أوروبا : انعدام التخطيط وشراء الوقت بلا أمل
كتب ناصر قنديل
- تعتقد نخب خبراء الطاقة في العالم أن الحديث عن بدائل للموارد الروسية للطاقة ، ليس إلا ملهاة لشراء الوقت قبل الاعتراف بالهزيمة في الحرب المفتوحة مع روسيا ، أملا بأن تصرخ روسيا قبل حلول الكارثة ، ما يتيح التوصل الى تسوية بشروط أفضل للحرب في أوكرانيا من تلك التي ستفرض اذا صرخت أوروبا وأعلنت عجزها عن مواصلة تحمل تبعات الحرب .
- يقول الخبراء إن كل ما يمكن توفيره من موارد بديلة ، سواء عبر اعتماد موارد محلية معادية للبيئة ، أو عبر موارد شرق المتوسط وإيران والجزائر يغطي أقل من نصف الموارد التي كانت توفرها روسيا ، وأن الكارثة ستبقى كارثة ، حيث لا وجود لنصف كارثة ، طالما ان التقنين سيعم أوروبا في فصل الشتاء وان الملايين سيحرمون من التدفئة وملايين آخرين يفقدون فرص العمل وان كلفة الحياة تسجل ارتفاعا يزيد عن 50% .
- شراء الوقت الذي تسعى إليه الحكومات الأوروبية هو بإقناع الرأي العام بأن الحل قادم ، وهي تعلم أنه ليس قادما ، وتعلم أن روسيا تعلم مثلها ما يحصل ، وأن الرهان على صراخ روسيا فقد أي فرصة حقيقية مع الأسواق البديلة للنفط والغاز بالنسبة لروسيا بعد مغادرة الأسواق الأوروبية ، وروسيا تنتظر الشتاء للبدء بهجمات عسكرية نوعية في أوكرانيا بينما ينتظر الأوروبيون منها وقف عملياتها .
- تمديد الحرب عبر مواصلة التمويل والتسليح والتغطية السياسية حتى الشتاء القادم ، مفهوم أميركيا لكنه انتحار أوروبي ، لأن لا شيء سيتغير في الشتاء القادم سوى انفجار أزمة الطاقة والأسعار في أوروبا وتحولها الى كارثة ، وصولا لتسليم لا مفر منه بالهزيمة المزدوجة ، الهزيمة بالرهان على الحرب والهزيمة بالرهان على صراخ روسيا اقتصاديا قبل انفجار الأزمة أوروبيا .
- الغريب أنه بالرغم من الغباء الفاضح الذي تكشفه السياسات الأوروبية البعيدة كل البعد عن التخطيط ، يصر البعض على الحديث عن تطور العقل الغربي وطابعه الاستشرافي ، ويريد أن يبيع اللبنانيين والعرب أوهام انتظار ما سيقوم به الأوروبيون لحل مشاكل اللبنانيين والعرب .
2022-08-27 | عدد القراءات 1085