تركيا تتحدث عن عملية برية ..و روسيا تنصح بالتريث …وانفجارات في القاعدة الأميركية
عملية القدس تربك حسابات الاحتلال و تفرض إيقاعها على نتنياهو وتشكيل حكومة
البنك الدولي : الاخفاق الحكومي ناتج عن تحميل الفقراء خسائر تسبب بها الأغنياء
كتب المحرر السياسي
تبدو المنطقة عائدة الى الصفيح الساخن بعد تهدئة رافقت اندلاع الحرب في أوكرانيا ومفاوضات الملف
النووي الإيراني، من جهة تركيا عادت إلى مشروع العمل العسكري شمال سورية من باب استثمار
عملية اسطنبول التي استهدفت المدنيين واتهمت انقرة الجماعات الكردية المسلحة بالوقوف وراءها ،
ومن جهة حل الرهان على دفع إيران نحو التأزم الداخلي ومخاطر الفوضى بديلا عن الفشل في التوصل
إلى تفاهم معها حول ملفها النووي ، بينما ذهبت ايران إلى تصعيد نسبة التخصيب المرتفع الى ال
60% ، وترنحت هدنة اليمن دون تجديد بعدما تم تجديدها أربعة مرات متتالية ، وحل التصعيد مكان
الهدوء وبدأ التفاوض تحت النار ، بينما وحدها فلسطين لم تهدأ وأعاد مقاوموها قضيتها إلى الخارطة
السياسية الدولية والإقليمية والشعبية بقوة الدم والنار، غير آبهين بمشاريع التطبيع ومخططات الهدم و
الاعتقالات والتنسيق الأمني بين جيش الاحتلال وسلطة رام الله ، بينما لبنان الذي لم يحتفل بإنجازه
التاريخي في استعادة ثروات النفط والغاز، دخل الانتظار الطويل وهو ينتقل من السيئ إلى الأسوأ،
بإنتظار الأشد سوءا، كما بشرت معاونة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف.
الرئيس التركي أعلن أن العملية البرية التي سبق التفاوض حولها مع روسيا وإيران في قمة طهران قبل
شهور، عادت الى الواجهة ولو أنه تحدث عن الوقت المناسب، بينما موسكو ترسل الإشارات التي تؤكد
على أولوية التنسيق بين الدولتين التركية والسورية، وفي أنباء المساء انفجارات في حقل العمر النفطي
حيث القاعدة الأميركية الأكبر شرق الفرات .
في فلسطين نقلة نوعية في عمليات المقاومة جسدتها عملية القدس التي فاجأت جيش الاحتلال
واستخباراته، وتحدث عنها المحللون في وسائل إعلام الاحتلال كصفعة أمنية و فشل استخباراتي كبير ،
والعملية التي اربكت حسابات الكيان العاجز عن امتلاك خارطة طريق لكيفية التعامل مع ظاهرة
المقاومة المتنامية والمتعددة الأشكال والألوان والابداعات ، فرضت إيقاعها على النقاش الداخلي في
الكيان، وعلى جدول أعمال رئيس الحكومة الفائز في الانتخابات بنيامين نتنياهو، و تشكيلة حكومته ،
بعدما ظهر أن أفضل ما خرج به أركانها في جماعات التطرف والمستوطنين، هو الدعوة لقتل
الفلسطينيين وتدمير قراهم وتهجيرهم، كما قال اتمار بن غفير المرشح لمنصب وزير الأمن الداخلي ، ما
يعني عمليا فتح الطريق لمواجهة أكثر دموية تشمل الضفة الغربية والقدس، ولن تبقى غزة وفصائل
المقاومة بعيدة عنها .
لبنانيا ، جلسة انتخابية جديدة اليوم بلا رئيس، وفراغ يمتد لما بعد نهاية العام، على إيقاع المزيد من
الأزمات المعيشية وتصاعد سعر صرف الدولار، بينما الجديد كلام البنك الدولي عن استعصاء سياسي
يحول دون الخروج من الأزمة، معتبرا أن جوهر الخلل الحكومي هو بمحاولة تحميل الفقراء خسائر
الأزمة التي تسبب بها الأغنياء، واصفا خطة الحكومة بعدم الإنصاف، وجاء في التقرير الفصلي للبنك
الدولي بحث خاص عن لبنان أبرز فقراته تقول "يفتقر تعويم القطاع المالي إلى الإنصاف، فمن شأن
مطالبة عامة المواطنين بتعويض المساهمين في البنوك والمودعين الأثرياء أن تؤدي إلى إعادة توزيع
الثروة من الأسر الأفقر إلى الأسر الأغنى. على أية عملية إعادة هيكلة ذات مصداقية أن تعتمد مبادئ
الإنصاف والعدالة لضمان حماية دافعي الضرائب وصغار المودعين الذين تحملوا حتى الآن وطأة هذه
الأزمة. ويتماشى هذا مع أفضل الممارسات العالمية لإستراتيجيات إعادة هيكلة القطاع المصرفي التي
تدعو إلى الاعتراف بالخسائر الكبيرة ومعالجتها بشكل مسبق، واحترام ترتيب المطالبات، وحماية
صغار المودعين، والامتناع عن اللجوء إلى الموارد العامة. ويُعد الحل المتمثل في خطة إعادة هيكلة
القطاع المصرفي قائمة على ترتيب الدائنين، إلى جانب إجراء إصلاحات شاملة، هو الخيار الواقعي
الوحيد أمام لبنان لطي صفحة نموذجه الإنمائي غير المستدام".
2022-11-24 | عدد القراءات 1096