سورية وحقائق لا تقبل النقاش كتب ناصر قنديل

سورية وحقائق لا تقبل النقاش 

كتب ناصر قنديل

- كلما حاول أعداء سورية تغيير معادلاتها اصطدموا بحقيقة الفشل التي تصنعها معادلات لم تعد قابلة للتغيير ، وكلما حاولوا تجاهلها وتهميشها وتركها تحت الحصار والعقوبات اكتشفوا استحالة التجاهل والتهميش ، وخلال السنوات الماضية كان كل رهان على تغيير المعادلات أو التجاهل له ممر واحد هو تركيا ، بصفتها الجار الأقوى والعضو في حلف الناتو وصاحب الأطماع التاريخية بسورية وعبرها في المنطقة .

- فشلت تركيا في قيادة الحرب على سورية ، وكانت معارك حلب فاصلة في رسم هذه النتيجة ، وسقطت أهداف الحرب منذ حسم أمر حلب ، وبقيت تركيا تناور و تقدم أوراق اعتمادها لأدوار جديدة في قلب خطة التجاهل والتهميش ، نقدم الغطاء باحتلال جزء من سورية للإحتلال الأميركي لجزء آخر ونشوء كانتون انفصالي لتنظيم قسد تحت الرعاية الأميركية .

- الاستخدام التكتيكي لسورية في الوضع الداخلي التركي بدأ يصبح سلبيا ، بينما المضي في الاستثمار على العلاقة التركية مع روسيا وإيران اقتصاديا خصوصا في استيراد الغاز بالليرة التركية و العملتين الروسية والايرانية ، يوفر للرئيس التركي فرصة سياسية داخلية جديدة مشفوعة بتحسين سعر صرف الليرة التركية ، وصار الالتزام التركي بصيغة جديدة للتحرك في سورية شرطا للحصول على هذه الميزات التي تم إقرارها في قمة طهران الروسية الايرانية التركية .

- وضعت سورية استعادة حقولها النفطية والغازية التي تسيطر عليها ميليشيات قسد لحساب الأميركي ينهيها أولوية راهنة ، وصار على الميليشيا الكردية ان تقرر خيارها بين قتال الدولة السورية ومواجهة الجيش التركي ، او تسليم الجيش السوري مواقعها بما فيها حقول النفط والغاز ليتولى التصدي لأي عملية عسكرية تركية ، يرجح عدم حدوثها عندما يصبح الجيش السوري مسؤولا عن الحدود .

- سورية لا تهمش ولا يمكن تجاهلها ، كما لا تهزم ولا يمكن تقسيمها .

2022-08-17 | عدد القراءات 1006