عون من بعبدا الى الرابية محاطا بالتيار : قبول استقالة الحكومة…ورسالة لمجلس النواب

عون من بعبدا الى الرابية محاطا بالتيار : قبول استقالة الحكومة…ورسالة لمجلس النواب

نصرالله : *ما تحقق انجاز تاريخي *نحيي شجاعة وحكمة عون وبري وثبات الوفد المفاوض

*المقاومة كشفت تهرب الإحتلال من الحرب *لا غاز لأحد إذا تعرضت حقوق لبنان للخطر

كتب المحرر السياسي

رغم الصخب السياسي والإعلامي الذي رافق مغادرة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لقصر بعبدا ، وما أثاره السجال السياسي حول مستقبل الفراغ الرئاسي والحكومي من ترددات مقلقة حول الأيام القادمة ، بقي الحدث في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التي توجت نهاية ملف ثروات النفط والغاز ، التي استقطبت الاهتمام الخارجي والداخلي ، خصوصا بما تضمنته من شرح تفصيلي للملف ومسار التفاوض ودور المقاومة في صناعة ما وصفه بالإنجاز التاريخي ، ووجه السيد نصرالله التحية لشجاعة وحكمة كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وصلابة صمودهما في الدفاع عن حقوق لبنان ورفض خط الوسيط الأميركي فريديريك هوف ، متمنيا الإنصاف لكل منهما في تقييم دوره في تحقيق الإنجاز ، وحيا صلابة واحترافية وجهود الوفد المفاوض وتأييد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمواقف الرئيسين عون وبري ، وشرح نصرالله نجاح المقاومة بالتقاط اللحظة التاريخية المتمثلة بنتائج الحرب في أوكرانيا وما فرضته من معادلات جديدة ، سواء لجهة السعي الأميركي لتفادي أي حرب في المنطقة ، أو لجهة الحاجة الماسة لتأمين بدائل عن روسيا في مجال الطاقة لأوروبا ، وقال إن المقاومة عندما هددت بالحرب كانت جاهزة لها ، وأن ما قاله الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين عن تفسير أسباب التوصل إلى الإتفاق بصورة سلمت للبنان بمطالبه بالقلق من خطر الحرب ، وما اقله عن أن الحرب لو وقعت كانت ستشعل البحر المتوسط وتقطع خطوط الملاحة التجارية والنفطية فيه .

وقال نصرالله أن العجز الإسرائيلي عن خوض الحرب كان وراء التهرب من المواجهة وقبول المطالب اللبنانية ، وأن هذا التهرب كشف عمق الأزمة الإسرائيلية الداخلية من جهة ، وتنامي ميزان القوى لصالح المقاومة من جهة موازية ، مضيفا أن ما يجري في الضفة الغربية من نمو في أعمال المقاومة كان في صلب العوامل التي ساهمت بولادة هذا الإنجاز .

وختم السيد نصرالله بالحديث عن ضمانات تنفيذ الاتفاق وعدم لجوء الاحتلال الى المراوغة واحتمال محاولة الاحتلال تعطيل حق لبنان بالتنقيب والاستخراج ، فقال إن الضمانة التي فرضت الاتفاق وهي قوة المقاومة والوحدة حول الحقوق اللبنانية ، هي الضمانة لإلزام الاحتلال بعدم المخاطرة ومحاولة العبث خلال قيام لبنان بممارسة حقه بالتنقيب والاستخراج ، خاتما بالقول ، لا استخراج للغاز لأحد من البحر المتوسط ما لم يتمكن لبنان من التنقيب والاستخراج .

في الشأن السياسي الداخلي كان الحدث بين بعبدا والرابية بانتقال رئيس الجمهورية محاطا بمناصريه وجمهور التيار الوطني الحر ، ورفعه للسقف السياسي للمواجهة مع سائر أركان الحكم الذين وصفهم بالمنظومة ، مركزا على حاكم مصرف لبنان ورئيس مجلس القضاء الأعلى ، واعلن الرئيس عون قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ، موجها رسالة لمجلس النواب بواسطة رئيسه نبيه بري ، تدعو لسحب التكليف من الرئيس ميقاتي اذا لم يستجب الرئيس ميقاتي لدعوة تشكيل حكومة في الوقت المتبقي من الولاية الرئاسية ، وجاء رد ميقاتي سريعا بإعلان تمسك حكومته بممارسة صلاحياتها في تصريف الأعمال واعتبار إعلان عون لقبول الاستقالة لزوم ما لا يلزم ، وفيما يسافر ميقاتي الى الجزائر للمشاركة في أعمال القمة العربية ، ويكمل إلى القاهرة بعدها للمشاركة في قمة المناخ ، تنتهي ولاية الرئيس عون منتصف ليل اليوم ، ويتوقع أن يدعو رئيس المجلس النيابي لجلسة استماع لرسالة رئيس الجمهورية يوم الخميس ، ما يعني أن التجاذبات والسجالات تدور خارج إمكانية تقديم أي حلول عملية ، فالفراغ الرئاسي محتم ، والانقسام حول الحكومة وأهليتها لممارسة صلاحيات رئيس الجمهورية ، مدخلا لانقسام سياسي وطائفي ينذر بتوترات شعبية في مناخ من الإحتقان العالي في الشارع تظهره اللغة الاعلامية ومفردات التخاطب عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات التلفزيونات .

 

2022-10-31 | عدد القراءات 1154