عندما يصبح الخوف من الحرب هو المحقق
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- لو افترضنا أن تقديرات أميركا ودول الناتو تقول بأن الفرصة متاحة لشن حرب على روسيا ، هل كان التحقيق الذي جرى في ساعات قليلة ليعلن أن روسيا بريئة من الصاروخ الذي سقط في الأراضي البولندية ليخرج بهذه النتيجة ، وهل كان هذا التحقيق يختتم بهذه السلاسة وهذه السهولة ، ولو كانت روسيا لا تقف فعلا وراء الصاروخ ألم يكن للتحقيق وظيفة رسم المزيد من الشبهات حول المسؤولية الروسية والدخول في تعقيدات تقنية تطيل أمد التحقيق ، شهورا للحفاظ على حال التوتر والتهديد والتصعيد وربما الذهاب للحرب ؟
- لو كانت روسيا بريئة فعلا من الصاروخ الذي سقط في بولندا ، فهل كانت الساعات التي انتهى خلالها التحقيق إلى إعلان براءتها ، كافية للجزم والإجماع على هذه الحقيقة ، لو لم تكن الدول التي تناصب روسيا العداء قلقة متوجسة من خطورة تدحرج الأمور نحو مواجهة ترغب بقوة بتفاديها ؟
- نحن نصدق الرواية الروسية لكننا لا نستطيع أن نصدق أن موقف دول الغرب الذي صادق على هذه الرواية نابع من التحقيق ، أو من البحث عن الحقيقة ، بقدر ما هو نابع من الخوف من الحرب ، والسعي لتفادي الحرب .
- بالمثل أيضا لم تكد حكومة كيان الاحتلال تتبلغ إصابة ناقلة نفط تخص إحدى شركاتها بواسطة طائرة مسيرة ، قالت انها ايرانية ، واوحت ايران انها تأتي ردا على استهداف قوافل نقل الفيول الايراني عبر الحدود السورية العراقية ، حتى أصدرت حكومة الإحتلال خلال ساعات قليلة بيانا تبرأت فيه من ملكية السفينة ، والسؤال هو لو كانت لدى حكومة الإحتلال قدرة تحمل تبعات التصعيد والمواجهة ، ووقع الهجوم من قبل غير ايران ، ونفت إيران بقوة أي دور لها فيه ، ألم نكن نسمع كلاما إسرائيليا مغايرا ، يعلن أن الناقلة تخص أحفاد مستوطن وأن حكومة الإحتلال معنية بالتدخل ، وأن لديها ما يثبت مسؤولية إيران ، وأن على إيران أن تدفع الثمن ، وأنها ستدفع هذا الثمن ؟
- السرعة الإسرائيلية بالتنصل كالسرعة الأميركية الأوروبية بالتحقيق ، سعي للهروب من المواجهة ، وتعبير عن حقيقة موازين القوى الجديدة التي تحكم العالم والمنطقة .
- الخوف هو المحقق .
2022-11-17 | عدد القراءات 969