العراق ووأد الفتنة …ماذا بعد ؟
كتب ناصر قنديل
- جاء موقف السيد مقتدى الصدر المندد بالاشتباكات التي هددت بوقوع الفتنة والحرب الأهلية في العراق ، كما هددت أمن واستقرار وحياة المواطنين الأبرياء ، و منددا بكل من شارك فيها بمن فيهم مؤيديه وتياره ، ودعوته لهؤلاء للانسحاب فورا من الشارع وإنهاء الاعتصام الذي كان دعاهم إليه أمام مجلس النواب ، فشكل عاملا حاسما في عصمة العراق عن خطر الفتنة و عامل إطفاء لخطر الحرب الأهلية ، نال تقدير القيادات العراقية والإقليمية والدولية ، لشجاعته ووضوحه .
- لا يقلل من قيمة موقف الصدر وجود حسابات ترتبط بصعوبة الموقع الذي وجد نفسه فيه لو استمرت المواجهات ، فالوقوف بوجه المؤسسات العسكرية والأمنية للدولة العراقية ، بعد فشل محاولات توريط الفصائل المقاومة في حرب الزواريب ، أحرج كل حلفاء الصدر داخل العراق وخارجه ، والباب المغلق أمام تحقيق أي إنجاز بغياب أي احتضان لمشروع المواجهة داخليا وخارجية ، جعل مواصلة المواجهة انتحارا كاملا ، والتدخلات الايجابية لإيران وحلفائها وعلى رأسهم حزب الله لفتح باب التراجع أمام السيد مقتدى الصدر ، وتفهم قوى المقاومة في العراق لذلك ، رغم ما نال قوى المقاومة وإيران من تياره ، كلها كانت حاضرة في خلفية موقفه ، إلا أنها لا تفقده قيمته من زاويتي الشجاعة والمسؤولية .
- المشكلة ان وأد الفتنة ، على أهميته ، لا يحل المشكلة العالقة بين الدعوة لانتخابات مبكرة في ظل الحكومة الحالية وقانون الانتخابات الحالي ومفوضية الانتخابات الحالية ، واشتراط قبول الدعوة للانتخابات المبكرة بتشكيل حكومة جديدة ليست في حال تصريف أعمال ، وتعديل قانون الانتخاب وتشكيل مفوضية جديدة للإشراف على الانتخابات ، والدعوة للحوار تصطدم بحقيقة إعلان الصدر اعتزال العمل السياسي .
- العراق يحتاج الى مبادرات عالية المقام والمكانة من الحريصين ، وفي طليعتهم مرجعية النجف والمرجع المعتزل عن المرجعية الشيخ كاظم الحائري ، بمساندة من إيران ومساهمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، بإعتبارهم وحدهم يملكون مكانة تتيح لهم التواصل مع الأطراف المعنية وسماع مقترحاتها ، وبلورة ورقة تسوية تصلح مسودة لتفاهم وطني عراقي يمثل خارطة طريق للخروج من الأزمة ، يبدأ تطبيقها من مجلس النواب تباعا ، وتنال المباركة والمشاركة من المعنيين تباعا
2022-08-31 | عدد القراءات 1568