إن كلام "غراهام فولر"من موقع العارف والجامع والمصلحة الأمريكية يؤكد أن عام /2015/م هو عام السياسة الذي أكدنا عليه سابقاً ونجدده...
تحدث رئيس شبكة توب نيوز الإخبارية عن عدة محاور في حلقته أولها : توقعات (غراهام فولر)الذي شغل منصب رئيس قسم التخطيط والأبحاث في المخابرات الأمريكية المركزية لسنوات طويلة ، والذي تفرغ بعد خروجه من الوكالة كأكاديمي وباحث وحلل وكاتب ،لكنه لايزال بنظر الصحافة الأمريكية ووسائل الأعلام الأمريكية ، عندما يكتب كتاباته وتذكر تحليلاته وتوقعاته ، يُقدم بصفته كبير محللي /CIA/
"غراام فلر " كاتب ومحلل ولكنه ايضا مجمع للمعلومات ، فلازال زملائه الضباط المشرفون على أقسام أساسية في عمل وكالة المخابرات الأمريكية مسموح لهم تزويده بمعطيات عن أحوال الساحات الأساسية الاشتباك التي تنطلق فيها أمريكا في قضايا النزاع والأستحصال فيه على مستوى إدارة الوكالة على تقدير الموقف بصورة شبه منضبطة شهرياً وفصلياً وسنوياً ، وتؤخذ توقعاته كع خلفيات خاصة لاينشرها ، ونصائح خاصة لاينشرها لتُرفع إلى البيت الأبيض ..
لافتاً أننا نتحدث عن شخصية لها مكانة في القراءة والتحليل والفهم في صناعة القرار الأمريكي ، وليس عن مجرد باحث ومحلل وأكاديمي ...
مشيراًأ غراهام فلر " يتوقف أمام سنة /2015/م ويقول أنني سأتورط في تقديم التوقعات ، لأن تقديم التوقعات لمدى طويل لأكثر من سنة هوعمل الحمقى ، ولكن لسنة هو عمل متهور ، لكن لهذه السنة /2015/م سأتورط لأنني على ثقة بأنها سنة مؤهلة بأنني أتحدث عن سنة مفصلية ، وبأن ماكان جائراً قبلها لايستطيع الأستمرار معها وبعدها ، فنحن في هذه السنة نعيش سنة التحولات وفي هذه السنة سنة الخروج من "أفغانستان " وثمة أشياء كثيرة ستحدث ..
وأكد قنديل أن هنا لايأتي لما قاله غراهام فلر لايؤثر ويثبت ماقاله "غراهام فلر" بل تاركا هذا للقراء والمستمعين ............
مضيفاً أن "فولر" يتحدث عن هذا العام لأنه مفصلي وهام ، حيث ستصبح أمريكا خارج البر الآسيوي مع مطلع هذا العام وبالتالي فإن ثمة أشياء كثيرة ستحدث برضى الأمريكي أو بعدمه.....
مشيراً أن "فولر" يبدأ بالتوقعات في عنوان أول يقول فيه ، إن داعش أعجز من أن تستمر كدولة ، وأنها ستكون إلى انهيار في هذا العام ، وإن سبب الانهيار في منظور "فولر " لايعود إلى الغرب والقارات والتحالف ، ولا إلى الحرب المالية السياسية والعقوبات القانونية ولا ألى التحالف الذي أنشأته واشنطن والدول الغربية ودول عربية ........
بل بالعكس فهو يقول أن مثل هذه الإجراءات والغارات والحرب وربما في كثر عناوينها تساعد "داعش" على البقاء ، لأنها تعطي المبرر "الإيديولوجي" لتدخل خارجي ، خارجي عن المسلمين التي تتخذ داعش عنوانها منهم ، وخارجي بمعتى وطني ، أي بمعنى دول خارجية تغزو دولاً ذو سيادة ...
ويقول أن مفهوم هذا التدخل المهيمن يعطي داعش في كثير من الأحيان مبررات الإستنفار واستقطاب من هم في الخارج ، ويتسلط وطنية من هم في الداخل من العراقيين أو السورين أو سواهم ...
وأن "فولر" يورد ثلاث أسباب لإنهيار داعش :
السبب الأول هو : في علم الاجتماع السياسي لاعلاقة له بهذه التجربة أو تلك ،وبالمفهوم الإرهابي أو المفهوم التكفيري ،فداعش يكاد يعلن نفسه دولة ، أي من سيتحمل مسؤولية داعش من الناس ، فهو سيحاسب من الناس ، وسيكسب رضاهم أو سيثير غضبهم ،سيلتفون حوله أو سيكنفون عن حوله بناء على معادلتين ..
