تصاعد الأزمة الأميركية السعودية على خلفية دور الرياض في قرار خفض إنتاج النفط
توتر "إسرائيلي" وهدوء لبناني في مواجهة أزمة التفاوض …وواشنطن متفائلة بالتوصل لحل
التيار الوطني الحر يطلب تأجيل جلسة الإنتخاب …والاصطفاف باق بين معوض والورقة البيضاء
كتب المحرر السياسي
سجل المشهد الدولي والإقليمي تطورا بارزا فرض حضوره وينتظر أن تكون له تداعيات على الكثير من الملفات الدولية المتصلة بأمن الطاقة وسياساتها ، والملفات الإقليمية المتصلة بالدور السعودي الفاعل في عدد من ملفات المنطقة ، والتطور المقصود هو التدهور السريع والتأزم المتسارع في العلاقات الأميركية السعودية ، الذي بدأت شاراته الأولى مع قرار منظمة أوبك بلاس بتخفيض الإنتاج مليوني برميل يوميا من مطلع الشهر المقبل ، وردود الأفعال الأميركية العالية السقوف التي حملت الرياض كحليف مفترض لواشنطن مسؤولية القرار ، الذي أجمع المسؤولون الأميركيون بتصنيفه موقفا داعما لروسيا في مواجهة مشاريع التضييق على روسيا التي يقودها الغرب وعلى رأسه الأميركيين ، في أسواق الطاقة العالمية ، ورغم الردود الهادئة للسعودية على الحملات الأميركية الصاخبة التي اتهمت الرياض بالإنقلاب على التحالف التاريخي الأميركي السعودي ، تواصلت وتصاعدت الحملات الأميركية ، فتحدث وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عن دراسة خيارات عديدة في مواجهة السعودية ، وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن الى اعتبار خطوة أوبك بلاس عملا عدائيا يجب ان يتحمل المشاركون فيه نتيجة أفعالهم ،بينما وصل عدد من شيوخ ونواب الكونغرس الى الدعوة لسحب القواعد الأميركية من الخليج .
في ملف الترسيم البحري لحدود لبنان الجنوبية ، تواصلت الحملات الاسرائيلية التصعيدية ، مع ضخ إعلامي عن استعدادات عسكرية و مخاطر نشوب مواجهة على الحدود مع لبنان ، بينما شهدت المواقف اللبنانية هدوءا دون التراجع عن جوهر الموقف المتمسك بإعادة ضبط نص الاتفاق الذي وضع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين على معايير القانون الدولي ، خصوصا في الموقف من محاولة فرض خط الأمر الواقع الذي وضعه الإسرائيليون من طرف واحد عند انسحابهم من لبنان عام 2000 ، بصفته خطا معتمدا لترسيم الحدود البحرية ، وبقي المسؤولون اللبنانيون على تواصل مع الجانب الأميركي لمتابعة الحصول على رد إسرائيلي رسمي مكتوب ، لمناقشته والرد عليه وفق المعايير القانونية وأصول خوض المفاوضات على هذا المستوى من الدقة والأهمية ، دون اعارة اهتمام للتهديدات الاسرائيلية ، في ظل اطمئنان لبناني الى ان لبنان يملك ما يكفي من القوة لجعل التهديدات الاسرائيلية مجرد بالونات اعلامية تهدف لخوض مواجهة أخرى ، هي تلك التي تدور بين الحكومة والمعارضة عشية الانتخابات ، وبقيت معادلة لبنان بعد الحصول على وثيقة أميركية تكرس حقوقه بالخط 23 وكامل حقل قانا ، منصبة على تنقية الاتفاق من اي شوائب قانونية من جهة ، وتأكيد ان حقل كاريش لا يزال منطقة متنازع عليها ما دام الاتفاق النهائي لم يوقع بعد ، ما يعني ان تهديد المقاومة باستهداف منصة الاستخراج في كاريش اذا بدأ الاستخراج ولم يتم توقيع الاتفاق ، يحظى بتغطية الدولة اللبنانية ومعاييرها القانونية المعتمدة في المفاوضات ، بينما ذهبت التأكيدات الأميركية الى اعادة الاعتبار للتفاؤل الذي اشاعه الحديث عن الاتفاق ، وقالت وزارة الخارجية الميركية ان التقدم المحقق في املسار التفاوضي كبير وان واشنطن حريصة على متابعته وصولا لتجاوز نقاط الخلاف .
في الشؤون الداخلية اللبنانية ، سجل تراجع في مؤشرات الاقتراب من تشكيل الحكومة الجديدة ، بينما برز موقف التيار الوطني الحر الداعي لتأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من يوم الخميس المقبل لتزامن الموعد مع ذكرى عملية 13 تشرين أول عام 1990 ، التي يحييها التيار ، وسط إشارات لاحتمال مقاطعة نواب تكتل لبنان القوي للجلسة ما لم يتم التأجيل ، بينما تحدثت مصادر متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي إلى أن الاصطفاف الذي حكم الجلسة السابقة لجهة عدم نجاح القوى التي توزعت بين التصويت للمرشح ميشال معوض وسليم ادة وشعار لبنان ، بالتفاهم على التصويت لمرشح واحد ، من جهة ، وعدم نجاح الذين صوتوا للورقة البيضاء بتفاهم مقابل على التصويت لمرشح واحد ، ما يعني بقاء الاصطفاف ذاته في الجلسة المقبلة ، ما لم تنجح المساعي المبذولة على الجبهتين بتحقيق اختراق يغير وجهة التصويت .
2022-10-08 | عدد القراءات 1091