تصاعد التوتر بين كوسوفو وصربيا يعيد الى الذاكرة حرب يوغوسلافيا

تصاعد التوتر بين كوسوفو وصربيا يعيد الى الذاكرة حرب يوغوسلافيا… وموسكو تحذر/ ميقاتي يعترف من بكركي أن غياب التشاور قبل جلسة الحكومة كان نقطة ضعف / بري ينتظر المواقف ليقرر مصير مبادرته للحوار بين تعجيز القوات وتريث التيار

 

كتب المحرّر السياسيّ
تبدو أوروبا وهي تعود لنبش دفاترها القديمة، فالنزاع حول شبه جزيرة القرم ليس المشهد الوحيد الذي يملك ذاكرة عميقة، ولا صعود النازية وأحزابها الذي يشكل علامة سياسية فارقة تعم دول أوروبا وقد ظهرت في ألمانيا بطريقة أثارت الخوف، وما جاءت به أنباء تصاعد التوتر بين صربيا وكوسوفو كان كفيلاً بنبش الذكريات المرعبة لحرب يوغوسلافيا، وما رافقها من تدخل عسكري لحلف الناتو أعاد عبره صياغة الخرائط التي بُنيت على مقاس محاصرة روسيا، لتشكل عودة التوتر إشارة الى مرحلة معاكسة، حيث لم يعد للناتو والاتحاد الأوروبي تلك الهالة التي تحول دون الاحتكام في النزاعات الى العضلات، وكان لافتاً صدور تحذير روسي شديد اللهجة من وجود خطة لاستهداف صربيا تماشياً مع القراءة الروسية لكل مسار حرب يوغوسلافيا، التي يذكر بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دائماً كعلامة على انتماء ثقافة العداء لروسيا الى مدرسة عنصرية تستهدف كل ما يمتّ إليها بصلة وصل دينية او عرقية او قومية.
لبنانياً، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من بكركي بعد لقائه البطريرك بشارة الراعي تمسكه بدستورية الجلسة الحكومية التي دعا إليها وميثاقيتها، مضيفاً أنه سمع من البطريرك لفت نظر الى أن التشاور كان أفضل لو أنه سبق الدعوة لاجتماع الحكومة، مضيفاً أنه سيدعو الى هذا التشاور في الأسبوع المقبل للوقوف على آراء الوزراء والتشاور معهم في ما يجب على الحكومة فعله، ويأتي اعتراف ميقاتي بنقص التشاور كنقطة ضعف في الاجتماع الحكومي الأخير نوعاً من الترجيح لما تقول مصادر التيار الوطني الحر انه ما دعت إليه ولم تلق استجابة، وما ذهب الوزير هكتور حجار يطلبه من الرئيس ميقاتي قبل الجلسة داعياً لتأجيلها بانتظار منح التشاور فرصة لكنه فشل.
في الملف الرئاسي ينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري مواقف الكتل النيابية من دعوته للحوار، وقد باتت بين يديه موافقة أغلبية وازنة من النواب، لكن غير كافية للانطلاق في دعوة الحوار مع بقاء أجوبة كتلتين مسيحيتين كبيرتين هما كتلة القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، بين مواقف قواتية تلمح بالمفرق إلى شروط تعجيزية مثل البدء بجلسة انتخاب في دورة أولى وبين دورة وأخرى تخصيص استراحة للنقاش والتشاور، من جهة وتريث في أوساط التيار الوطني الحر تجاه دعوة بري مع إطلاق رئيس التيار لدعوة لنوع مختلف من الحوار يبدأ حول المشروع الذي يفترض أن يمثل عبره الرئيس المنتخب الكتل النيابية التي تتوافق على ترشيحه وتؤمن انتخابه وتضمن دعم عهده الرئاسي، وينتظر موقف حزب الله من هذه الدعوة التي بدا أن باسيل وجهها أيضاً للرئيس بري، من خلال اللغة التي خاطب بها في إطلالته التلفزيونية مؤخراً.

وقبل يومين من الجلسة النيابية العاشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، لفتت زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى بكركي في ظل احتمال أن يدعو ميقاتي الى جلسة جديدة قبل نهاية العام لتمرير بعض الملفات الملحة.
وبحسب معلومات «البناء» فإن زيارة ميقاتي الى بكركي محالة لشرح أسباب انعقاد جلسة مجلس الوزراء للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي، وذلك بعدما نجح الرئيس ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بإقناع الراعي بأن الجلسة غير دستورية وميثاقية في ظل الشغور في سدة الرئاسة الأولى، وهذا ما حملته رسالة البطريرك الى السراي الحكومي عندما قال «كان يجب أن لا تعقد الجلسة».
وقال ميقاتي بعد اللقاء إن الراعي لفت نظره إلى أنّه «كان من الضروري إجراء تشاور ‏قبل عقد جلسة الحكومة الأخيرة». وأضاف: «اتفقنا على جلسة تشاور مع الوزراء قريباً ‏للتفاهم على الخطوات التي سنقوم بها في المرحلة المقبلة».
وأشار إلى أنّه لمس لدى الراعي ‏‏»حرصه الشديد على أن يتمّ انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة في أسرع وقت»، لافتاً إلى أنّه «يعلم ‏ونحن نعلم أنّ الأمر ليس مرتبطاً بالحكومة، بل هو مسؤولية مجلس النواب، وبالتالي نحن ‏اليوم نتحمّل مسؤولية أمر ليس لنا فيه أي قرار سوى تسيير أمور البلد والسهر على راحة ‏المواطن وقضاياه قدر المستطاع».
وأشار ميقاتي إلى أنّه «مع التشاور بين كلّ الأفرقاء ‏لتمرير هذه المرحلة الصعبة، وقرارنا هو تسيير شؤون المواطن والدولة»، موضحاً أنّه ‏‏«من هذا المنطلق شرحنا موضوع انعقاد مجلس الوزراء الأخير وأكدنا أنّ الموضوع ليس ‏طائفياً». وأضاف أنّ «التمثيل لكلّ الطوائف في مجلس الوزراء كان قائماً لذا لا يمكن أن ‏تكون الميثاقية حجة».‏

2022-12-13 | عدد القراءات 863