معادلة مساحة الحرية الاجتماعية والسياسية التي يعيشونها في ظل حكمه ومعادلة الرفاه وتغطية المتطلبات الأساسية التي يحتاجونها في الحياة ،من خلال إقتطاعات هذه الجهة التي تتحمل مسؤولية وصفة الدولة ...
ويقول في هاتين البعين دخل المواطنون الذين يعيشون في حمى وتحت راية داعش في حالة لايمكن أن تحتمل .....
فعلى مستوى الحريات الفردية والأجتماعية والسياسية ،هناك إختناق ،والتفس بات صعباً وعلى مستوى متطلبات الحياة هناك ضرائب وجزية وفشل في تقديم الخدمات الأساسية ،وفشل لوجستي وغياب للأساسيات من ضرورات وطبابة وكهرباء وماء زغيرهما... ولتعيش على ماتقدمه الدولة السورية والعراقية بطريقة لايمكن تمريرها للمواطنين المقيمون ......
ويقول أن هذا الفشل بدأ يعطي نتائجه خارج منطقة سيطرة داعش داخلها ، إي خارجها باستشارة رد فعل يرفض التمدد والتوسع ويتجهز للقتال ، وهذا مانشهده في الأنبار وغيرها .........
وفي الداخل استعداد للانخراط في الانتفاضات وفي حروب العصابات وبتشكيل المقاومات ...
إذاً العامل الأول في نظر "غراهام فولر" هو الفشل بالدولة ،وهو يشبه هنا بتجربة "الخُمير الحُمر" الذين حكموا "كمبوديا " لفترة قصيرة ، لكنهم أقل حملات إبادة وإعدامات تحت شعار أنهم يأتون بالخير للناس والناس لايفهمون ....
ولربما يكون حال داعش شبيهة بإدعاء أنهم يأتون بأمر من الله وحكم الله ولكن الناس لاتستوعب ولاتتقبل .....
ففي القرن /21/ وماوصل إليه الحال نمط الحياة الذي اعتادته الناس من الفضائيات المفتوحة وحرية التحدث والنيل من أسماء لها مكانة ومهابة ، والقدرة على إدارة النقاشات السياسية والاجتماعية في المناسبات والسهرات والبيوت والمساجد ، والسير في الشوارع بطريقة عادية ، والزي واللباس وفق ضوابط الحشمة لكن دون أن يتدخل أحد في العراق ولا في سورية ، وفي منع الحجاب والإلزام به وفي الاختلاط بين الجنسين وهذا كله يتغير ...
ومعه كانت كثير من الخدمات الحياتية مجانية من طبابة وتعليم وغيره في العراق وسورية على حد سواء ...
فالآن كله موضع أزمة وارتفاع بالأسعار بشكل رهيب وجزية وضرائب وسرقة للممتلكات من حبوب ونفط وغيرها .... وإعادة بيعها بأسعار تحول حروب داعش ، وهذا هو العامل الفشل بالدولة ،وهو محق فهو عامل مؤسس وهام وتأثيري في مستقبل لأي جهة تتقدم بصفة أنها دولة .......
والعامل الثاني هو الفشل الدبلوماسي وهو بقصد فيه عدم القدرة على إيجاد مظاهر لمستوى معين تشابك معه دولة داعش علامات تبادلية سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية ، بمعنى رفع السقف العالي عقائدياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً لمفهوم دولة داعش وهي لايوجد أرضية نصلح لأن تكون على تماس مع دولة مثل النصرة مثلاً ومع طالبان وأفغانستان وحماس في غزة ............
فهي دولة فاشلة ديبلوماسياً ، وفي العالم المفتوح اليوم الذي لايستطيع فيه أحد الاستغناء عن أحد ، لايستطيع أحد أن يعيش فيه بدون التبادل التجاري وحتى الدولة لاتستطيع تحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات التخديم والدعم وسُبل العيش .\
ويقول أنه في ظل هذا العام الجديد يكفي إغلاق الحدود على داعش لتختنق ، وبالتالي مصدر نجاح الدول بشكل دائم هو أن تبني جسد دولة لوجستية يوفر الرفاه والتخديم والحماية ووضع منطق القانون الذي يسمح للناس بمساحات التعبير والحياة الحرة وعدم التدخل في الشؤون الشخصية والحرمات ..
