ملف النازحين والعودة الحتمية التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

ملف النازحين والعودة الحتمية 

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- لا يزال المستفيدون من ادامة ملف النازحين نازفا يروجون لنظرية بقائهم ، ويعتقدون أن العوامل التي كانت تقف في صف بقائهم في لبنان وسائر دول جوار سورية خصوصا قابلة للتمديد ، وفي مقدمتها وجود التمويل اللازم لوضع النازحين المنتمين في اغلبهم الى الطبقات الفقيرة بين خيار عودة صعبة تعوزها إمكانات كثيرة للعيش ، والبقاء ولو في ظروف صعبة لكن مع إمكانية الحصول على مبالغ مالية تسهم في تخفيف وطأتها ، خصوصا عندما يذهبون الى سورية ويعودون منها مستفيدين من تقدمات الدولة المجانية للطبابة والتعليم ومن فاق أسعار السلع بين أسواقها وأسواق الدول التي يقيمون فيها وخصوصا لبنان .

- بالرغم من العدائية السياسية التي يبديها الغرب بحكوماته ومنظماته الإغاثية تجاه فكرة العودة ، خدمة لموقف يريد لسورية البقاء في حالة الأزمة ، فإن ما يجري في الغرب لم يعد يسعف أصحاب هذه العدائية في الحصول على المال اللازم الذي لا يمكن لنظرياتهم بدونه أن تلقى الفرص ، فالموازنات اللازمة للجمعيات الفاسدة التي تتولى في لبنان المتاجرة بقضية النازحين ، لم يتم تأمينها للعام 2023 ، وما يتوقع توفيره منها لن يكفي لأكثر من مستحقات التعليم والمياه والصحة ، رغم ما فيها جميعا من عمليات نهب وفساد ، إلا أن الجهات المانحة تعلن انها تستبعد مواصلة القدرة على دفع مساعدات مالية للنازحين في العام المقبل .

- يقع الغرب تحت وطأة أزمات متعددة تجعله عاجزا عن مواصلة التمويل ، ووفقا لبعض المصادر المعنية بملف النازحين فإن موازنة التعليم والمياه والصحة التي يمكن تأمينها للعام 2023 قد لا يتم تأمينها للعام 2024 ، فأزمات الطاقة والتضخم تجعل موازنات دول الغرب تحت عجز كبير وديونية عالية يفرضان التقشف ، وضغط حاجات النازحين الأوكرانيين الذين يتزايدون مع انقطاع الكهرباء في أوكرانيا يشكل أولوية ملفات النزوح التي تستحق بنظر الغرب تأمين الأموال اللازمة ، وهي أموال مطلوبة لتوفير شروط حياة لنازحين بمعايير أوروبية ، أي ما يعادل أكثر من عشرة أضعاف المبلغ المخصص لإعانة كل اسرة سورية من أجل اعانة اسرة أوكرانية واحدة .

- زمن النزوح انتهى ، وسورية ستستعيد أبناءها ، واللاعبون الذين يتاجرون بالقضية انتهت لعبتهم ، والنازحون الذين يقررون العودة اليوم يسبقون الأزمة ، والدولة السورية تزيل كل التعقيدات من طريق العودة ، ومهما كانت الأعداد التي تفتح الطريق قليلة ، فهي تفتح طريقا سيزدحم بسالكيه قريبا .

2022-10-27 | عدد القراءات 1019