الإصلاح ميدانه مجلس النواب والحكومة وليس الرئيس
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- يتردد كثيرا بين النواب على اختلاف تموضعهم في الإستحقاق الرئاسي مصطلح الرئيس الإصلاحي ، وهذا ناجم اما عن مبالغة او عن تلاعب ، لأن من يعرف الدستور اللبناني جيدا ، ومن يدرس تجارب رؤساء الجمهورية ، يعلم أن رئيسا لا يريد الإصلاح لا يستطيع إعاقة مناخ اصلاحي يملك دفعا نيابيا فاعلا واتجاها حكوميا واضحا ، وأن رئيسا محتمسا للإصلاح وجادا في تحقيقه لا يستطيع أن يفعل شيئا إذا كان المناخ النيابي والاتجاه الحكومي مناهضين للإصلاح ، لذلك المطلوب رئيس للجمهورية يحترم الدستور ، لجهة حدود صلاحيات مجلس النواب والحكومة .
- ماذا يمكن لرئيس الجمهورية أن يفعل ، هو السؤال الذي يقول ما هي المواصفات المطلوب توافرها في رئيس الجمهورية ، رئيس الجمهورية رأس الدولة أي ممثلها الأول تجاه الخارج ، والمطلوب رئيس للجمهورية قادر على قيادة انفتاح لبنان على الخارج ، عنوان يتردد كثيرا ، ويتردد معه أن المطلوب أن يتم ذلك وفقا لإتفاق الطائف ، وكثير من هؤلاء ينسى أن أول ما دعا إليه اتفاق الطائف هو العلاقة المميزة بين لبنان وسورية ، فهل نسمع كلاما يقول ان من مواصفات الرئيس العتيد هو أن يكون قادرا على رد الاعتبار لدفء العلاقات اللبنانية السورية ، بمعزل عن المواقف التي تتخذها أطراف لبنانية من هذه العلاقة أسوة بالحرص على علاقات لبنان بدول تتخذ أطراف أخرى مواقف مشابهة منها ؟
- رئيس الجمهورية وحده يقسم على احترام الدستور ، ويسهر على تطبيقه ، وهذا يعني ان يكون من مواصفات رئيس الجمهورية ، والدستور لم يطبق كاملا ، وهذا يعني أن الرئيس يؤدي مضمون القسم عندما يضع مهمته الأولى رعاية حوار جامع لوضع خطة زمنية لتطبيق المواد المعلقة من الدستور ، خصوصا المادتين 22 و95 ، أي انتخاب مجلس نيابي خارج القيد الطائفي وانشاء مجلس للشيوخ ، وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية ، وتطبيق النصوص الخاصة بتحرير الوظائف في الفئة الأولى من تخصيصها لطوائف بعينها ، وتحرير ما دونها من أي اعتبار طائفي .
- رئيس الجمهورية هو رمز الوحدة الوطنية ، وهذا يعني أن من مواصفات الرئيس أن يكون حائزا على أغلبية نيابية في الطوائف اللبنانية بلا استثناء ، وهذا سبب إضافي للتمسك بنصاب الثلثين ، بل ربما بانتخاب الثلثين ، وهذا ما يخفف من الشروط التي يمكن أن يضيفها الكثيرون وتضعف فرص توسيع دائرة النواب المطلوب أن يشتركوا بإيصاله لتجسيد مفهوم رمزية وحدة الدولة والوطن .
- المشكلة ان أغلب الذين يقاربون الملف الرئاسي ينطلقون من أنهم يضعون مواصفات تلبي جعل رئيس الجمهورية أقرب لهم ، فليس الرئيس الجهة الصالحة للحديث عن برنامج سياسي ، بينما يجب التفكير بأقرب الأبعدين أو أبعد الأقربين ، لتجتمع حول الرئيس الأغلبية الواسعة والوازنة المطلوبة ، لماذا ؟ ، لأن الإستقرار في لبنان أغلى وأهم من تلبية أجندات الأحزاب ، التي يشكل مجلس النواب والحكومة لا رئاسة الجمهورية ميدان تلبيتها .
- المقاومة لا تحتاج حماية ولا غطاء كي يحكى عن رئيس يؤمن لها الغطاء أو الحماية ، كل المطلوب أن يحفظ رئيس الجمهورية الإستقرار بعدم افتعال عنوان انقسامي يهز استقرار البلاد مثل سلاح المقاومة ، وجعل البحث بالاستراتيجية الوطنية للدفاع مهمة للحوار الوطني ، وفي مقدمتها تسليح الجيش وتطبيق الخدمة الالزامية ، إذا كانت السيادة التزاما صادقا عند الذين يقولون أنهم يريدون رئيسا سياديا .
- من يقول انه لايملك عددا كافيا لضمان الأغلبية اللازمة للإصلاح في مجلس النواب والحكومة يعني أنه لا يملك القدرة على تأمين الأغلبية اللازمة لانتخاب مرشحه الرئاسي ، وأن مرشحه هو الفراغ ما استطاع إلى ذلك سبيلا .
2022-11-18 | عدد القراءات 1011