وبجانب تخفيض ثمن متطلبات الحياة والخدمات وتأمين الحاجات الاساسية للمواطنين ...........
فيضيف "فولر " أن الفشل هنا ممزوجاً مع الفشل بإن تكون داعش دولة، حتى في مجال السفراء والتمثيل المتبادل ، فحن أمام دولة فاشلة بكل المعاير ..
ويكمل "فولر" أن العامل الثالث هو دولة داعش سبب للعالم الإسلامي وخصوصاً المكون "السني" مشكلة كبيرة ....
فهي قد وضعتهم فجأة في إجراءات مشددة في أغلب الدول الغربية ، والعربية يحق كل متدين من هذه الطائفة لتحقق ما إذا كان محتملاً إن يصبح في يوم من الأيام مع داعش وهذا "إرهاب " وكرب وإنهاك واستنزاف فيصبح لسان حال الناس "لعن الله داعش" ويبدأ المزاج العام لأبناء الطائفة السنية حول العالم في التحول إلى مزاج سياسي عدائي لهذه الظاهرة وهو محق فيما يقول كونه رجل مخابرات ..
ويقول أنه عندما تبهر بعض مشاهد داعش بعض المجموعات الرقيقة والمحدودة من الشباب المتهور غير المؤسس اجتماعيا وقافياً ليذهب إليها ويقيم لحسابها حملات تطوع .........
لكن هذه الدولة ستنهض بوجهها :سُنية " عارمة في البلاد العربية والإسلامية والغربية من موقع هذا التطرف والذي سيصبح انخراط في السياسة للتعبير عن الظاهرة المزيفة والمكروهة التي تسبب الأذى .
فالجوهري في الأبعاد الثلاثة التي يناقشها "فولر" أن داعش تضمحل في العالم الذي يفترض أنها ادعت تمثيلية ، وتسقط عند أهل السنة التي نراهن أنها تمثلهم وتقودهم ، وأن تجربة الأشهر التي مضت كافية لتوقع السياق الذي تسير به ..
ولذلك فإن "فولر " يقترح وينصح بتخفيف وتيرة الخطاب الأمريكي الذي تحدث عن حرب مع داعش وانزياح أمريكا من واجهة هذه الحرب ، وترك المعركة للعنوانين الإسلاميين الذين إذا اجتمعا لقتال داعش ،فهما يتقاسمان المزاج الشعبي للمسلمين ، والمزاج المقاتل ضد إسرائيل والرافض للهيمنة الأمريكية الذي تمثله "إيران" والمزاج ألاعتدالي السياسي الإسلامي المنخرط مع أمريكا والتعايش مع إسرائيل والذي تمثله تركيا .......
وهو يقول أنه من الأفضل لإمريكا فعله هو التقرب بين إيران وتركيا ،لأنهما في الجغرافية تحاصران داعش ، وتحالفهما تعزل داعش عن طريق علاقة إيران بالحكومة العراقية والسورية ..
وفي لبنان وتركيا على تحالف مع أطراف عديدة من المعارضة في العراق وسورية ولبنان ، وإذا ماتلاقت بصدق هاتين الأرادتين الإيرانيتين والتركية بعنوانهما الكبيرين :سني ـ شيعي" واتحادهم في وحدة اسلامية في وجه هذه الدولة الفاشلة فإن زمانها وعمرها سيغدو قصيراً جداً ، وهو على كل الأحوال لايتوقع "فولر" انقضاء العام /2015/ م وداعش على قيد الحياة ..
وبالتأسيس على هذا فهو يتوقع أ "أردوغان " سيضعف كثيراً في عام /2015/م ويقول ربما ستراه مبادراً وربما سيعيش وقتاً قصيراً بعدها ، والسبب في حالة "أردوغان" هو سقةط الأحلام والتطلعات ، التي بنيت عليها الخطط وانهيارها ...
ولم يعد بين يديه ومايقدمه لتحسين الدورة الإقتصادية فبدأ ينفذ صبره بالمعارضة ، وبدأ محاولة تقديم المؤسسات لأنها لم تستجب لنهاية وجوده في السلطة ، وهذا الوجود الذي صعد على ظهر انجازات لم يعد قادراً على إعادة إنتاجها ، وهذا ماجعله يلجأن لتفكيك القضاء والجيش والتدخل بالحريات الصحفية ،ووصف كل معارض بإنه مدسوس ومعادي ....
ويقول أن هذا السلوك لتتحمله المؤسسات التركية لأنها أوسع بكثير من المدى الذي وضع يده عليه "أردوغان" وهي سوف تتصرف ...
