خارطة طريق أميركية : ربط الترسيم بالاستحقاق الرئاسي يتيح التحكم بكليهما معا
غضب جعجع على وزير الخارجية ردا على مواقفه من ملف النازحين والتجديد لليونيفيل
وزير الطاقة : تلقيت توجيها من ميقاتي لزيارة طهران …والقومي يحذر من تعثر انجاز الاستحقاقات
كتب المحرر السياسي
في ظل أجواء تفاؤلية بالسير قدما في الاتجاه الصحيح يتحدث عنها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ، الذي يتولى مهمة الاتصال بالوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية عاموس هوكشتاين ، تتداول الجهات المتابعة لملف الترسيم مخاوف جدية من وجود خارطة طريق أميركية للمماطلة والتسويف ، عبر الإكتفاء بتجميد الاستخراج الإسرائيلي للغاز من حقل كاريش في بحر عكا ، انطلاقا من تقديم طعم للبنان لنيل السمكة الكبيرة ، وهي اعادة لبنان الى رصيف الإنتظار الطويل بينما تقوم "إسرائيل" بالاستخراج والبيع من سائر حقولها الجاهزة والنشطة ، وخارطة الطريق تقوم على الفوز بقبول المسؤولين اللبنانيين لتأجيل الترسيم تحت شعار تمرير قطوع الإنتخابات الإسرائيلية مطلع تشرين الثاني ، والمطلوب بصورة رئيسية موافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، الذي يتولى دستوريا إدارة الملف ورسم سبل التعاطي معه ، ويشكل موقفه سقفا لا يمكن لسواه تجاوزه ، وعندما يحصل هوكشتاين على هذه الموافقة ، يصبح لبنان بلا رئيس جمهورية ، وهو بدون حكومة مجمع على توليها صلاحية الرئيس ، ويمسك الأميركيون بملفي الترسيم والرئاسة ، عبر التشجيع على الفوضى الدستورية والفراغ الدستوري ، لتبرير التأخير في الترسيم ، حتى ينضج لبنان تحت نار الإنهيار المالي والتشظي السياسي والتفكك المؤسساتي للقبول بأي حل ، يؤدي الى الافراج عن الرئاسة والترسيم معا ، ولو كان الثمن خط هوف ونموذج هوف لكليهما ، والصحافة الإسرائيلية لم تخف أن المطلوب ارجاء الترسيم الى ما بعد نهاية عهد الرئيس ميشال عون ، بالتوازي مع انجاز الانتخابات الاسرائيلية ، وتعتقد الجهات المتابعة ان مرور شهر أيلول دون انجاز الاتوصل الى اتفاق نهائي يعني ترحيل الترسيم والاستخراج معا الى الإنتظار الطويل ومعها هذه المرة رئاسة الجمهورية ، بينما الإصرار على الإنجاز النهائي في أيلول فسوف يعني انقاذ الترسيم وانقاذ الاستحقاق الرئاسي ، الذي لامبرر للقلق عليه اذا لم يكن الفراغ طريقا لضمان المصلحة الإسرائيلية في ملف الغاز والنفط ، تؤديه واشنطن من موقعها الفعلي كحليف موثوق لكيان الإحتلال ، وتقول الجهات المتابعة ان لبنان قوي وقادر على فرض الانجاز في أيلول ، فرئيس الجمهورية حصل على تعهد هوكشتاين بالإنتهاء من الملف في أول أيلول ، وقد مر أول أيلول وسيكون تسامحا من الرئيس الإنتظار حتىا نهاية أيلول لا أكثر ، وبيده ورقتي قوة لا تقاومان ، الأولى توقيع مرسوم وقعه رئيس ووزراء الحكومة السابقة ، لا يحتاج الى توقيع وزراء ورئيس الحكومة الحالية ، ويكفي توقيع رئيس الجمهورية له وارساله الى الأمم المتحدة لتوفير غطاء قانوني كافي ، يطلق يد المقاومة التي تشكل أهم مصدر قوة للبنان ، وهي حاضرة وجاهزة لتسييل قوتها وفرض الإرادة اللبنانية حتى لو كان الثمن المخاطرة بالحرب ، وتختم الجهات المتابعة بالقول ان نوم لبنان على حرير الإنتظار سيؤدي به أن يستفيق على كابوس الحرمان ، بينما الذهاب لركوب المخاطر سيتيح له تجنب الوقوع بها ، لأن الأميركي والإسرائيلي عندما يستشعران جدية الموقف اللبناني ، وهما يعلمنا قوة المقاومة وعزمها ، سيعودان للتفاوض بحثا عن حل سريع .
داخليا تستمر الفوضى السياسية ، سواء في الملف الحكومي أو في الملفات المعيشية الضاغطة ، بينما ظهرت اللغة الاحتجاجية الغربية على مواقف لبنان من التجاوزات في صيغة التعامل مع ملفي النازحين والتمديد لليونيفيل ، عبر الكلام الذي صدر عن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحق وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الذي ، قام بمراسلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مسجلا احتجاج لبنان على استباحة سيادته والعمل من وراء ظهر مؤسسات الدولة بصورة معاكسة لإرادته ، في ملف النازحين ، بينما سجل بوحبيب احتجاجا على اللغة التي تمت بها صياغة بعض فقرات التمديد لعمل اليونيفيل خصوصا لجهة تهميش دور الجيش اللبناني .
لبنانيا ايضا ، اعلن وزير الطاقة وليد فياض تبلغه موافقة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على التوجه على رأس وفد تقني إلى إيران لمناقشة تفاصيل هبة الفيول الإيراني ، بينما حذر نائب رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية من التعثر في انجاز الاستحقاقات الدستورية ، سواء تشكيل حكومة جديدة او انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
2022-09-08 | عدد القراءات 1032