لم يكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبدأ أولى خطواته العملية نحو ترجمة ما وصفه هو بالتطبيع للعلاقات مع الدولة في سورية عبر تلبية ما طلبته سورية كشروط سياسية لقبول اللقاء على مستوى وزراء الدفاع، حتى خرجت وزارة الخارجية الأميركية ببيان تحذّر فيه من ما وصفته بالتطبيع المتسرّع للعلاقات بالدولة السورية، مستعيدة التذكير بالخطاب المشترك لواشنطن وأنقرة حول سورية خلال الحرب.
بعد ساعات خرج قادة تشكيلات ما يُسمّى بالمعارضة السورية بتصريحات يتحدثون خلالها عن لقاءات جمعتهم بالقيادة التركية على مستوى وزير الخارجية، تبلغوا خلالها بأن لا صحة للحديث عن التطبيع مع الدولة السورية، علماً أن أول من استخدم المفردة هو الرئيس أردوغان، ونقل هؤلاء عن شاويش أوغلو دعم القيادة التركية لتشكيلات هذه المعارضة.
لا يمكن الفصل بين التصريح الأميركي وما نقل عن وزير الخارجية التركي، خصوصا أن الأميركيين طلبوا من الجماعات الكردية الانفتاح على الحوار مع الدولة السورية، ونقل عنهم مسؤولون في الجماعات الكردية قولهم إن المسار المتوازي التركي والكردي مع سورية يضمن التوازن والمصالح المشتركة لواشنطن وحلفائها، وأن واشنطن لن تسمح لتركيا بالذهاب للحوار قبل بدء الأكراد للحوار مع سورية.
الواضح أن الأميركي يتلاعب بالطرفين التركي والكردي كلما رأى أن مسار الاستقرار يمكن أن يحقق تقدماً في سورية، والواضح أن تأثير المواقف الأميركية على الطرفين وسياساتها لا يزال قوياً، وأن الأميركي لا يزال قادراً على الفوز بنتائج هذا التلاعب على حساب الفريقين، ليستمر نهب النفط ومعه تخريب فرص استقرار سورية وتركيا والمناطق الكردية.
الأميركي هو أساس المشكلة في سورية والباقي تفاصيل.
هذا ما قالته على كل حال الصواريخ التي أعلن الأميركيون أنها استهدفت قواعدهم في شمال شرق سورية أمس.
التعليق السياسي
2023-01-05 | عدد القراءات 940