تتمكن من الحسم دون اللجوء إلى العنف ......
ويجزم بفاوا نجم "أردوغان " وتلاشي زمن النمو الذي نما عليه أردوغان ........
أما التوقع الثالث لـ"فولر" يتوقف أمام الدور الإيراني ، ويقول أن السخافة وحدها هي التي تفسر التردد الأمريكي بالتطبيع مع إيران ...
وأن التطبيع حول التفاهم في الملف النووي والدور الإقليمي أصبحا منتهيين موضوعياً لكن لاشجاعة وجرأة على الأقدام ......
فإمريكا بحاجة إلى "جرعة شجاعة" لحسم هذا الأمر ، وبحسم هذا الأمر فإشيلء كثيرة ستغير ،فيها مفهوم الحرب على الارهاب والأزمة السورية والخليج الذي يدعوا حكامه إلى تطبيع سريع مع إيران ، وإلى الفهم إلى أن إيران رغم الخطاب العسكري ليس لديها نوايا في مياه الخليج فهي ضامن للأستقرار وقادرة على تقديم المعونة والمؤازرة ...
ويقول أن إيران وتركيا تكاد تكونان الدولتان الوحيدتان اللتان تملكان شرعية شعبية عبر الانتخابات الديمقراطية المعزز لكن يضيف أن إيران تملك مشروعا يتأسس على بعد سيادي ، وهذا ماسيرضي شرائح واسعة من النخب العربية والأسلامية ،لأنها ترفض التدخل الخارجي والتدخل الأجنبي ،وهذا كلام يزعج أمريكا ، لكن هذا جراء هيمنة إسرائيل مع القضية الفلسطينية والذي سوف يتعب حكام الخليج الذين لايردون طلباً لأمريكا وانه
سيهدأ من تفاعلات غضب الشارع العربي الذي إذا لم يكن هناك في الأداء السياسي من يمتص شحنات غضبه فإن ما
شهدناه من ربيع وثورة على الربيع في الثورة سيستمر كثورات حتى ربما نذهب إلى أماكن لاتحب رؤيتها أمريكا لذلك فهو يرى أن الانخراط مع إيران وتعاظم دورها وتنامي مكانتها هو قدر وهو فليكن قدرا محبباً
، بدل أن تنظيم إليه أمريكا كقدر سيئ ومكروه وأن المحور الرابع في التوقعات هو روسيا ...
وهو بذات الطريقة يأنب العقل الغربي ، ويقول لهم أنكم تتهمون روسيا بإجراء استعدادات لحرب باردة وهذا غير صحيح ، وهذا فيه الكثير من الافتراء ,....
روسيا في اتجاه الذهاب إلى الحرب الباردة بل أنتم من يستنفر روسيا ومثاله في هذا هو في الحديث عن ضم أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي يشبه الحديث عم معاهدة بين الصين والمكسيك فيها نشر قرأت صينية في المكسيك ..........ويقول تخيلوا وابنو على هذا التخيل أن رد فعل الروسي مازال ضمن المتوقع ، وأن هذا الاستفزاز سيجلب هذه المواقف ولكن روسيا ستلعب دوراً حيوي في تسوية أزمتين هامتين وخطيرتين " سورية ـ إيران" ....
وأن تعاظم الدور الروسي يجب أن يكون مطمئناً لأن لاأمكانية للحلول إلا بالتسويات ، والتسويات هي بشراكة وصناعة روسية ، فروسيا ستكون " المتعهد" الذي ستؤول إليه الملفات في المنطقة ...
وينصح " فولر" بإن يؤول إلى روسيا ملف الصراع " العربي ـ الأسرائيلي " الذي عجزت أمريكا عن تبريده وتهدئته ،والذي لايمكن تركه عالقاُ في ظل تعاظم الدور الأيراني في المنطقة وتعافي سورية وحلفائها .....
ليصل " فولر" إلى طالبان ويقول: أنه بعد الخروج الأمريكي من أفغانستان ثمة شيء يجب أن يدركه الأمريكيون ، وهو أن طالبان ليست مجرد الحالة الاسلامية ، فهي الضمير الجمعي للقومية " البشتونية " التي تشكل أغلبية الشعب الأفغاني والغير ممثلة بالحكم الحالي ، والتي أقصيت عن الحكم مع خروج طالبان وأن شيئاً من هذه التسوية تحتاجها " باكستان" أيضا ، حيث أن " البشتون " يشعرون بالإقصاء ، وبالتالي فإن النظرة التي يراها " فولر" في طالبان هي أنها تفكر بالانخراط السياسي ولديها مشروع للاندماج في الدولة ، داعياً الأمريكين هنا لنصح حلفائهم في أفغانستان بملء اليدين من حوار وتفاوض من أجل تقاسم مرضي للسلطة بين الأطراف ، يُفضي لأخذ باكستان وأفغانستان إلى المزيد من الأستقرار والكلام لـ" فولر " ....
