خروج الضفة عن السيطرة
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- ربما يؤدي النظر إلى العدد الكبير من الشهداء والجرحى كحصيلة للعملية الإسرائيلية في نابلس أمس الى استنتاج قوامه ، أن جيش الإحتلال أعاد تثبيت قبضته المحكمة في الضفة الغربية ، وهذا استنتاج متسرع .
- الطابع الملحمي للمواجهة مع جيش الإحتلال الذي توج بدماء الشهداء والجرحى فتح الباب لمواجهة يصعب التراجع عنها ، فالقوة المحورية الجديدة التي تمثلها مجموعات عرين الأسود باتت أمام تحدي مواصلة القتال وإثبات القدرة على رفع التحدي وقد بات عبء دماء شهدائها القادة دافعا ى يستهان به ، وفصائل المقاومة خصوصا حركتي حماس والجهاد والجبهة الشعبية تستشعر أهمية الحفاظ على جذوة المقاومة مشتعلة بعيدا عن التنافس الفصائلي ، ما يعني فتح الباب لتوفير السلاح والذخائر والإمداد والاستعداد للتدخل بقدرة الردع في غزة عند الضرورة بعيدا عن الحسابات الفئوية ، أما اجهزة السلطة التي وجدت أنها مستهدفة من جيش الاحتلال خلال عملية نابلس ، لم تعد تملك الاستعداد لتوفير الغطاء للمجموعات المنخرطة بالتنسيق الأمني مع جيش الاحتلال ، وسيكون عليها اثبات وطنية ادائها بصورة لا تقبل الالتباس .
- ما قام به جيش الإحتلال رغم حجم الدماء التي خلفها يبقى عملية محدودة ، فهو لم ينجح بتمشيط نابلس ، ولا اقتحام جنين ، بل إن البلدة القديمة في نابلس بقيت تحت سيطرة المقاومة ، وهذا الاستفزاز الدموي سيستدرج ردودا من نوعه وبحجمه ، وما دامت المقاومة تملك جسمها المقاتل وهي قادرة على التحرك فهذا يعني أن الرد قادم ، والحرب سجال .
- حكومة يائير لبيد تحتاج هذا المشهد انتخابيا وهي لا تمانع ان تكون تبعاته تجذير المقاومة وتعميمها في جغرافيا الضفة ، ويشكل خطأ استراتيجيا في المواجهة مع المقاومة ، طالما ان النتائج القريبة والتكتيكية تعزز فرص جماعة لبيد وغانتس انتخابيا وتظهرهم كجماعات محاربة متطرفة .
- فلسطين لن تعود الى الوراء .
2022-10-25 | عدد القراءات 1080