قمة سمرقند قطب العالم الجديد كتب ناصر قنديل

قمة سمرقند قطب العالم الجديد
كتب ناصر قنديل
- يختلف مشهد القادة في سمرقند ، عن مشاهد قمم منظمة شنغهاي السابقة ، كما تختلف أولوياتهم
ونظرة العالم إليهم ، فلقاء قادة روسيا والصين والهند وإيران اليوم يمثل محورا دوليا صاعدا
يضم أكثر من نصف سكان العالم ، ومع الحلفاء يمثل أكثر من نصف الاقتصاد العالمي ، وأكثر
من نصف القوة العسكرية فيه ، وأكثر من نصف المواد الأولية لصناعته ، وأكثر من نصف
منتوجاته الزراعية والغذائية ، وأكثر من نصف القدرة المالية السائلة .
- يلتقي القادة على قاعدة الإيمان بأن الوقت قد حان للإعلان عن نهاية الحقبة الأحادية للهيمنة
الأميركية ، كما يلتقون على الإقتناع بأن ما يجمعهم هو احترام كل منهم خصوصيات الآخر
وقراره المستقل ، وعلى احترام المسار الذي اتخذه كل منهم لبناء دولته واقتصاده وتحديد
مرجعيته للهوية الثقافية والسياسية .
- في قمة سمرقند الأولويات العملية على الطاولة ، وفي طليعتها بناء اقتصاد عالمي رديف
لاقتصاد الغرب ، متحرر من قيود العقوبات ، يملك نظاما مصرفيا مستقلا وعملة دولية موازية
للدولار ، وتعاملات بالعملات الوطنية ، وأولوية بتبادل تجاري يحقق الاكتفاء الذاتي لدول العالم
المستقل .
- في قمة سمرقند حربان على الطاولة ، واحدة في ذروة الإشتعال تخوضها روسيا في أوكرانيا ،
وثانية قيد الإشتعال في تايوان ، وثالثة باردة تحت الرماد في المنطقة بين أميركا وإيران ،
ومواجهات مفتوحة في أفريقيا بين كل من روسيا والصين مع الثنائي الأميركي الأوروبي ،
والعالم في قلب حرب عالمية ثالثة ، يسعى لتفادي مرارة الخيار النووي فيها ، ولا مكان فيها الا
للربح بالنقاط ، ومحور شنغهاي يتقدم .

2022-09-16 | عدد القراءات 1135