ويضيف هنا رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية أنه أمام هذه التوقعات التي يميل إليها بالمعنى التحليلي والتي تحدث عنها سابقاً بإن موضوع سورية ولبنان والعراق ربما تغيب عن تحليل "فولر" ، لكن القراءة بين السطور تمكننا من الاستنتاج ببساطة عن أن الكلام عن تعاظم إيران وتلاشي داعش يعني أن العراق بخير ، وبتعاظم إيران وتلاشي داعش وتراجع أردوغان يعني أن سورية بألف خير ، وتعاظمهم مع إيران معافى وسورية إلى التعافي يعني أن حزب الله بألف ألف خير .
وبهذا فإن المشهد العام الذي ننسبه إلى " غراهام فولر" كبير محللي "Cia" والنصائح التي يوجهها إلى إدارته تؤكد ماسبق وتوصلنا إليه وتعززه ، فهو يتكلم من موقع العارف والجامع ومن موقف المصالح الأمريكية ، ولهذا فإن التوقعات لعام /2015/ م هو عام السياسة نجددها ونؤكد عليها ....
إن" سمة الدخول"التي أقرتها الحكومة اللبنانية هي أمر خطير يمس بجوهر وحميم العلاقة السورية اللبنانية
أما في القسم الثاني وهو " السمات " التي حددتها الحكومة اللبنانية لدخول المواطنين السوريين ، أكد قنديل أن البعض قد ذهب ضحية حملة إعلامية ترويجية برأيه ، فهي مبرمجة ومدروسة ومخططة طوال سنة مضت لتضخيم قضية النازحين السورين في لبنان ، لجعلها سبب كل مآسي لبنان واللبنانين ، وربطها بعرسال والإرهاب والفقر والمنافسة على المهن والقرارات الإدارية وغيرها من النواح والبكاء في المحافل الدولية ....
وهذا كله في جزء كبير منه لم يكن موضوعياً حتى بالإثارة الطائفية ، وأنه لايُعبر عن حقيقة مايدعيه أصحابه ، فهو جزء من حملة منظمة كبرت يوم ظهر للذين كانوا يطالبون بسفارات بين لبنان وسورية أنها أصبحت عبئاً .....
منوها أن المطلوب كان هو إلغاء السفارات ، والذي كان يطالب به اللبنانيون لأهمية التمثيل والاعتراف بلبنان كدولة ....
فالذي يقول من دعاة العلاقة الدبلوماسية أن التمثيل بالسفارات هو الصيغة المقر بها بين الدولتين ، أصبح يقول أن العلاقة هي بين الشعبيين والذي كانوا يصرخون بها أنه يوجد شعب يقوم " بثورة " في سورية ، والنظام هو من يقتل ويدمر في هذا الشعب ، وهذا كله تحت شعار " النأي بالنفس " ومعهم دعم المجموعات المسلحة وإنشاء ضباط ارتباط والنقل بالسيارات والتي منها حكومياً ن وهذا كله تحت نفس الشعار ....
إلى أن رأى هؤلاء الزحف السوري في لبنان أثناء الانتخابات الرئاسية والاقتراع للرئيس بشار الأسد ، لتخرج كل أصوات البوم والغربان بالنعيق أنه إذا كان هذا رأي الشعب السوري فليذهب إلى سورية !!.....
ولتبدأ حملة منسقة لتقييد دخول السوريين وتخفيف حجم الوجود السوري بقناعة أن من يملك هذا الفكر بدعم الرئيس بشار الأسد هو في مجمله جسم من الداعمين " للنظام السوري" ، والذي بغالبيته من المكون "السني" الذي يصطف إلى جانب الدولة السورية وجزب الله " الشيعي " ،وسيكون جسم مسلح عابر للطوائف إي لاينطوي تحت عباءة الفتنة ............
لافتاً أنهم موجودين في أغلب المناطق اللبنانية والذي سيكون كتلة حاضة للطائفة الشيعية والقوة الوطنية في الطائفة السنية وللفلسطينين الوطنيين والتيار الوطني الحر وهو مايشكل أغلب مكونات لبنان ...
