فرنسا تنفجر غضبا بوجه ماكرون …والشارع الأوروبي يتحرك على إيقاع التأزم المعيشي

فرنسا تنفجر غضبا بوجه ماكرون …والشارع الأوروبي يتحرك على إيقاع التأزم المعيشي 
واشنطن : سنعيد النظر بعلاقتنا بالرياض …والمقاومة في فلسطين ترسم قواعد الإشتباك 
العشاء السويسري يربك المشهد…وطليعة الطعون الخميس…وبو صعب : إيجابيات بعد الترسيم 
كتب المحرر السياسي 
لم تعد المواجهة الدائرة في فلسطين تعبيرا عن احتجاج على جريمة جديدة لجيش الإحتلال ، أو إحياء لمناسبة ، بعدما مضى أكثر من شهر على استمرار الانتفاضة وأعمال المقاومة يوميا دون توقف ، ومسيرة الشهداء تكبر ، والعمليات المقاومة تقدم أبطالها وتحصد الإصابات في جيش الإحتلال ، ورموز مثل نابلس والقدس وجنين تتحول إلى ساحات اشتباك يومي  وقواعد خلفية  للمقاومين ، ولم يعد صعبا اكتشاف حجم الإرتباك الإسرائيلي أمام المشهد الفلسطيني المتعاظم ، ورغم محاولة الحكومة والمعارضة البحث عن عناوين أخرى لخوض السباق الانتخابي تحتها ، يتصدر اهتمام الإعلام والمستوطنين ومن خلالهما اهتمام الناخبين ، الفشل الذريع الذي يطبع مسار عمليات جيش الإحتلال في محاولة قمع الإنتفاضة ووقف عمليات المقاومة ، وتحول العنصر الفلسطيني إلى الهم الأول لكيان الاحتلال القائم أصلا على زعم التفوق الأمني ، بينما يطبع الفشل الاستخباري كل محاولات استباق العمليات ، والفشل العسكري كل محاولات وقف الانتفاضة .
فلسطين تفرض حضورها في ظل  انشغال العالم كل بحاله ، حيث لم تعد هناك قوة قائدة قادرة على التعامل بذات الاهتمام مع القضايا المتعددة ، ويرتاح الفلسطينيون لذلك لأن التدخلات الخارجية كانت دائما على حسابهم ومحاولات لإنقاذ الكيان من مأزقه ، وفي العالم تفرخ الأزمات من رحم بعضها وتتكاثر ، فالحرب في أوكرانيا أنتجت أزمة الطاقة ، ومن رحم أزمة الطاقة دخلت أوروبا في أزمة إقتصادية تحولت إلى صراع اجتماعي انفجر في الشارع ، وأظهر الفرنسيون موجات حاشدة من الغضب ، وجدت تعبيرها النقابي بمطالبات بزيادة الأجور ، وبدعوة المرشح الرئاسي السابق جان لوك ميلانشون وأحزاب اليسار إلى الإضراب العام ، فيما سجلت في بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا ورومانيا حركات احتجاج يتوقع الخبراء لها التصاعد مع اقتراب موسم الشتاء ، دون أن يكون بيد الحكومات الأوروبية منفردة ومجتمعة ما يتيح لها السيطرة على الأزمة ، فموارد الطاقة غير كافية وأسعارها أربعة أضعاف سعر الشراء من روسيا ، والكساد نتيجة طبيعية لزيادة الأكلاف ، وافلاس الشركات واقفال الكثير منها ضمن التوقعات غير البعيدة ، وتغطية الموازنات العامة تتم برفع الاستدانة ، وكبح جماح التضخم يتم عبر زيادات استثنائية غير مسبوقة في أسعار الفائدة ما يؤدي لمزيد من الانكماش الاقتصادي ، وتلبية طلبات زيادة الرواتب تحتاج مراكمة مزيد من الديون التضخمية ما يتسبب بانهيارات متوقعة في سعر اليورو ، ورفض التبية يؤدي الى انفجار الشارع وتشقق التحالفات الحاكمة والأحزاب الكبرى .
المخاض الأوروبي ليس وحيدا في مشهد حلفاء أميركا ، ولا في مشهد ارتدادات الحرب في أوكرانيا وأزمات الطاقة ، وبعد تركيا التي يصفها أعضاء في الكونغرس الأميركي بالطابور الروسي داخل حلف الناتو ، جاء دور السعودية التي قال مستشار الأمن القومي الأميركي جايك سوليفان أن العلاقة معها تخضع للدراسة ، وإعادة النظر والتقييم ، على خلفية شراكة السعودية مع روسيا في تشكيل القوة الدافعة داخل مجموعة أوبك  بلاس لاتخاذ قرار خفض إنتاج النفط مطلع الشهر القادم بمليوني برميل يوميا ، ومما قاله سوليفان ان اعادة النظر قد تطال الشق الأمني من التعاون الأميركي السعودي ، بينما سجل الموقف السعودي مع السعي لتأكيد التمسك بالتحالف الاستراتيجي مع أميركا ، تمسكا باعتبار قرار أوبك بلاس مهنيا وتجاريا لا صفة سياسية له ، ومحاولة للحفاظ على توازن العرض والطلب في السوق ، وهو ما رد عليه الأميركيون بقوة .
لبنانيا ، ارتباك سياسي بعد الدعوة التي وجهتها السفيرة السويسرية لممثلي الأحزاب الرئيسية لمأدبة عشاء يوم غد ، تبعتها تحليلات إعلامية قالت انها مقدمة لمؤتمر حوار في سويسرا وموضوعها البحث عن طائف جديد ، ما تسبب باحتجاج سعودي دفاعا عن الطائف ترجمته مواقف حزبية ونيابية كان أبرزها موقف القوات اللبنانية بالاعتذار عن عدم المشاركة ، ونائب بيروت وضاح الصادق بالاحتجاج على مشاركة زميله إبراهيم منيمنة والتهديد بفرط تحالف النواب ال13 ، بينما تحدثت معلومات مصدرها السفيرة السويسرية عن نية إصدار بيان توضيحي ينفي وجود أي مؤتمر في سويسرا وأي نية للبحث عن بديل لاتفاق الطائف ، ما ينقذ العشاء ، لكنه ينهي المبادرة عنده .
لبنانيا أيضا ، قال رئيس المجلس الدستوري طانيوس مشلب أن دفعة أولى من الطعون الدستورية سيتم البت بها يوم الخميس القادم وتصدر نتائجها ، تليها دفعات لاحقة قبل نهاية المهلة في 31 تشرين الأول ، وفي مسار النفط والغاز تحدث نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ، عن دعوة قبرصية لترسيم الحدود البحرية في ضوء التعديلات التي لحقت بحدود لبنان البحرية بعد رسم حقوله النفطية والغازية ، وتوقع بو صعب انفراجا في ملف توريد الكهرباء من الأردن والغاز من مصر ، وأوضح ان "الإشارات الأولية تفيد بأن حقل قانا يوازي تقريبا حقل كاريش بكميات الغاز بحسب الدراسات الأولية لشركة "توتال". وتوقع ان "تبدأ الشركة بالتنقيب خلال أشهر ويمكن أن يبدأ الاستخراج بعد اربع سنوات، ولكن قبل ذلك يمكن ان نشهد عودة الاستثمارات والشركات الاجنبية، كما ان هذا الأمر سيسهل مهمة لبنان مع صندوق النقد الدولي".

 

2022-10-17 | عدد القراءات 1086