«القومي» يحيي اليوم السبت باحتفال ومسير ذكرى العملية البطولية للشهيد خالد علوان في «الويمبي» أوكرانيا تفشل في تخريب استفتاء الانضمام الى روسيا

«القومي» يحيي اليوم السبت باحتفال ومسير ذكرى العملية البطولية للشهيد خالد علوان في «الويمبي» أوكرانيا تفشل في تخريب استفتاء الانضمام الى روسيا… وفي إيران تأييد شعبيّ بوجه الاحتجاج حصيلة ضحايا زورق الموت تقارب المئة… ومطالبات بعقد جلسة للحكومة في طرابلس البيان الثلاثيّ الأميركيّ الفرنسيّ السعوديّ يُربك دعاة تعطيل النصاب… وضوء أخضر لفرنجيّة؟

 

كتب المحرّر السياسيّ

بدأ الاستفتاء في المقاطعات الأوكرانيّة المرشحة للانضمام إلى روسيا بزخم نقلت بعض وقائعه القنوات التلفزيونية الروسية، رغم محاولات حثيثة من الحكومة الأوكرانيّة لتعطيل الاستفتاء، ولجوئها الى قصف بعض المناطق القريبة من المراكز المخصصة للاستفتاء. وبدا أن المسار الذي اختطه موسكو يسلك طريقه بسلاسة وصولاً لترجمة ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف، خصوصاً منع تحوّل أوكرانيا إلى خنجر مسموم في الخاصرة الروسية، بينما واصل نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف حملته بالتلويح بالسلاح النووي إذا ما تورط الغرب وعلى رأسه واشنطن في المزيد من الأنشطة الحربيّة ضد روسيا، بينما بدأت الشوارع الأوروبية في ألمانيا وفرنسا والنمسا وسواها من الدول الأوروبية تتحرّك تحت عنوان رفض السياسات الاقتصادية التي أدّت إلى أزمات الطاقة وارتفاع الأسعار، بما في ذلك المطالبة بإعادة النظر بالعقوبات على روسيا والموقف العدائيّ منها على خلفية الحرب في أوكرانيا.

في قلب الصراع الدولي والإقليمي حضرت الاحتجاجات الإيرانيّة التي نالت تغطية إعلامية لافتة قياساً بحجمها الداخلي، بينما خرج الشارع الإيراني في المدن الكبرى بحشود ضخمة مساندة للقيادة الإيرانية وسياساتها، دون أن يلقى ذلك أي تغطية إعلامية تذكر، وهو ما تضعه مصادر إيران في دائرة المواجهة المفتوحة بينها وبين الغرب مقارنة ما يجري بما سبق وجرى عام 2008، مع فارق الحجم الكبير الذي مثلته تلك الحركة قبل سنوات قياساً بمحدودية حجمها الحالي.

في لبنان العيون والقلوب خطفت نحو مشاهد ضحايا زورق الموت الذي حصد 75 ضحية، ويرجح ارتفاع العدد ليقارب المئة مع مواصلة الجهات السورية المعنية أعمال البحث والإنقاذ قابلة ساحل طرطوس، حيث غرق الزورق، وبينما فتحت الكارثة الإنسانية الباب لأسئلة حول صحة ما يُقال عن تسرّب المئات يومياً عبر البحر تحت أعين جهات معنية في الدولة شجّع القيمين على تجارة الموت بتنظيم المزيد من العمليات المشابهة رغم ما فيها من مخاطرة ومقامرة بأرواح المشاركين، بعد سلبهم كل ما جمعوه من أموال عبر بيع ممتلكاتهم، مقابل وهم الخلاص، تداول ناشطون في مدينة طرابلس المطالبة بالدعوة لعقد جلسة خاصة للحكومة، رغم كونها حكومة تصريف أعمال، في مدينة طرابلس، والوقوف على آراء فعالياتها الاقتصادية والاجتماعية، ووضع مشاريع تنموية تشاركية بين الدولة وهذه الفعاليات، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الإنساني والاجتماعي.

سياسياً، حاز البيان الثلاثيّ الأميركيّ الفرنسيّ السعوديّ حول لبنان حيزاً رئيسياً من اهتمامات الأطراف السياسية، خصوصاً لجهة الدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية وتشكيل حكومة جديدة، بما رأت فيه مصادر متابعة إعلاناً معاكساً لما سبق نقله عن موقف أميركي سعودي تحفظ عليه الفرنسيون، يتبنى عدم تشكيل حكومة جديدة والدفع باتجاه الفراغ الرئاسي عبر تعطيل نصاب جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما تربطه المصادر بحزم المقاومة في التعامل مع ملف ترسيم الحدود البحرية، ووضعها لسقف زمنيّ لنهاية إيجابية لمسار التفاوض قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية، ووضع ثقلها للدفع باتجاه تشكيل حكومة جديدة لقطع الطريق على أي محاولة لتعطيل الترسيم بذريعة الفوضى الدستورية اللبنانية، ما حسم أمر السير بالترسيم قبل بلوغ نهاية ولاية رئيس الجمهورية، وأفقد الفراغ وظيفته. وقالت المصادر إن البيان يعني ضمناً وفي ضوء التوازنات القائمة نوعاً من الضوء الأخضر لمسار قد لا ينتج رئيساً في الجلسة الأولى أو الثانية، لكنه سينتج ضغطاً لتسريع تفاهمات يصعب أن يستفيد منها دعاة انتخاب قائد الجيش الذي يصبح مطروحاً بقوة أكبر عندما يكون الفراغ ضاغطاً، بينما يستفيد ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية من مسار الانتخاب القريب ولو بعد انتهاء المهلة الدستورية بأسابيع قليلة.

وفيما تنتظر الملفات والاستحقاقات الدستورية والمالية والاقتصادية ومعها ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من نيويورك الى بيروت، تصدرت كارثة غرق القارب في جزيرة أرواد مقابل ساحل طرطوس، واجهة المشهد الداخلي وسط أجواء من الحزن خيّمت على لبنان، لا سيما وأن الحادثة ليس الأولى من نوعها، فقد شهدت المنطقة غرق قوارب عدة من دون أن تتخذ أي إجراءات قضائية ضد تجار ومافيات التهريب وأمنية لضبط الحدود البحرية، ما يفتح مجدداً ملف الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر عبر البحر ومعه ملف اللاجئين الفلسطينيين الذين يتعرضون لحصار أممي بعد توقف دول عدة لا سيما الولايات المتحدة عن دعم منظمة «الأنروا»، وكذلك ملف النازحين السوريين الذي يرفض الأميركيون والأوروبيون اعادتهم الى سورية بذرائع متعددة، كما يجعل معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية أولوية في غاية الأهمية لتدارك الأوضاع الاقتصادية المزرية والمتفاقمة في مناطق لبنانية عدة لا سيما في عكار وطرابلس المنكوبتين بكارثة قارب الموت الذي حصدت عشرات الضحايا والجرحى والمفقودين، بعدما لم تترك الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي سبيلاً وخياراً للمواطنين اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين إلا الهرب الى أوروبا أو الانتحار غرقاً.

2022-09-24 | عدد القراءات 1082