطنين للمرة الأولى بفعل كثافة القصف عليها وتحويلها إلى أماكن غير صالحة للعيش كما قالوا .
- نجحت حركة الجهاد بتحويل التحدي إلى فرصة ، فارتاحت بسبب الاستفراد مرتين ، مرة بالتحرر من ضغط استهداف المدنيين بكثافة تدميرية كما كانت العادة في الحروب السابقة باعتبار هذا الاستهداف يعني دخولا غير مرغوب اسرائيليا لحركة حماس على الخط ، ومرة بتحول قرار وقف النار الى قرار يخص الجهاد وحدها ، حيث لا ضغوط مصرية أو قطرية او تركية تجدي ، والساعات الأخيرة أظهرت عبر مسار التفاوض أن اليد العليا هي للمقاومة كما قال السيد نصرالله .
- كان الرهان الإسرائيلي على المماطلة في ملف التفاوض مع لبنان تحت الطاولة بانتظار ما ستحمله نتائج جولة غزة ، والرهان على الخروج منها بشارة النصر ، لكن النتائج المخيبة لهذه الجولة جاءت كافية لإسقاط الأوهام ، وصارت نتائجها عكسية على كيفية التعامل مع معادلات المقاومة في لبنان ، وكما قال السيد نصرالله الحسابات الخاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة .
- كيف سوف يتصرف الإسرائيليون مع ملف الغاز اللبناني ، في ظل الخشية من أن الإعلان عن تأجيل الاستخراج من كاريش لن يرضي المقاومة ، بل ربما يدفعها لتفعيل معادلة ما بعد كاريش واعتبار التأجيل مجرد تسويف ومماطلة ؟
- المقاومة جاهزة لكل احتمال .
2022-08-08 | عدد القراءات 1059