مضيفاً أن المخرج الوحيد لهؤلاء المتباكين هو إغلاق الطريق على السورين وهو الاعتبار الأول المشبوه ، والذين هم أنفسهم من طالبوا بأستقدام السورين لأستجداء المال الخارجي ...
والأعتبار الثاني أنه يجب التخلص من العلاقات المميزة بين لبنان وسورية وهو مطلب أمريكي ، بإثارة نعرة عند الشعب السوري ضد لبنان وعند اللبنانيين ضد الشعب السوري ...........
والاعتبار الثالث هو أن العلاقات المميزة هي علاقة بين دولتين نشأت من خلالها مؤسسات ‘ ويجب الإطاحة بها عن طريق العقل المهيمن عليه من الغرب والسعودية ..........
مشيراً إن المواطن اللبناني الذاهب إلى السعودية يصطدم بكتلة من العوائق والمعوقات ، بينما يحظى القادم من السعودية بالتكريم حتى لو كان بقصد تفجير نفسه ، لافتاً أن سورية قد فتحت حدودها بدون سمة دخول لكل العرب ، متسائلاً هل يحق للبنان فرض هذه الإجراءات على المواطن السوري التي تربطه بدولته معاهدات اتفاقيات بدون حساب المعاملة بالمثل ؟؟...
مضيفاً أن إسقاط مؤسسات العلاقات المميزة هو خطيئة أمام إمكانية تنسيق هذا الأجراء عن طريق الجهات المختصة بين الدولتين بوجود سفراء وجهات أمنية في كلا الدولتين ، منعاً لأنتشار الابتزاز والرشوة والفساد ، وان هذا الأجراء يقلل من القدرة الشرائية والتبادل التجاري لذوي المدخول المتوسط ....
منوها أن الذين تمت تسميتهم رؤساء جمعيات المنظمات التابعة للأمم المتحدة هم في غالبيتهم من ضباط الارتباط في صفوف المسلحين ...
معتبراً أن هذا القرار هو جريمة وإساءة ومؤامرة وإلحاق للأذى ، وأن البديل عنه ببساطة يكون بدعوة رئيس الحكومة اللبناني مع وزير الداخلية ومدير عام الأمن العام لمقابلة رئيس الحكومة السورية ورئيس شعبة الأمن السياسي وبحضور سفراء الدولتين للجلوس والخروج بضوابط عن طريق صدور لوائح مصدقة من الجهات الأمنية في كلا الدولتين تعمم على معبري الحدود في الدولتين ليتم مرور الأشخاص بواسطتها بعد دراسة الطلب المقدم من مواطني أحدى الدولتين .
جازما أن هكذا إجراء لاتجرؤ الحكومة اللبنانية على اتخاذه خوفا من الغضب الأمريكي والسعودي والتركي وغضب الفاسدين الذين لايمكن لعملائهم أن تورد أسماؤهم في هكذا لوائح ...
معتبراً أن هذا الأمر خطير ويمس في جوهر وصميم مستقبل العلاقة بين الشعبين ، ولذلك الأمل الوحيد كمواطن لبناني عُمر عائلته في لبنان يمتد لـ/1000/ سنة ، هو التوجه للرئيس الأسد بأن الأمر لا يعالج بلياقتكم وحكمتكم وحدها ، بل أناشدكم بأن الشدة ضرورة ، وبأن تأديب من ينشز ضرورة ليستفيق النائمون ، وبضرورة إغلاق الحدود بين البلدين للبضائع قبل الأشخاص ...
لنرى ماذا ستنفع سفن وبواخر وطائرات " الحريري" في أستحضار البدائل ....
معاتباً وزراء " 8آذار " كيف أمكن السكوت وتمرير هذا الموضوع الخطير ، وكيف أمكن للحكومة حتى الىن عدم التنسيق مع الدولة السورية
في موضوع العسكريين المخطوفين ...
يقول الرئيس الأسد أن تبلور الحقيقة التي يقر بها هي ماسيكشف أن مايجري هو مؤامرة وليست ثورة وأن قوتها العسكرية هي قوة الإرهاب
أما في محور التصعيد السياسي والعسكري للائتلاف ...
أضاف قنديل أن الأئتلاف الذي يعاني من مشاكل أنتخابية تكمن مشكلته الأساسية في ضياغة موقف سياسي من مبادرة " دي ميستورا" من جهة ، وموقفاً من الدعةى للحوار في موسكو من جهة أخرى ....
