الجلسة السادسة تفتح الباب أمام السجالات الساخنة : نصاب ال65 يسقط بالضربة القاضية
الجميل يدعو للتقسيم لتعذر التفاهم مع حزب الله …وباسيل لا للفرنجية ولا رئاسة دوننا
بري لباسيل : ما كنا عليه عام 1990 أفضل مما قدمته السنوات الست الماضية
كتب المحرر السياسي
فتحت الجلسة السادسة لإنتخاب رئيس الجمهورية الباب أمام السجالات الساخنة ، ودفعت الى الواجهة بلغة عالية السقوف كل الخلافات المؤجلة ، وأول العناوين كان موضوع نصاب جلسة الانتخاب الرئاسي في الدورات التي تلي الدورة الأولى ، بين من يدعو الى جعلها 65 نائبا ويتقدمهم النائبين سامي الجميل وملحم خلف ، ومن يدعو لتأييد ما ذهب إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري ، وقد ظهر أن دائرتهم تطال مساحة كافية لجعل الحسم لصالح نصاب الثلثين ، وإسقاط دعوة الجميل بالضربة القاضية ، علما أن أي تعديل للنصاب المعتمد بالثلثين تحت عنوان تفسير الدستور ، كما تقول مصادر نيابية ، ليس متاحا ، ما يجعل النقاش دون موضوع ، لأن تفسير الدستور يسلك ذات مسار تعديل الدستور ، وهو مستحيل بغياب رئيس جمهورية وغياب حكومة كاملة المواصفات الدستورية ، والبارز على هذا الصعيد كان إعلان كتلتين مسيحيتين كبيرتين هما كتلة القوات اللبنانية وكتلة التيار الوطني الحر ، أي ما يقارب 40 نائبا ، تأييد نصاب الثلثين ، وبالتوازي تأييد كتلتين رئيسيتين في الخيار الرئاسي الواحد مع الجميل الذي يمثله المرشح ميشال معوض ، هما كتلة الوقات من جهة واللقاء الديمقراطي من جهة موازية لنصاب الثلثين ، مأ اصاب دعوة الجميل بفقدان النصاب الطائفي والسياسي ، وكان الملفت انتقال اجلميل ليلا في الحديث عبر برنامج تلفزيوني عن خيار التقسيم دون أن ينطق الكلمة ، متحدثا عن خيار الطلاق ، اذا تعذر التفاهم مع حزب الله ، ومعتبرا ان الأمور تتحول بسرعة الى الاختيار بين القبول بالبقاء تحت سطوة حزب الله "الذي يمسك بالدولة " ، أو رفض القبول وهذا معناه خيار الطلاق ، مفضلا عدم الكشف عنا لخيارات التي يمكن اللجوء اليها لتحقيقه .
السجالات الساخنة الأخرى تمثلت بظهور الإنقسام داخل معسكر الورقة البيضاء ، وانتقاله من الكواليس إلى العلن ، حيث تحدث النائب جبران باسيل من باريس عن مواصفات التيار الوطني الحر لرئيس الجمهورية جازما بأن التيار لن يوافق على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية ، مضيفا أن انتخابه يعني إعادة إنتاج الترويكا التي حكمت بين عامي 1990 و2005 ، مع فارق استبدال "ثلاثي بري الهراوي والحريري" بثلاثي ، "بري وفرنجية وميقاتي " ، مؤكدا ان لا رئاسة جمهورية دون التيار ، وجاء الرد على باسيل سريعا من رئيس مجلس النواب نبيه بري ، الذي قال ان الوضع عام 1990 كان أفضل مما قدمته السنوات الست الماضية ، مضيفا وصفها بثلاثية "عون وباسيل و جريصاتي " ، و تبعه بسقف أعلى جاء رد النائب طوني فرنجية ، وهذا السجال المحرج لحزب الله جعل التفاهم داخل حلف الورقة البيضاء أشد تعقيدا وصعوبة ، وفتح الباب أمام الأسئلة الصعبة ، حول كيف سيتعامل حزب الله مع الملف الرئاسي كلما بدا أن موقف باسيل من ترشيح فرنجية يذهب بعيدا ويزيد صعوبة التراجع عنه ، ويجعل المضي بمعركة انتخاب فرنجية بمثابة هزيمة للتيار ، وما هو السيناريو المتاح لإنقاذ رئاسة فرنجية دون هزيمة التيار ، وما هو السيناريو الموازي لبناء تفاهم رئاسي ليس فيه الحاجة للإختيار الصعب بين التصويت مع أحد الحليفين بري او باسيل ، وكيف سيتصرف بري مع انتظار حزب الله لانضاج تفاهم مع باسيل ، وما يترتب عليه من اطالة أمد الفراغ ، في ظل النبرة العالية المكررة لباسيل في الحديث عن بري ، وكيف سيتعامل فرنجية وما سيطلبه من حلفائه في أمل وحزب الله على الأقل تجاه موقف باسيل المعطل لفرصته الرئاسية ، تجاه الخيارات الرئاسية ، ومدى الوقوف على رأي باسيل فيها ، وهل كسر باسيل الجرة وقرر وضع الأمور في دائرة وضع حزب الله أمام خيار صعب ، السير بفرنجية رئيسا يعني الطلاق مع التيار ، وهل سيؤدي كل ذلك لتعزيز فرص قائد الجيش العماد جوزف عون رئاسيا ، على كل المستويات ، من موقف حزب الله الى موقف بري وفرنجية ، وصولا الى موقف باسيل نفسه ؟
2022-11-18 | عدد القراءات 976