العراق يتجاوز قطوع الحرب الأهلية : الصدر يسحب أنصاره …والكاظمي يلوح بخلو المنصب
الخامنئي : وقاحة واشنطن بأن تطالبنا بضمانات وكأننا نحن من انسحب من الاتفاق
بري يرسم خارطة الطريق اليوم …و الكابيتال كونترول سر حكومة تصريف أعمال
كتب المحرر السياسي
نجا العراق من فخ الحرب الأهلية التي كانت شرارتها الأولى قد اندلعت في المنطقة الخضراء ، ونجحت مساعي اطفائها بتجاوب السيد مقتدى الصدر مع المطالبات بعدوته لسحب انصاره الذين تحولوا من اعتصام مدني الى ميليشيا مسلحة تطلق النار على الجيش والقوى الأمنية و تقصف بالهاون أماكن سكن المدنيين ، وحقق بيان الصدر له مكانة في عيون العراقيين والجهات الخارجية بعدما كانت أفعال مناصريه قد حاصرته وجعلته في وضع شديد الصعوبة ، لكن غياب الحلول السياسية التي تفتح الطريق لمسار ينتهي بتشكيل حكومة وانتخابات نيابية مبكرة كما جعل الأزمة تبقى كالجمر تحت الرماد ، وفيما تتجه الأنظار لمرجعية السيد علي السيستاني بمساندة إيران ، لتشكيل لجنة خبراء تقوم بصياغة مسودة لتفاهم سياسي وطني يعرض على الفرقاء ، جاء كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي ، التي يرفض الإطار التنسيقي توليها مهمة الإشراف على الإنتخابات ، يسرع بالضغوط طلبا للمبادرات السياسية ، بعدما أعلن الكاظمي عزمه اعلان خلو منصب رئيس الحكومة في وقت مناسب ، فيما بدا أنه نوع من الاستفتاء المبكر على بقائه في رئاسة الحكومة من جهة ، وأداة ضغط على القوى السياسية وفي مقدمتها الإطار التنسيقي للتراجع عن تحفظاتها على بقائه في منصبه ، من جهة موازية ، وفقا لما تراه مصادر عراقية على صلة بالملف الحكومي .
إيران التي كانت على صلة بمتابعة المشهد العراقي ، تضغط على الجميع لتفادي الوقوع في الفتنة ، أعلنت فور انتهاء المواجهات إعادة فتح حدودها واتاحة السفر لزوار أربعينية الإمام الحسين بزيارة الأماكن المقدسة في العراق ، فيما كانت مواقف لافتة تصدر عن مرشدها الإمام علي الخامنئي لجهة نقد شديد اللهجة للسياسات الأميركية تجاه إيران ، خصوصا ما وصفه بالوقاحة الأميركية في التعامل مع الملف النووي الإيراني و مطالبة إيران بالضمانات كأن إيران هي من انسحب من الإتفاق المبرم ، مشيرا الى أن إدارة الرئيس جو بايدن تطرح ذات العناوين والمواقف التي كانت تمثل سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب ، وتسعى لتحقيق ذات الأهداف التي كان يسعى ترامب لتحقيقها ، ورأت مصادر متابعة للملف النووي الإيراني ان مواقف السيد الخامنئي لا تعني انسداد طريق التفاوض ، بقدر ما تعني تحقيقا للتوازن الذي تحرص عليه إيران في تظهير موقفها الثابت وصلابتها في مواجهة الخطاب الأميركي ، ودعت المصادر الى التوقف أمام ما قاله وزير الخارجية الإيرانية أمير عبد اللهيان في توصيف زيارته لموسكو ، بكونها ضمن مسعى بتشجيع من عدد من الدول الغربية لطرح مبادرة لحل الأزمة الأوكرانية .
لبنانيا ينتظر اللبنانيون والمعنيون بالملف اللبناني كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي سيلقيها اليوم في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ، والتي ينتظر أن تتضمن خارطة طريق يرسمها رئيس المجلس المعني الأول بالاستحقاق الرئاسي الذي يدخل مهلته الدستورية ، والشريك في الملف الحكومي وانقاذه من المسار المتعثر ، بينما تعتقد مصادر سياسية متابعة للمسار الحكومي أن ما جرى ويجري في مناقشة قوانين الإصلاح المالي في اللجان النيابية ، والتهرب الحكومي من وضع صيغة نهائية مكتوبة كأساس للنقاش ، كما تفترض مسؤوليتها ، سواء في الموازنة العامة للدولة ومن ضمنها الدولار الجمركي ، أو في مناقشة خطة التعافي المالي ، وصولا لما شهده أمس المجلس في مناقشة مشروع الكابيتال كونترول ، تشكل سر تمسك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحكومة تصريف أعمال وتهربه من صيغ الحلول المطروحة للوضع الحكومي ، بما فيها تعويم الحكومة الحالية ، لأن حكومة كاملة الصلاحيات الدستورية لا تملك فرصة التذرع بكونها حكومة تصريف أعمال لتقديم صيغ ناجزة للملفات العالقة بسبب تهرب ميقاتي وفريقه من تقديم صيغ تغضب أحد فريقين لا يريدون إغضاب أحدهما ، المصارف ومصرف لبنان من جهة ، وصندوق النقد الدولي من جهة مقابلة .
2022-08-31 | عدد القراءات 1198