انفجار قضية المودعين يهدد بالفوضى ويطرح اسئلة حول 120 مليار دولار فوائد من الخزينة ؟

انفجار قضية المودعين يهدد بالفوضى ويطرح اسئلة حول 120 مليار دولار فوائد من الخزينة ؟
جنبلاط وحزب الله : حوار منخفض السقوف يكسر الجليد ويعلن تفكك جبهة المواجهة
الكاظمي أبلغ ابراهيم زيادة مليون طن فيول …وميقاتي يتهرب من جواب واضح حول الهبة الايرانية 
كتب المحرر السياسي 
ثلاثة محاور شغلت اللبنانيين أمس ، بإنتظار الكشف عما يحمله الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين في ملف الترسيم ، مع ضبابية تنازلت التقديرات وتداخلت بالشائعات ، المحور الأول هو ما كشفته قضية إقدام المودع باسم الشيخ حسين على احتجاز عدد من موظفي بنك فدرال في منطقة الحمراء طلبا للحصول على وديعته لدى المصرف البالغة 209 آلاف دولار ، بعدما تراكمت عليه الديون والمطالبات لزوم علاج والده وهو ينتظر أن يتسول من امواله ما يلبي حاجته ، أما المحور الثاني فكان اللقاء المنتظر بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وقيادة حزب الله ، والتصريحات الإيجابية من الطرفين التي أعقبته وما طرحته من تساؤلات حول تموضع جنبلاطي جديد وفرضيات التفاهم بين جنبلاط وحزب الله على كيفية مقاربة ملفات من نوع ترسيم الحدود والتشريعات النيابية الخاصة بالأزمة المالية ، إلى هبة الفيول الإيراني للبنان ، وفي المحور الثالث المرتبط بكهرباء لبنان المهددة بالإنقطاع كليا مع نهاية الشهر ، كان الحدث هو ابلاغ رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي للمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الموافقة على زيادة مليون طن على الكمية المخصصة للبنان من الفيول العراقي ، بينما لا تزال الهبة الإيرانية على طاولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ، وهو يردد نشالله خير ، فيفهمها المتفائلون تعبيرا عن القبول ، ويقرأ فيها الذين اعتادوا منه المماطلة هروبا من موقف واضح لحسابات لا صلة لها بالعقوبات .
في المحور الأول قالت مصادر امنية ان مرور ثلاث سنوات على بدء امتناع المصارف عن إتاحة الودائع لأصحابها ، وفرض آلية حصول صارمة على الجزء اليسير منها أقرب إلى المصروف الشخصي من حيث القيمة ، والى التسول من حيث آلية الحصول عليه ،  وما يرافق ذلك من شعور بالاستهتار لدى المسؤولين في الدولة و مصرف لبنان والمصارف ، ولد لدى المودعين الذين استهلكوا كل هوامش التأقلم حالة من الغضب ، بعدما نفد الصبر وصار الشعور العام بأن المعنيين يتصرفون على قاعدة الاستخفاف بما يمكن أن يفعله المودعون ، فبدأت تظهر حوادث اقتحام المصارف واحتجاز موظفيها الذين لا يتحملون ذنبا في احتجاز أموال المودعين ، لكنهم الخط الأول في النسق المصرفي الذي يراه المودعون في طريقهم ، وتقول المصادر إن غياب وضع خارطة طريق واضحة قانونيا تقول للمودع كيف ومتى وخلال أي مهلة زمنية سيحصل على أمواله ، ووفقا لأي شروط ، يعني تزايد هذه الحوادث وتحولها إلى خبر يومي يصعب أن تبقى عواقبه دون دماء .
من زاوية ثانية ردت مصادر مالية على كلام مدراء المصارف واصحابها عن تحميل المسؤولية للخزينة العامة باعتبارها الجهة التي تلقت أموال المودعين ونفقتها ، ودعوة الدولة الى سداد ديونها لتتمكن المصارف من إعادة الودائع إلى أصحابها ، فقالت المصادر المالية ، أن كلام اصحاب ومدراء المصارف هراء ، فأموال المودعين التي تم تسليفها للدولة خلال عشرين سنة رتبت فوائد سددت من الخزينة بموجب الموازنات ، وبلغت قيمتها بين ستة وسبعة مليارات من الدولار كل سنة ، وبينما يجري الحديث عن ملياري دولار ثمن الفيول الذي سددته الدولة من الموازنة ، ويعتبره البعض هدرا بقيمة اربعين مليار دولار ، لا أحد يسأل عن 120 مليار دولار هي مجموع الفوائد التي استوفتها المصارف على الديون وتقاسمتها كأرباح بين أطراف ثلاثي المصارف ومصرف لبنان وكبار السياسيين المستثمرين في سندات الخزينة ، وقيمة الفوائد تعادل تقريبا قيمة الودائع ، فلتتحمل المصارف مسؤولية تأمين نصف القيمة وتطلب النصف الآخر لتتحمله الدولة ومصرف لبنان مناصفة ، وفقا للخطة التي اقترحتها حكومة الرئيس حساند ياب وتحركت المصارف ومصرف لبنان والنواب المنتظمين في حزب المصارف العابر للكتل والاحزاب والطوائف واسقطتها رغم تبني صندوق النقد الدولي لها ، ولا تزال المفاوضات عالقة مع صندوق النقد حولها ، رغم كل الكلام المنمق الذي تقوله الحكومة عن تقدم تفاوضي ، وختمت المصادر المالية أنه دون حسم حدود المسؤوليات في اي خطة ، وصيغة تقاسم الخسائر فان البلد سيكون على موعد مع أكثر من مودع يهاجم مصرفا كل يوم .
في المحور الثاني المتصل بلقاء جنبلاط وقيادة حزب الله قالت مصادر متابعة أن سقف الملفات كان منخفضا ، وأقرب الى الاستعراض والاستيضاح للمواقف ، لأن الأهم بالنسبة للفريقين كان من زاوية جنبلاط الانتقال من ضفة الخصومة العدائية والتموضع ضمن حلف شعاره العداء لحزب الله ، الى ضفة الحوار وربط النزاع حول الخلافات وفتح قنوات التواصل نحو التفاهمات في القضايا المشتركة ، بينما بالنسبة لحزب الله فخطوة جنبلاط كافية لإعلان سقوط جبهة الحرب الداخلية على حزب الله المعلنة منذ 17 تشرين الأول 2019 ، والتي سعت لتحشيد مروحة من القوى التقليدية والجديدة أملا بمحاصرة حزب الله و رهانا على كسب الأغلبية النيابية بوجهه ، وهذه الجبهة التي كان جنبلاط بيضة القبان فيها تفقد حضورها بانتقاله من خطاب العدائية إلى خطاب الحوار ، ولذلك تعتقد المصادر أن أهمية اللقاء ليست بنتائجه المباشرة ولا بمواضيع النقاش على طاولته بل بمجرد انعقاده .

 

2022-08-12 | عدد القراءات 1031