لبنان في المجهول
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- من زاوية كل طرف سياسي معني بالأزمة التي ستنتج عن الفراغ الرئاسي بالتزامن مع الفشل بتشكيل حكومة كاملة المواصفات الدستورية ، وما يترتب على ذلك من ضعف في القدرة على ملء فراغ رئاسة الجمهورية وممارسة صلاحياتها ، ثمة خطاب تبريري يكفي لإقناع المناصرين بتحميل المسؤولية لطرف آخر ، لكن في النهاية سيدفع اللبنانيون ومعهم هذا البلد المأزوم مزيدا من المعاناة والتراجع ، ولا يبدو أن تجنيب لبنان واللبنانيين هذه المعاناة كان حاضرا في الخيارات التي اتخذتها الأطراف السياسية بحسابات مواقعها ومواقفها .
- من المؤلم أن تضيع الصدمة الإيجابية التي رافقت انجاز تحرير ثروات النفط والغاز ، وان تضيع معها الفرحة التي جمعت أغلبية لبنانية كاسحة ، لتحل مكانها صورة الفشل والعجز والقلق ، ونتذكر مجددا بأن ما أنجز معرض للخطر ما دامت القواعد الحاكمة لحياتنا السياسية كفيلة بإنتاج الأزمات وتضييع الفرص ، ووضع الأولويات الفئوية والطائفية في موقع متقدم على المصالح الوطنية .
- لن يفيد في حجب هذه الصورة القاتمة ما يعد به البعض من تأمين كهرباء أو تخفيض سعر الصرف ، يعرف اللبنانيون أن كلفته ستكون مضاعفة بسبب المناخ السياسي ، وأنها تدفع من ودائعهم ، وأن توظيفها جاء من خلال استنساب سياسي وتوقيت سياسي غير بريئين ، والا ماذا يعني أن المال الذي قيل مرارا انه غير متاح لحماية الليرة او شراء الوقود للكهرباء صار متوفرا .
- الفوضى اللبنانية والسياسات المحكومة بالأنا السياسية والطائفية يثبتان مرة أخرى أنهما اشد قوة من حساب المصلحة الوطنية في صياغة المواقف ، ومن يقول ان خلفية مواقفه تأخذ بالاعتبار مفهوم المصلحة الوطنية نريده أن يتذكر بعد شهور عاصفة وعندما يتم التوصل الى تسوية جديدة ، أن هذه التسوية كانت ممكنة قبل تعريض البلد لهذه الهزات ، ودون تدفيع اللبنانية هذه الكلفة العالية ، وهذه ليست هي المرة الأولى ، التي نقول فيها ، ما بدا انه ممكن كان ممكنا من قبل وبتكلفة أقل بكثير ، لو أن المعنيين اتقوا الله في لبنان واللبنانيين .
2022-10-31 | عدد القراءات 1116