افتتحت السعودية عام 2015 بهجوم ارهابي على حدودها مع العراق و لا شك ان هذا العام لن يمر على الرياض كسابقاته .
ليس لان الارهاب ضرب السعودية و هي التي واجهته منذ عقود انما بسبب توقيته و زمانه و مكانه فالارهاب هذا ات من العراق يسعى للتسلل الى السعودية مهما كلف الثمن و العملية اشد دليل عليه و هذا يطرح تساؤلات عديدة حول كل ما جرى خصوصا ان هذه العملية تعتبر مؤلمة بالنسبة للامن السعودي للخسارة التي اوقعتها .
اذا كانت هذه المحاولة قد فشلت بالسماح لدخول ارهابين رغم انها اسفرت عن مقتل عميد في الجيش السعودي و هو قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية , الا ان هذا لا يعني على الاطلاق ان الخطر الداهم في تلك المنطقة ممكن السيطرة عليه او التصدي له لان هذه العملية تؤكد على ان هناك من خطط و نفذ باحكام و ان هناك من يسعى لدخول السعودية بشتى الطرق زعزعة الحدود تحديدا لتكون بوابة عبور او مقدمة اليها و بالتاكيد فان هذه هي ليست المحاولة الاولى و لن تكون الاخيرة .
تعرف السعودية جيدا خطورة هذا الذي جرى و تعرف ان المخاوف التي يمكن ان تجتاحها لا تختلف عن كل جيرانها الذين عانوا من الارهاب و ابرزهم العراق فما الذي يمنع مثلا ان تتسلل داعش الى صفوف الجيش السعودي او ان تخطف كما خطفت الجماعات الارهابية في لبنان جنودا و امنيين و ما الذي يمنع مثلا ان يحصل انشقاقات في الجيش السعودي طالما انها حصلت في الجيشين العراقي و السوري المفترض انهما الاكثر انتماء و ثبات فكيف بالحال مع جيشا ليس اكيدا انه قادر على التماسك في وجه اي رياح وسط تغلغل الوهابية و التطرف في الشارع السعودي و هو الارهاب المستعد في اي لحظة لاقتناص الفرصة و الانقضاض.
تعرف السعودية جيدا ان جزءا كبيرا من الخلايا الارهابية فيها نائمة حتى اشعار اخر و بدأت تدرك قبل غيرها ممن رحب بفوضى الربيع العربي انه يجب وضع حد باسرع وقت لهذه الظاهرة لمعرفتها ان الارهاب بات في عقر دارها و لان التقارير الامنية و الاستخبارية السعودية و الغربية تؤكد ان عددا هائلا من الارهابيين المجندين في سوريا و العراق سعوديي الجنسية و قد سبق و سارعت اسعودية باصدار قرار تتبع لمن ينتسب لفئات الإرهاب والكشف عن كل منتسب سعودي إلى داعش أوالقاعدة وغيرهما و اجراءات مشددة على دخول البلاد .
كان هذا الاجراء حينها تحسبا لما هو اعظم قد يأتي و يخشى المراقبون اليوم ان تتطور الامور اكثر بعد عملية الحدود الشمالية السعودية بعدما احكم الخناق على داعش في اكثر من جبهة و ابرزها السورية و العراقية حيث باتت مقيضة اكثر من اي وقت مضى و بالتاكيد هنا من سيخرج فيقول ان السعودية استهدفت بنار الارهاب تماما مثلما تم خطف الطيار الاردني بسبب مشاركتهما في التحالف الدولي و هذا لا صحة فيه على الاطلاق فالسعودية تعرف جيدا ان هذا غير صحيح و انها بيئة جاذبة للارهاب منذ سنين و قد واجهته يوم لم يكن منتشرا في المنطقة بهذهخ الخطورة و انه بات عليها الحسم .
اذاً؟ ....
اذا كان الارهاب هذا قد استهدف السعودية و هو هجوم لداعش حسب السلطات العراقية فان هذا الامر يتطلب تعاونا عسكريا و امنيا سعوديا – عراقيا اسرع من اي وقت مضى و اذا كانت السعودية اليوم لا تدرك هذه الضرورة فهي بالتاكيد تدرك ان الارهاب الذي دعمته في سوريا خرج اليوم عن نطاق السيطرة و ان الامور و الحسابات السابقة لم تعد مجدية و ان انعطافة ما في السياسة الدفاعية و العسكرية و الخارجية يجب ان تسلك الطريق .
لا مهرب اذا عند السعودية من التعاون مع ايران من اجل مكافحة الارهاب عبر تنسيق عسكري مع حلفاء الاخيرة و لا مهرب من مجاراة الاميريكي الذي سبقها الى الحديث مع ايران فاتحا الطريق , عل القناعة تزداد ان الارهاب خطر لا يوفر احدا و انه حان الوقت لتعاون ايراني سعودي في المنطقة من دونه لن يبقي الارهاب في المنطقة باقية .
السعودية المهددة من داعش رسميا تتقدم نحو ايران قريبا على وقع التهديد ..
2015-01-06 | عدد القراءات 3697