\ملمحاً على التصريحات التي صدرت بعد زيارة "بوغدانوف " إلى لبنان ولقائه سيد المقاومة بأننا عبارة عن ترهاات لاترقى إلى مستوى الجدية ، وأن من فضح هذه التصريحات هو الأئتلاف الذي قال بمبادرة موسكو أنه ترمي إلى فكفكت المعارضة وشقها وضربها ببعضها ، وبأنها تقدم برنامج الدولة السورية للأعتراف بشرعية الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس الأسد ....
مشيراً إلى أن الدور المصري هو دور مقبول من سورية والسعودية ، أما السعودية المرفوضة سورياً كيف لها أن تركب وفداً معارضاً يذهب إلى موسكو ..
فالدور المصري هو دور تقاطعي لكل الأطراف التي تنشد الحوار ، لأن روسيا تعلم أن مصر لن تزج بالإخوان والسلفين والقاعدة في الوفد التشاوري وهم يشكلون أغلبية الأئتلاف والباقي عبارة عن " صور وديكورات ....
لافتاً أن الحكومة الروسية التي واكبة دورات الائتلاف ، طالبة بوفد تقبله مصر يكون له وزنه على الأرض والقدرة على إيقاف القتال في الجبهات العسكرية الموالية لهم .........
مضيفاً إلى أن الإخوان الذين يشكلون 10% من الائتلاف لن يشاركوا في اللقاء ، والباقي لايستطيعون الظهور إلا كـ " ديكورات " وهي مشكلتهم ....
مشيراً إلى أن انتخابات عام /2016/ هي التي تحدد حجم التمثيل البرلماني وقدرته على الحصول على نسبة الثلثين التي بموجبها يكون له تحديد الصلاحيات ومدة رئاسة الرئيس وهي الصيغة التي يحددها القانون في أغلب الدول الديمقراطية .
جازما إن كل هذه المعارضة لايمكنها الحصول على نسبة برلمانية تعادل 10% وهذا مخالفاً لما كانت عليه سورية في بداية الأزمة التي كان الشعب فيها مأخوذاً بما جرى في باقي الدول من " ربيع" ، أما اليوم فالسوريون يعرفون الحقائق ، وأن ماجرى في الانتخابات الرئاسية هو ليس ماكان قائماً قبل 3 سنوات ، وأن نصف المنتخبين هم من الفئة التي كان الرئيس الأسد يراهن أن وعيها للأزمة سوف يُنتجه التحكم بمسارها ، والهدوء في حسمها ، والحكمة في إدارتها ، ومنحهم الوقت الكافي ليكونوا هم حقيقته عن الذي يجري ....
وهذا للمتسائل عن لماذا لايتم الحسم سريعاً ؟؟؟...
فيقول الرئيس الأسد حتى تتبلور الحقيقة التي نعرفها من ان الذي يجري هو مؤامرة وليست " ثورة " ، ومن أن القوة العسكرية التي يقاتلون بها هي قوة الارهاب ......
مضيفاً أن أغلب السوريين من غير المرتزق والعميل والمأجور ، قادر على معرفة أن ما يجري في سورية ...
مضيفاً أن أغلب السوريين من غير المرتزق والعمل والمأجور قادراً على معرفة أن مايجري هو مؤامرة ..ومن هم أركانها ، وبناء على هذا فإن الأغلبية السورية لم تعد وعاء صالحاً يغرق منه هؤلاء وأن الوعاء الصالح أصبح بيد الرئيس الأسد والقادمون إلى الانتخابات في عم /2016/م هم من المؤيدون لنهج الرئيس الأسد ..
لافتا ان لا أمكانيات لهم في الحل السياسي والعسكري وبقي في يديهم كلمة :لن نحاور" حتى يمنعوا الغرب والذي يجر العرب معه من استعمال القفل الذي أسمه "التطبع" بين الأمريكي والأوروبي من جهة وبين الدولة السورية من جهة ،وهو حوار وحل سساسي والذي يمكن لأمريكا أن تقول فيه هذه المرة إرادة الشعب السوري ..
معتقدا أن مأزق المعارضة هو مأزق الغرب نفسه والذي قال فيها "أوباما " أنها معارضة معتدلة تقاتل "داعش" والدولة السورية هي "فنتازيا" لاأساس لها، وهذا المأزق هو في نظر موسكو وحضن القاهرة لتدارك حله ....
