ما علاقة تلاقي القوات والتيار على رفض دعوة بري للحوار بدعوة بكركي لرعايته من الخارج؟ بري يسحب دعوته للحوار الى إشعار آخ

ما علاقة تلاقي القوات والتيار على رفض دعوة بري للحوار بدعوة بكركي لرعايته من الخارج؟ بري يسحب دعوته للحوار الى إشعار آخر… وجعجع: ترشيح كتب المحرّر السياسيّ
يبدو خلط الأوراق الرئاسية متسارعاً دون أن يكون مثمراً، فإسقاط دعوة الحوار التي وجهها رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يترافق مع تقديم بديل حاضر لها، والامتناع عن تلبيتها بأعذار هشّة طرح أسئلة من نوع، لماذا لا تكون طاولة الحوار هي منصة إطلاق المواقف التي صدرت في بيانات المقاطعة، ويكون السعي لإقناع الأطراف المختلفة بها، بدلاً من إلقاء الأحكام والمواعظ عليها رغم الإدراك المسبق بأن هذا لن يغير شيئاً من تعقيد الاستحقاق الرئاسي واستعصاء إنتاج الأغلبية اللازمة لتوفير النصاب ثم إنجاز الانتخاب؟
اللافت برأي مصادر نيابية هو تزامن تلاقي الكتلتين المسيحيتين الكبيرتين اللتين تمثلان القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر على رفض دعوة الحوار، بصورة لا تفسّرها المواقف السياسية المختلفة للطرفين، ولا مقاربتهما المختلفة للاستحقاق الرئاسي، بقدر ما تبدو نوعاً من التقاطع عند ملاقاة دعوة بكركي لحوار يرعاه الخارج، لم يخف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع القول عند حديثه عن الاستحقاق الرئاسي الى صحيفة عكاظ أن أبرز أبواب الملف الرئاسي هو الثقة الخارجيّة كاشفاً عن موقع السعودية بالنسبة للقوات على هذا الصعيد، مضيفاً تبني ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون تحت عنوان هذه الثقة الخارجيّة، بينما تحدثت أوساط التيار الوطني الحر عدة مرات عن تصور معين للخروج من مأزق الاستحقاق الرئاسي يحاول رئيس التيار النائب جبران باسيل تسويقه عبر زياراته الخارجيّة التي شملت الدوحة وباريس. وتساءلت المصادر النيابية هل المطلوب بكلمة سر من بكركي إسقاط الحوار الداخلي بورقة الميثاقية المسيحية لفتح الباب لمزيد من التأزيم والتصعيد لفتح الباب لحوار برعاية خارجية تجاهر بكركي بالدعوة إليه؟
تلفت المصادر النيابية الى ان هناك ما يستحق التوقف أمامه في الحراك الخارجيّ الذي ربما يشعر بأن الحوار الداخلي يفقده المبرّرات والمشروعية، فتغيير الموقف السعودي من رئيس حكومة تصريف الأعمال مؤشر على نية فتح الباب للدخول على خط الاستحقاق الرئاسي بصورة مخالفة للغة السابقة القائمة على سقوف عالية لتبرير الانكفاء، وزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الدوحة وتزامن موعد زيارة باسيل إليها مع وصول ماكرون، ولو تحت عنوان حضور مباراة فرنسا والمغرب، يطرح السؤال حول زيارات باسيل للدوحة وباريس من جهة، والتلاقي الفرنسيّ القطريّ الذي يترجم شراكة في حقول الغاز اللبنانية، ويبدو أنه ذهب لما هو أبعد سياسياً، مع استقبال الدوحة لقائد الجيش العماد جوزف عون، ما يعيد التذكير بدبلوماسية المناسبات، التي تبدو دبلوماسية المونديال بعضاً منها هذه المرة.
إلى المزيد من التأزيم، وإغلاق النوافذ تمهيداً لمزيد من الاحتباس والاختناق لتبرير ما يحتاجه الخارج للدخول على خط فرض التسويات. هذا ما تقول المصادر إنه الأرجح حتى الآن في مقاربة خلط الأوراق المتسارع، ولو بعيداً عن الحلول. وهذا معنى قرار رئيس مجلس النواب نبيه بري، كقارئ لمعادلات الداخل والخارج بسحب دعوته للحوار بعد تلقي رفض القوتين المسيحيتين الرئيسيتين.
وبعد موقف «القوات اللبنانية» و»التيار الوطني الحر» برفض الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، تنعقد الخميس المقبل الجلسة الانتخابية الأخيرة لهذا العام الذي سينتهي من دون رئيس للجمهورية.
وعكست أجواء عين التينة امتعاضها من موقف الأطراف الرافضة لمنطق الحوار على أهم استحقاق دستوري، مشيرة لـ«البناء» الى أن «التوجّه لدى رئيس المجلس هو عقد جلسات انتخابية متتالية الخميس وبدءاً من العام المقبل، والتوقف عن الدعوة للحوار أكان جماعياً أم ثنائياً حتى إشعار آخر، لأنه لا يستطيع فرض الحوار بالقوة، فهم في البداية رفضوا الحوار في عين التينة وطلبوا أن يكون في مجلس النواب وعندما دعا بري إلى حوار في المجلس رفضوه أيضاً، ويعتبرونه منافياً للدستور وأن الأولوية لانتخاب الرئيس، بينما هذا الحوار هو لتسهيل انتخاب الرئيس. فالمسار الدستوري شيء والحوار شيء آخر، ويهدف لإنجاز الاستحقاق وفق الدستور».
وأوضحت الأجواء أن «الرئيس برّي قام بواجبه ودعا الى الحوار مرتين ولم يكن هناك تجاوبٌ من الكتلتين المسيحيتين الأساسيتين المعنيتين بالدرجة الأولى بالاستحقاق الرئاسي، وبالتالي لا مبادرة أخرى لدى بري». وشدّدت على أن كافة الكتل أبدت استعدادها للحوار بمن فيهم الجزء الأكبر من قوى التغيير، باستثناء التيار والقوات»، وتساءلت: هل مسموح الحوار مع الخارج والحوار الداخلي مرفوض؟
وعن دعوة القوات رئيس المجلس الى دورة انتخاب ثانية بعد الدورة الأولى، شدّدت المصادر على أن «بري سيمارس صلاحياته الدستورية وسيدخل الى الجلسة في دورة الانتخاب الأولى وعند فقدان النصاب سيرفع الجلسة».
وكانت القوات دعت في بيانها «رئيس المجلس الى سحب دعوته الى الحوار والعودة الى نصوص دستورنا الواضحة من خلال دعوة المجلس الى عقد جلسات مفتوحة لا تنتهي الا بانتخاب رئيس جديد للجمهوريقائد الجيش بعنوان الثقة الخارجية دبلوماسية المونديال: ماكرون وباسيل إلى الدوحة… وشراكة الغاز القطرية الفرنسية رئاسية؟

 

2022-12-14 | عدد القراءات 936