سجال واتهامات بين لبيد ورئيس الموساد حول الموقف الأميركي من الإتفاق النووي مع إيران
نيويورك تايمز : محور المقاومة قرر الرد على الغارات "الإسرائيلية" باستهداف المواقع الأميركية
مأزق حكومة ميقاتي مع صندوق النقد يرفع أسهم الحكومة الجديدة …رغم السجالات مع بعبدا
كتب المحرر السياسي
الإرتباك الإسرائيلي هو أقل ما يمكن أن توصف به الحال بين قادة الكيان في التعامل مع الملفات الساخنة ، انطلاقا من الانسداد الذاهب الى التصعيد مع المقاومة الفلسطينية في ظل التنكر للاتفاقات ومواصلة الحملات وما ينتظر المسجد الأقصى ، بينما المقاومة ذاهبة الى ترجمة وحدة الساحات مجددا بأشكال متعددة ، مرورا بالوضع المعقد مع لبنان بين خياري التسليم بالمطالب اللبنانية في ملف النفط والغاز في الترسيم و الاستخراج ، تفاديا لمواجهة خاسرة قرر حزب الله المخاطرة بخوضها ويثق بقدرته على الفوز بها ، أو الذهاب الى المواجهة وما تحتمله من قفز في المجهول ، وصولا الى الملف الساخن للتفاوض الأميركي مع إيران حول ملفها النووي ، وشعور قادة الكيان بمحدودية قدرتهم في التأثير على القرار الأميركي في ضوء المتغيرات الإستراتيجية التي شهدتها معادلات وتوازنات المنطقة ، وهو ما دفع برئيس حكومة الكيان يائير لبيد للتخلي عن لغة الانتقاد للموقف الأميركي والانتقال الى التأقلم مع السقوف الأميركية الذاهبة نحو توقيع الإتفاق كما تجمع كل التقارير الإسرائيلية ، وبالمقابل الشعور بالنتائج الكارثية على معادلات القوة في المنطقة بين كيان الاحتلال ومحور المقاومة إذا تم توقيع الإتفاق دون المساس بقدرة إيران الصاروخية ، والتسليم بعد القدرة على وضع ملف علاقتها بقوى المقاومة بندا للتفاوض ، وهذا ما عبر عنه رئيس الموساد دافيد برنيغ ، وقد تحول الارتباك الى سجال واتهامات بين لبيد وبرنيغ الذي وصف سلوك لبيد المجامل للأميركيين بأنه غير مهني ، وقال ان كلامه عن تغيير في املوقف الأميركي يأخذ بالحساب التحفظات الإسرائيلية تجميلي وفي غير مكانه ، "لأننا لا نعلم ما الذين يدور فعليا بين الإيرانيين والبيت الأبيض رغم ما يقوله رئيس الوزراء ".
في سياق إقليمي مواز ، مع تصاعد الوضع في سورية بين عمليات المقاومة الشعبية السورية وقوات الاحتلال الأميركي ، كان ملفتا ما نشرته النيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين بأن محور المقاومة قرر الرد على الغارات الإسرائيلية على سورية بتصعيد استهداف القوات الأميركية ، وأن محاولة أميركية للتهدئة مع ايران قد باءت بالفشل ، حيث نقلت قول مسؤول أمريكي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة مسائل أمنية حساسة ، إن الأمريكيين أوضحوا لإيران ، من خلال القنوات الخاصة والعامة ، أنهم لا يحاولون تصعيد الأعمال العدائية ولكنهم سعوا فقط لحماية المصالح الأمريكية ، ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيبن كبار إن هجمات 15 أغسطس / آب على القاعدتين الأمريكيتين في سوريا ربما كانت محاولة إيرانية للانتقام من هجوم إسرائيلي سابق باستهداف حلفاء إسرائيل للولايات المتحدة. لكن إيران نفت أي صلة لها بالجماعات في سوريا.
لبنانيا يعتقد مصدر سياسي بارز أن ثلاثة ملفات تضغط اليوم لصالح تشكيل حكومة جديدة ، الأول هو الاحتمالات الجدية للتوصل الى تفاهم حول ملف النفط والغاز والحاجة لإتمامه دستوريا بطريقة لا تحتمل الشبهات ، باعتباره أمرا تاريخيا و مصيريا ولا يجوز البت به من حكومة تصريف أعمال تضعف مكانة أي قرار يصدر عنها ، والملف الثاني هو الاستحقاق الرئاسي مع ظهور مواقف وتصريحات من محيط مقرب لرئيس الجمهورية تضع فرضية تسليم صلاحيات الرئاسة لحكومة تصريف أعمال موضع نقاش ، ما يجعل الضمان الموثوق بعدم الوقوع في مخاطرة بقاء رئيس الجمهورية في بعبدا بعد نهاية ولايته ، رغم تأكيده الدائم على قراره مغادرة القصر الجمهوري مع نهاية ولايته ، عبر تشكيل حكومة جديدة تتولى صلاحيات الرئاسة وتقطع أي شك ببقاء الرئيس في بعبدا ، والذين يخشون من الثمن المطلوب دفعه حكوميا لتأمين تشكيل الحكومة ، مطالبون بمنع وقوع الفراغ الرئاسي طالما بيدهم التوصل الى توافقات تضمن انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية ، أما الملف الثالث برأي المصدر فهو ما بات ثابتا من عجز الحكومة الحالية عن ضمان انجاز اي من الملفات التي تم الاتفاق عليها مع صندوق النقد الدولي ، وفشل احالة هذه الملفات الى مجلس النواب ، طالما أن لا سياسة حكومية ثابتة وموحدة في مقاربة الملفات العالقة .
2022-08-27 | عدد القراءات 971