فالذي يتقبل أن الدولة والجيش هي الركيزتان الأساسيتان للحوار وإلا فلهم الخبرة بالبقاء خارج الدولة السورية هي إشعار آخر ، ولذلك جاء التصعيد السياسي والعسكري ، والذي وراءه قرار خارجي يقول:
أن هناك محاولة لتغيير المعادلات في بعض الأماكن مثل الشمال الشرقي لحلب والذي نثق بالجيش العربي السوري على دفتها ، ويتوسع في دير الزور وفي درعا والقلمون وتتزامن في هذا ثلاثة أشياء :.....
أواها الطريق المسدود أمام من لايملك حل ومخرج والثلوج القادمة التي سترميها في حالة ضعف والقرار الخارجي لتحريك المسار السياسي بالقول أننا قادرون على الانزعاج وتغير بعض الوقائع ...
متوقعاً مزيداً من هذا المشهد قبل اللقاء التشاوري في موسكو بصبغة عسكرية يتزامن معها انجازات جديدة للجيش العربي السوري ، ومعها مزيدا من التشرزم في صفوف المعارضة من إئتلاف وهيئة التنسيق ومابيتهما .....
الشهر الحالي هو محور بحريني وتصعيد حوثي وانكفاء إيراني حتى نضوج الفكر السعودي
القسم الرابع "ماذا يجري في الخليج؟؟..........."
أكد قنديل أن الشيخ "علي سليمان" هو الضامن لبقاء ثورة الشعب في البحرين سليمة وأنها لاتذهب إلى أي شكل من أشكال الثورة المسلحة والتي تريدها كلاً من الحكومة البحرينية والسعودية وأمريكا وسواهم ....
وهو باتجاه استكمال هذه الثورة ، وان نية التصعيد تصاعد والهدف هو مايجري في اليمن ...
مضيفاً أن أي احتكام لصناديق الأقتراع في البحرين سيمنح المعارضة 70ـ75% من النتائج والتي تملك فيها المعارضة قوة الحسم الشعبي وهذا لايتم للخوف من تغيير المعادلة في البحرين ،بل مايجري أن السعودية تقف وراء هذا التصعيد لأن تلقي أوامر أمريكية بالذهاب إلى التفاوض مع إيران التي تحددها لتكون مريحة للسعودية ،لتكون الصيغة الأساسية هي ثمرة موازين القوى ،وهذا ماجعل الإيراني يذهب للأمارات لإيصال هذه الرسالة للسعودية ، ...
مشيراً أن الذي يجري في اليمن بحسابات يمنية صرفة هو ان الدور السعود في اليمن يتلاشى وأن التسوية السعودية في اليمن اندثرت نهائياً ,
وأن القوة الحاكمة في اليمن الآن هي :التيار الحوثي الذي يملك القوة العسكرية والشعبية السائدة والمؤتمر الشعبي الذي يقوده الرئيس "عبدالله صالح"لحراك الجنوبي الذي تستحيد قيادات الحزب الاشتراكي اليمني التشكيل الأعظم فيه ، وأن الحل الوحيد في اليمن هو إقصاء المجموعة السعودية في اليمن من جماعة "منصور هادي" والمجيء بمجلس رئاسي يمثل هذا المثلث يتفنن على دستور جديد ويقوم على مبدأ أقليمب بينهما فيدرالية ، رغم عدم رغبة الجنوب في الصيغة الاندماجية وترك التجربة لإختيار أدنى مراتب الانفصال ..
لافتا أن الذهاب إلى الفدرالية ممكن بحكومتين منفصلتين ولكن بجيش وخارجية تعبير عن موحد وترك الناس تعيش بهدوء حتى تنضج شروط الوحدة ،وعدم نضوجها هو خيار ليس شيئاً أيضاً لتكون أمام محاربة القاعدة والإرهاب وعودة اليمن إلى معادلة المنطقة ، وهو مالايريده السعودي ،لذلك بقول لإيران أنني أصعد في البحرين من أجل الضغط على التيار الحوثس في اليمن زهذا يعني أن مايريده السعودي لن يتحقق بحكم معرفتي بالحوثيين والإيرانيين والبحريني ..
مؤكداً أن سيعلنون أمام مشهد البحري واليمن وإيران يصمد فيه البحرين ويصعد فيه الجوثي وينكفئ الإيراني حتى نضوج السعودي ،وهذا الشهر هو شهر التصعيد في البحرين واليمن ،حتى نضوج الحل التفاوضي .
تحرير:فاديا مطر
2015-01-06 | عدد القراءات 4119