واشنطن لطهران : العقوبات على إرسال المسيرات…وروسيا ل"إسرائيل" : لتسليح أوكرانيا عواقب
باسيل يكسر الجليد مع بري ويتفاءل بحوار ينتج اختراقا…مذكرا : النصاب 86 والانتخاب ب 65
طار العشاء السويسري …ولا تغييرات سياسية في هيئة المجلس ولجانه…وذكرى باهتة ل 17 تشرين
كتب المحرر السياسي
وصلت ارتدادات الحرب الأوكرانية الى المنطقة سياسيا من بوابة السلاح ، بعدما دخلتها من باب أزمات الطاقة ، كما أظهر الخلاف الأميركي السعودي حول قرار أوبك بلاس ، من جهة ، واتفاق النفط والغاز الذي رعته واشنطن لتحديد المناطق الاقتصادية التي يستثمرها كل من لبنان وكيان الاحتلال ، وفي الأبعاد الجديدة اعلان أميركي وأوروبي عن عقوبات تطال إيران التي يتهمها النظام الأوكراني بتسليح روسيا بالطائرات المسيرة الحديثة ، والتي كان لها حسب الاتهامات الأوكرانية الدور الأبرز في النجاحات الروسية باستهداف موارد الطاقة الكهربائية في أغلب المدن الأوكرانية بما فيها العاصمة كييف ، وبالتوازي كانت موسكو تهدد "إسرائيل" من عواقب قيامها بتسليح النظام الأوكراني وتهدد بلسان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف بعواقب تدمير العلاقة الروسية "الإسرائيلية" ، وهو ما قرأ فيه الخبراء في كيان الإحتلال مخاطر تهدد مستقبل القدرة الإسرائيلية على مواصلة الغارات على سورية .
لبنانيا كشف الإحياء الباهت لذكرى17 تشرين حجم الانفكاك الشعبي عن قياداتها ، التي أظهر وصول بعض رموزها الى المجلس النيابي حجم الخيبة التي مثلها هؤلاء مقابل وردية وعود التغيير ، بينما يشهد المجلس النيابي اليوم تجديدا سياسيا لتفاهمات تشكيل هيئة مكتبه ولجانه ، التي ستقتصر التغييرات فيها على ترجمة تفاهمات رضائية بين الكتل الكبرى ، فيما كان الحدث الأبرز سياسيا هو زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على رأس وفد من التكتل لرئيس مجلس النواب نبيه بري ، وهو ما وصفته مصادر نيابية بأول كسر جليد حقيقي يفتح الباب لإحداث إختراق ممكن قبل نهاية المهلة الدستورية المتاحة أمام مجلس النواب لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس العماد ميشال عون بعد اسبوعين ، وتقول المصادر ان تفاهم بري وباسيل إذا تحقق ، يفتح الطريق لبحث جدي بين بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وبين بري ونواب كتلة الاعتدال العشرة ، بحيث يتوافر المجال لتوفير نصاب ال86 نائبا المطلوب لانعقاد جلسة انتخاب يفوز فيها مرشح متفق عليه ب 65 صوتا على الأقل ، وهو ما كان ملفتا تذكير النائب باسيل به كمقدمة لشرح الحاجة الملحة لتفاهمات لا تتناسب مع الخطاب التعبوي الصدامي الذي شكل سمة المرحلة السابقة في علاقة التيار الوطني الحر مع حركة أمل ، بما يعزز فرضية الواقعية السياسية التي يتقنها باسيل ، ويجد صعوبة في اسقاطها على الحسابات الرئاسية ، حيث تفاهمه مع الرئيس بري مفتاح التقدم خطوة جدية ، لرئيس صنع في لبنان ، قبل ان تدخل الأيادي الخارجية على مطبخ صناعة الرئيس الجديد .
سياسيا تابعت القيادات السياسية والوسط الإعلامي مسار التراجع السويسري عن دعوة العشاء التي كانت وجهتها السفيرة السويسرية لممثلي القوى السياسية ، حيث بدا أن التراجع ، الذي شمل أيضا مدعوين للمشاركة اعتذروا عن غيابهم ، لم يكن نتيجة احترام سويسري للسيادة اللبنانية ، ولا لتمسك المعتذرين بها ، بل لضغوط سعودية عبر عنها السفير وليد البخاري ، الذي غرد بعبارات ظهرت كرد على دعوة السفيرة السويسرية ، التي قيل إنها تتضمن فتح حوار بحثا عن بديل لاتفاق الطائف ، بقوله ، "وثيقةُ الوفاقِ الوطنيِّ عقدٌ مُلزمٌ لإرساءِ ركائزِ الكيانِ اللبنانيِّ التعدديِّ، والبديلُ عنهُ لن يكونَ ميثاقًا آخر بل تفكيكًا لعقدِ العيشِ المُشتركِ، وزوالِ الوطنِ الموحَّد، واستبدالهُ بكيانات لا تُشبهُ لُبنانَ الرسالةَ"، وكان ملفتا تلويح السفير السعودي بزوال الوطن الموحد إذا تم المساس باتفاق الطائف .
2022-10-18 | عدد القراءات 1008