دو سيلفا يغلق سلسلة أميركا الجنوبية التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

دو سيلفا يغلق سلسلة أميركا الجنوبية 

التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل

- بعد مسيرة شاقة طوال سنوات نجح الرئيس البرازيلي السابق لولا دي سيلفا من العودة الى الرئاسة في انتخابات كلفت خصومه مليارات الدولارات ، وعندما نتحدث عن البرازيل فنحن نتحدث عن الدولة الخامسة من حيث المساحة في العالم (  8.5 مليون كلم مربع )  والسابعة من حيث عدد السكان ( 213 مليون نسمة ) والتاسعة في العالم من حيث حجم الإقتصاد ( 1.5 تريليون دولار سنويا ) وهي كانت عضوا مؤسسا فاعلا في مجموعة بريكس الى جانب روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا قبل استهداف الرئيس دي سيلفا واطاحته وسجنه  .

- تشكل البرازيل قلب أميركا الجنوبية والدولة القائدة بين دولها ، لكنها هذه المرة برئاسة لولا دي سيلفا تشكل الحلقة التي تكمل سلسلة التغيير اليساري التحرري في دولها ، بعدما نجحت قوى التحرر من الوصول إلى الحكم في الأرجنتين والمكسيك والبيرو وهندوراس وتشيلي وبوليفيا وكولومبيا بالإضافة إلى فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا ، ما يجعل القارة معقلا لنهوض سياسي واقتصادي سرعان ما ستظهر مع رئاسة دي سيلفا خطط بناء سوق مشتركة فيه ، ومنح قيمة مضافة لاتحاد دوله السياسي ، وربما اعتماد عملة موحدة  تؤمن التداول البيني وتعتمد في التداولات الخارجية ، خصوصا مع روسيا والصين والهند ، الآخذة بالاعتماد على عملاتها الوطنية في تداولاتها التجارية .

- كما شقيقاتها الأصغر ، تضع البرازيل بقيادة دي سيلفا القضية الفلسطينية في مكانة لا تجدها فلسطين في كثير من الدول العربية ، ولا تجدها بالتأكيد في الهوية السياسية لدلو كثيرة مناوئة للسياسات الأميركية ، وهذه الميزة الأميركية اللاتينية تعني تحولا في وجهة دول القارة نحو مقاطعة كيان الاحتلال ، الذي يخسر سفارته في دولها ، وتزهو عواصمها بالأعلام الفلسطينية ، ولم يكن أمرا عاديا أن يخرج الرئيس البرازيلي بالكوفية الفلسطينية بينما خرجت زوجة منافسه بولسونارو وهي ترتدي قميصا عليه علم كيان الاحتلال في حملة زوجها الانتخابية .

- تستحق أميركا اللاتينية اهتماما مميزا من النخب العربية المؤمنة بخط التحرر والمتمسكة بالمكانة المركزية للقضية الفلسطينية في خطابها السياسي ، ومن حق قادة وشعوب هذه الدول سماع ما يشعرهم بأن هذا الإنحياز لفلسطين وخيار المواجهة مع السياسات العدوانية والعنصرية لكيان الإحتلال بالتزاوج مع شق عصا الطاعة على الهيمنة الأميركية ، تصنع لهم مكانة لدى شعوبنا ومثقفينا وأحزاينا الوطنية والقومية .

2022-11-01 | عدد القراءات 1094