النووي : عندما تخسر "إسرائيل" تربح إيران
كتب ناصر قنديل
- في حوار أجراه الصحافي الأميركي سيمور هيرش مع القائد الفيتنامي هوشي منه يسأله عن كيفية قياس الموقف الصحيح عندما تتعقد الأمور وتتشعب وتتداخل ويتم تشويش الصورة ، فأجابه بأن نسأل أنفسنا بعد حصر الخيارات ، بأي منها يغضب الأميركي أكثر ، وعندها نعرف أي الخيارات يشبهنا ويعبر عن موقعنا أكثر .
- في المفاوضات الجارية حول الملف النووي الإيراني ، والتي تبدو في خط السير نحو إنجاز الإتفاق ، يتحدث الأميركيون عن تنازلات إيرانية ، وأحيانا يصمت الإيرانيون رغبة بمنح الأميركيين فرصة تسويق الاتفاق ، فيخرج بعض المتذاكين من الكارهين ، ويتمسك بهذا الكلام ليقول انه اذا تمت العودة إلى الاتفاق فسيكون ذلك لأن ايران تنازلت وقبلت بالشروط الأميركية ، ويصرون على تصوير الإتفاق هزيمة لإيران .
- البحث عن معيار يجعل الحكم عن الرابح والخاسر بالاتفاق ، بين من لا توجد بينهم قواسم مشتركة ليس بالأمر السهل ، لكنه ممكن ، ومعلوم أن المنطقة تشهد انقساما بين محورين هما محور التطبيع بقيادة إسرائيل ، ومحور المقاومة بقيادة إيران ، والأكيد انه عندما تشعر "إسرائيل" بالخسارة ، لا بد أن تكون إيران رابحة .
- المسؤولون الإسرائيليون مستنفرون كما كان الحال مع بنيامين نتنياهو في النسخة الأولى من الإتفاق عام 2015 ، وهم يصرخون بأن الإتفاق راجح الكفة بقوة لصالح إيران ، ويسردون المثلة تلو الأخرى على حجم المكاسب الإيرانية من الاتفاق .
- ببساطة ما دامت إسرائيل خاسرة فإن إيران رابحة ، وعندما تربح إيران وهي تمنع أي بحث بملفها الصاروخي وملفات المنطقة وعلاقتها بقوى المقاومة ، فإن قوى المقاومة هي الرابحة أيضا .
2022-08-26 | عدد القراءات 1253