اسد منتصر عبرة لمن يعتبر - روزانا رمّال

لا يمكن قراءة ما نشر من كلام للرئيس السوري بشار الاسد لدى لقاء حزبي بينه و بين كوادر حزب البعث في طرطوس السورية و ذلك قبل نهاية العام 2014 في  20 تشرين اول  الماضي  من دون اي تعليق او توقف .

بعد كل ما جرى خلال الازمة في سوريا و كل ما جرى في المحافل الدولية و الضغط اللامسبوق الذي مورس على نظام او حكومة او ما شابه من اسماء اطقت على حقبة حكم الاسد بالتحديد في ظل حكم حزب البعث يقف الرئيس السوري امام كادره و ليس امام الاعلام ليقول ما لا يمكن ان يتوقعه خصومه منه ..

عندما يتحدث الاسد مع حزبه فهو يتحدث مع نفسه و عند الحديث مع النفس يمكن لها ان توحي للانسان بالغرور و التمادي في مديحها لاشباع الذات و صوابيتها الدائمة ..

ليس عاديا ان يقف رئيسا منتصر بالحد الادنى على خصومه لمجرد بقاءه في سدة الرئاسة بهذا النفس  و الروح و الاقدام فيقول نحن لم ننجح في الماضي؛ نفّرنا الناس، نفّرنا البعثيين قبل غيرهم؛ أنا، شخصياً، لم أكن أحضر الاجتماعات الحزبية في الجامعة، لأنها كانت غير مقنعة وغير منتجة».....ينبغي تغيير الآليات الحزبية؛ نحتاج إلى أسلوب جديد ولغة جديدة».

ليس سهلا ابدا ان يقف رئيسا يحكي نفس لغة خصومه في بعض النقد الموجه لحزب البعث و هذا ان دل على شيء فهو انه رئيس  قوي لا يهاب اي نقد او اي حسابات من هنا او هناك مؤمن بصوابية رؤيته و منفتح جديا على اي تصحيح يبدأ من ذاته  حتى لو اتفق فيه مع خصومه من اجل سوريا .

ليس سهلا ولا متعارفا عليه ان يقف رئيسا منتصر امام كوادر حزبه فيقول بطريقة او باخرى " الحمدالله على من انشق من بيننا فبقاءه يعود على الحزب سلبا حتى لو اصبح عدد الحزب اقل فليكن لان الحزب سيقوى بالعقائدين .

كل هذا يبشر  ان الرئيس السوري بشار الاسد اول من سيقدم اي ايجابية في اي حوار مرتقب بين فريقه و فريق المعارضة السورية خصوصا مع اقتراب الموعد المقرر في موسكو التي ارادت ان تخوض غمار مبادرة روسية ربما تنتج حلا لم يستطع لا جنيف الاول ولا الثاني .

كلام الاسد  الواضح يحمل الكثير من الاسف  بعيون كل من احب سوريا على كل ما ضاع من دماء و كل ما لحق من  دمار فيها  ..لا يمكن الا يحضر الاسف  على كل نقطة دم و  على تدمير ممنهج  لبلد عريق كسوريا مع علم  كل قادة العالم الذين اجتمعوا حول اسقاط الاسد المسبق انه الرئيس العربي الاول الذي يتسابق على اي اصلاح  رغم نفوذه و قوته وقوة حلفائه و يعرفون تماما ان مرحلته حملت لسوريا انفتاحا غير مسبوق ..

و اخيرا و بعد اربع سنوات من الازمة و بعدما رحل معظم من نادروا برحيل الاسد في عواصم القرار في العالم و بعدما ثبت ان الاسد باقي بتصويت من  الجزء الاكبر من شعب سوريا الذي صوت له و اتيح له المشاركة في الانتخابات السابقة ..يثبت الاسد انه اول من مارس الديمقراطية في انتخاباته و اول من انتقد نفسه فسارع رغم صموده و الذي يشكل انتصارا بعيون خصومه الى الاصلاح .

الاسد المنتصر عبرة لمن يعتبر ...

 

 

2015-01-03 | عدد القراءات 3592