في ذكرى "ثورة" تشرين
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- شهد العام 2019 أربعة "ثورات" عربية في كل من الجزائر والسودان ولبنان والعراق ، وبعيدا عن نقاشا الظروف الخصوصية لكل منها ، توجت ثورة الجزائر بتصحيح مسار النظام السياسي الوطني الذي استعاد توازنه وجدد شبابه وخطابه وأعاد الجزائر الى المسرح السياسي أشد قوة وأكثر صلابة ، وثانية في السودان حاول معها النظام احتواء الثورة من بوابة دور العسكر ، لكنها استعادت حيويتها وحضورها وأكملت ولا تزال ، و ثورتان في لبنان والعراق انتهتا بفشل ذريع وضاعت ريحهما .
- في الثورات الأربعة كان الأميركيون حاضرون ، والجمعيات التي "فقسوا" بيضها في "قنهم" تلعب دورا محوريا ، لكن يعود لحيوية القيادة الوطنية الجزائرية القدرة على احتواء هذا البعد المشبوه وحيدوه ، ويعود للحيوية السياسية السودانية الفضل في عدم اختتام الثورة بالتطبيع مع كيان الاحتلال وبقاء الأمل بتصحيح قادم للمسار ما دامت الحيوية مستمرة ، بينما كان لطبيعة النظام في لك من لبنان والعراق ، القائمة على المحاصصة الطائفية والمشبعة بالفساد بالتزاوج مع ضحالة القيادات التي تصدت للحراك الشعبي ، وتفاهة الكثير من نخبها وسطحيتها ووصوليتها ، ما يكفي لاختتام "الثورة بمهزلة ومأساة معا .
- الذكرى الثالثة لثورة الجزائريين تأخذهم الى قمة عربية ترعاها وتستضيفها الجزائر كمحاولة جدية لتصحيح البولصلة العربية التائهة ، والذكرى الثالثة لثورة السودان تحل بينما العسكر يتنحى جانيا ، والشارع يعود بحيويته بحثا عن أفق جديد ، بينما الذكرى الثالثة لثورة تشرين في كل من لبنان والعراق فباهتة وذابلة لا روح فيها ، وقد تكشف قادتها عن نسخة أشد يؤسا من القيادات الطائفية أو الطبقة السياسية اوالمنظومة ، كما يحلو لهم تسميتها ، والمهم أن الشعب كشف خديعة هذه النسخة البائسة وتركها وحدها .
- لا زال كل من لبنان والعراق بحاجة لتجديد الحياة السياسية وبلورة رؤى اقتصادية إنقاذية ، لكن نقطة البداية لرسم الطريق الجديد هي بفضح خبث المسار المضلل والمخادع لقادة "ثورة "تشرين .
2022-10-18 | عدد القراءات 1042