الأسود المنفردة والذئاب المنفردة
كتب ناصر قنديل
- يتم استخدام مصطلح الذئاب المنفردة بكثافة في الإعلام الغربي للإشارة الى احدى حالتين ، الأولى هي البقايا التي لم تتم تصفيتها بعد ربح حرب على تنظيم إرهابي كتنظيم القاعدة او تنظيم داعش ، والتي تعمل دون قيادة وتضرب خبط عشواء ، والثانية هي الحالات التي تم التحاقها بالتنظيمات الإرهابية من خلال متابعة مواقع الكترونية تحمل فكر هذه التنظيمات وتدرب على استخدام تقنياتها ، دون أن يكون هناك رابط هيكلي لهذه الحالات بالتنظيمات المركزية .
- جرت محاولات اسرائيلية ولا تزال تجري لإطلاق هذا الوصف على أبطال المقاومة الفلسطينية الذين ينفذون عملياتهم البطولية التي تسقط منظومة الأمن الإسرائيلي وتكشف تداعي قدرتها الاستخبارية ، وهذا التوصيف لا ينطبق على هذه الحالة مطلقا ، لأننا لسنا أمام بقايا تنظيمات تمت تصفيتها ولا أمام حالات انتظمت مع جهة خارج السياق التقليدي ، بل نحن أمام شكل من المقاومة الشعبية الوطنية التي اختطت لنفسها سياقا مبتكرا يسقط قدرة جيش الاحتلال واستخباراته على النجاح في تعطيل عمليات المقاومة أو الاحتياط لمواجهتها .
- مصطلح الذئاب المنفردة قد يصلح في الحالة التي يستخدم فيها عند الحديث عن التشكيلات الإرهابية ، لأن التشبيه بالذئاب ينطلق من حقيقة كون الذئاب تهاجم وتتنقل كقطعان ، والذئاب المنفردة هي ذئاب تاهت عن القطيع أو تم إبعادها عنه ، بينما في حالة المقاومة الفلسطينية الشعبية فالتشبيه الأقرب موضوعيا هو الأسود المنفردة ، ليس فقط لحضور عنصر الشجاعة والبطولة والقوة ، بل أيضا لأن الأسود تقاتل وتتنقل منفردة أو كثنائي وثلاثي كحد أقصى ، وفي هذا انطباق على حالة الأفراد والمجموعات التي تمثل الظاهرة الجديدة للمقاومة الفلسطينية الشعبية .
- أسود منفردة لا ذئاب منفردة ، مصطلح للتعميم .
2022-09-07 | عدد القراءات 1110