مبروك طرابلس… مبروك فيصل كرامي

بعد التعليقات التي أطلقها خصوم المقاومة مدحاً وتمجيداً بالمجلس الدستوري ونزاهته القانونية لردّ الطعون التي تناولت نواباً من صفوفهم، لن يكون سهلاً عليهم مهما أراد بعضهم العبث الحديث عن تسييس قرار المجلس الدستوري بقبول طعن النائب فيصل كرامي وإعلان فوزه بالنتيجة، خصوصاً أنّ بين الطعون التي ردّت حالات كان المتوقع فيها بسبب الفروقات البسيطة في الأصوات أن تكون قرارات المجلس الدستوري مختلفة، ولم يخرج أصحاب الطعون الى الاعتراض واتهام المجلس بالتسييس، سواء في مقاعد جزين او مقعد مرجعيون الذي يحتله النائب فراس حمدان، وأنّ كلّ من تابع انتخابات طرابلس ولاحقاً طعن النائب فيصل كرامي كان يتوقع مقاربة قانونية مختلفة لهذا الطعن عن سائر الطعون.
قرار المجلس الدستوري يمنح العاصمة الثانية طرابلس مكانة حُرمت منها منذ إعلان نتائج الانتخابات، لأنّ طرابلس التي حُرمت من وجود زعيم يمثلها في المجلس النيابي، كانت دائماً ولادة للزعامات السياسية، وكان البيت الكرامي قلعة من قلاعها الدائمة والثابتة، بعلاقة مميّزة بين البيت والناس من جهة، وبين البيت والثوابت الوطنية والعربية من جهة مقابلة، وطرابلس تستردّ هذه المكانة، ومعها تستعيد هوية عمل الكثير على تغييبها، هي هوية طرابلس العربية والمقاومة، وجرت محاولات لمنح طرابلس ألقاباً بديلة، فمرة هي عاصمة التيار الإسلامي، والمقصود التيارات المتطرفة، ومرة هي عاصمة «الثورة»، والمقصود الجماعات المناوئة للمقاومة في المرتين، وعبر نيابة فيصل كرامي وحيدر ناصر الذي أكد وقوفه مع المقاومة وسلاحها رغم كونه مرشحاً على لائحة مختلفة عن كرامي، بنتيجة الطعون، ومعهما طه ناجي ونواب مستقلون لن يكونوا بعيدين عن خيارات كرامي تستعيد طرابلس هويتها الأصيلة والحقيقية.
مع غياب الرئيس سعد الحريري حتى اشعار آخر غير معلوم الموعد، لم ينجح الرئيس نجيب ميقاتي الذي لم يترشح للإنتخابات النيابية في إيصال أيّ من النواب الذين دعمهم في الترشح الى المجلس النيابي، ولا في تظهير زعامة قادرة على خلافة الرئيس الحريري، وتبدو رئاسة الحكومة كموقع دستوري يرتبط بالتوازن الوطني عرضة لعبث قد يأتي بأسماء يسهل التحكم بها دون قاعدة شعبية وسياسية تقيم لها الحساب، تشكل عودة كرامي الى المشهد النيابي إعادة توازن لموقع رئاسة الحكومة، بوجود مرشح دائم لهذا الموقع يفرض رفع مستوى الترشيحات، إذا لم يكن هو المرشح الأوفر حظاً.
النتيجة تستحقّ المباركة للبنان والمقاومة وطرابلس وفيصل كرامي وحيدر ناصر.

التعليق السياسي

2022-11-25 | عدد القراءات 962