مفاوضات فيينا في حلقتها الأخيرة قبل الحسم بين النجاح والفشل …ومشاورات في العواصم

مفاوضات فيينا في حلقتها الأخيرة قبل الحسم بين النجاح والفشل …ومشاورات في العواصم 
نتائج حرب غزة و معادلات الردع تحكم الموقفين الأميركي والإسرائيلي تجاه إيران ولبنان 
هوكشتاين يعاود الإتصالات …وجنبلاط : الحياد مع "إسرائيل هرطقة وسألتقي بحزب الله 
كتب المحرر السياسي 
كانت حرب غزة في آب 2022 حربا أميركية نفذتها القيادة الإسرائيلية السياسية والعسكرية ، كما كانت حرب تموز 2006 على لبنان ، مدخلا لصياغة شرق أوسط جديد ، وكانت حرب آب 2022 مخصصة لتصفية حركة الجهاد كمان كانت حرب تموز 2006 مخصصة لسحق حزب الله ، وفي الحالتين معيار النجاح ، كان بتدمير قدرة المنظومة الصاروخية على الوصول الى عمق المناطق الفلسطينية المحتلة ، ووضع نظرية الأمن الصهيونية القائمة على نقل الحرب الى أراضي الغير على المحك ، وميزان الردع الإسرائيلي القائم على تحويل القدرة التدميرية الى سبب لمنع التفكير بالمواجهة أمام التحدي ، وبالرغم من الخسائر التي أوقعها عدوان تموز 2006 بلبنان انتهى بالفشل الذريع وخرجت المقاومة منتصرة لأنها نجحت بتثبيت معادلة الردع وأصابت نظرية الأمن الصهيونية إصابة بالغة ، مع بقاء معادلة حيفا وما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا تسطع بصواريخها في عمق فلسطين المحتلة ، ومثلها انتهت حرب آب 2022 على غزة بالفشل ، رغم القتل والإغتيال والتدمير، لأن صواريخ المقاومة بقيت تتساقط على تل أبيب وتتسبب بوقف الطيران في مطار بن غوريون ، وتفرض نزوح المستوطنين عن مغتصبات غلاف غزة ، وتؤدي لنزول ملايين الصهاينة الى الملاجئ ، وكان النجاح الإضافي للمقاومة التي مثلت طليعتها حركة الجهاد في فلسطين ، بتحقيق تطوير لمعادلة الردع بارسم معادلة تحييد حركة حماس من املواجهة مقابل تحييد المنشآت المدنية والسكنية في غزة من الاستهداف .
خروج المقاومة بهذا الإنتصار التاريخي لا يتوقف على درجة الوفاء بالالتزامات المتصلة بالإفراج عن الأسرى كما ورد في بيان التعهدات المصرية ، فالشرق الأوسط الجديد الذي كان يراد له أن يولد على أشلاء قادة ومقاومي حركة الجهاد دفن مع أكاذيب قادة الإحتلال عن نصر محقق ، وكما كان مخططا أن يجري استثمار نتائج النصر المفترض في إرساء معادلة جديدة في فلسطين ، وعبرها مع لبنان في مفاوضات الغاز والنفط والترسيم ، و عبرهما مع إيران في مفاوضات ملفها النووي ، تحول الفشل الى مصدر ارتباك للخطط فاضطر الأميركيون والإسرائيليون إلى أخذ بعض الوقت لقراءة النتائج واتخاذ القرارات المتصلة بكيفية التصرف .
 في الملف النووي رفعت جلسات التفاوض في فيينا وعادت الوفود إلى العواصم المعنية للتشاور ، وسط معلومات عن بلوغ اللحظة الحاسمة للقرار بين النجاح والفشل وشروط كل منهما ، والتبعات المترتبة على كل من الخيارين .
في ملف النفط والغاز مع لبنان ، وصل الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين ليل أمس إلى فلسطين المحتلة للقيام بتقييم مشترك لمسار التفاوض والعروض التي يمكن تقديمها لإعادة تنشيط المفاوضات وفرص التوصل إلى حل ، بعدما كان مخططا تأجيل البحث على قاعدة انتظار نتائج الإنتخابات الإسرائيلية ، ومحاولة تسويق التأجيل بتأجيل مواز للإستخراج من حقل كاريش في بحر عكا .
في التداعيات أيضا ، حسابات جديدة للواقفين على الضفة الأميركية السياسية لبنانيا ، عبر عنها كالعادة دائما ، النائب السابق وليد جنبلاط ، الذي تحدث للتلفزيون الأردني فقال إن الحياد والعدو الإسرائيلي على الأبواب هرطقة سياسية ، داعيا للحوار مع حزب الله ، كاشفا عن لقاء قريب سيجمعه مع قيادة الحزب .

 

2022-08-09 | عدد القراءات 1169