احتفلت قناة الميادين بعشر سنوات من عمرها، هي السنوات ذاتها التي أطلقت عليها تسمية عشرية النار، لتزامنها مع حروب الإسقاط والتفتيت والإرهاب التي خاضتها واشنطن والأحلاف التي أنشأتها بوجه حركات المقاومة، خاضت غمارها تدميراً وخراباً وانهيارات في كل من سورية والعراق ولبنان واليمن، والعين دائماً على فلسطين، لتوفير أحزمة الأمان وبوالص التأمين لكيان الاحتلال، وتدمير أي قدرة على مقاومته.
انتهت عشرية النار أو تكاد، وخرج المقاومون وحركاتهم من بين ركامها يواصلون مسيرتهم، والعبرة فلسطين، حيث تتجذر روح المقاومة وترتفع مقدرات حركاتها، وتتعزز موازين ردعها، والمعيار الكيان، في تآكل مصادر قوته وقدرة ردعه وانفلات زمام المبادرة من بين يديه، وفقدانه لقيادته التاريخية، وعجزه عن استيلاد بدائل قيادية جديدة، ودخوله في متاهة الأزمات والصراعات والتشظي، ومواجهة تحديات استراتيجية فوق قدرته على تذليلها أو امتلاك استراتيجية للتعامل معها، مثل التفوق الاستراتيجي للمقاومة الاسلامية في لبنان، والصحوة النوعية في الأراضي المحتلة عام 1948، والنهوض المستدام لروح المقاومة في الضفة الغربية، والعجز عن إنتاج خطاب سياسي تفاوضي، وتراجع بريق مشاريع التطبيع.
التضحيات الجسام التي قدّمتها شعوب المنطقة وقوى المقاومة فيصعب احتسابها ضمن الخسائر بعدما تحوّلت إلى قوة دفع وتماسك لمحور المقاومة، وتعزيز لبرنامجه وأولوياته، وها هي تركيا التي وقفت في عشرية النار على ضفة الحرب على المقاومة، تبدأ تموضعاً جديداً يخلط الأوراق، ومثلها تفعل السعودية في الظروف الدولية الجديدة بعد حرب أوكرانيا وأزمة الطاقة العالمية، وها هي حركة حماس التي كان موقفها من الحرب على سورية وصولاً الى خروجها من سورية يحتسب ضمن الخسائر، تعيد ترتيب أوراقها وتتوجه نحو دمشق كقلب نابض في كل معارك فلسطين.
في كل ذلك كان نور البصيرة والوعي الذي حملته قوى المقاومة، عاملاً حاسماً في صناعة هذا المسار، وكانت الميادين في قلب المعركة، من أبرز حملة مشاعل النور، فكانت شريك الإنجاز، كما كانت شريك التضحيات.
تحية للميادين في عشريّتها منارة لفكر إنساني ملتزم بقضايا الحق والحرية والتحرر والمقاومة من فلسطين ولبنان واليمن والعراق إلى فنزويلا وكوبا.
2022-10-13 | عدد القراءات 1006