قال الصباح لوردة تتفتح براعمها سمعتك تعاتبين حبيبك وتتهمينه بالبخل والانكار ....وفي الغضب تخرج منا احكام قاسية لكنها تخرج بذاتها وليس سواها لانها تستبطن دواخلنا فلما تقولين بخيل ولا تقولين عنيد فقد اخترتي صفة وموصوف و بينهما افعال ولما تضيفين فنات لم تسقني من ايام لبخلك يصير الحكم اعمق في وجدانك النائم الذي استفاق ولما تتهمينه بالانكار وتصفين مبدئية التزامك و لا اخلاقية تعامله مع ورود غيرك في الحديقة ليس كما لو اتهمته بالجفاء والقسوة وهي صفات تصلح للغضب ....
لكن ما حضر كان قد حفر في نفسك عميقا ولما تستدلين عليه بواقعة صار جزءا من رأي لا يمحوه التجاهل وكونه في حال الغضب.... فانتبهي قال الصباح للوردة ... ما هي الحياة الا كلام واخطر الكلام ما يقال في الغضب واخطر اخطره احكام مشفوعة بادلة نسوقها في الغضب ....
وعن هذه الحالة قال الامام علي ما ابظن المرء شيئا الا و ظهر في فلتات لسانه وفلتات اللسان في حال الغضب ... فما في الدواخل لو نخرجه في العتاب نكون اصفى واحرص من ان نبقيه بداعي التسامح فيصدر احكاما قاسية في فلتات اللسان في الغضب ....فاغلقت الوردة اوراقها لخلوة الصباح تراجع نفسها خجلا ولم تواصل عنادها تفسيرا وتبريرا ....و قالت للصباح اراك غدا لكن قل له انني احبه لكنني اظلم من شدة الحب و سرعة الغضب
حار الصباح بقطرة ندى واحدة في كفه لمن يهديها فرماها الى الاعلى كي لا يميز بين الورود لكنها اختارت الياسمين
قال الصباح يتميز الياسمين لانه في العتاب بلا شوك لا يجرح و لا يستخدم الماء لتكبر أوراقه بل ليزيد فوح عطره
لما سئل الصباح عن غضب الياسمين فقال الياسمين يغضب نادرا لكنه ان غضب اقفل اوراقه و حجب عطره وكان العقاب جفاف الروح وهو اشد انواع العقاب
2015-01-04 | عدد القراءات 2432