موسكو تنتقل إلى ما بعد الدونباس بتعيين غيراسيموف قائداً للحرب… وأميركا منشغلة بمطاراتها

موسكو تنتقل إلى ما بعد الدونباس بتعيين غيراسيموف قائداً للحرب… وأميركا منشغلة بمطاراتها / الحسيني يغادر احتجاجاً على عقم النظام… ويعلق جلسات الانتخابات الفولكلورية / ميقاتي يدعو لجلسة حكومية بمن حضر… والملفات القضائية تحت الأضواء داخلياً وخارجياً /

كتب المحرّر السياسيّ
فتح تعيين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لرئيس الأركان فاليري غيراسيموف قائداً لجبهة الحرب في أوكرانيا وتكليف نائب رئيس الأركان وقادة أسلحة البر والجو بصفة معاونين، الباب الواسع للتساؤل حول استعداد روسيّ لمرحلة جديدة من الحرب، وفّرت ظروفها الانتصارات الهامة على جبهة دونباس، خصوصاً في محوري سوليدار وباخمونت من جهة، ونتائج حرب الاستنزاف التي شنها الجيش الروسي على البنية البشرية للجيش الأوكراني وقطاع الطاقة في أوكرانيا من جهة ثانية، والمعطيات التي تؤكدها التصريحات الصادرة عن قادة دول الغرب وآخرها تصريح الأمين العام لحلف الناتو عن نفاد مخزون الأسلحة والذخائر، والعجز عن تقديم المزيد لأوكرانيا من جهة ثالثة، وتداعيات تفاقم أزمة الطاقة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي على الداخل الأوروبيّ من جهة رابعة، والتصدعات السياسية التي تعصف بالحزبين الديمقراطي والجمهوري والحاجة لأولوية الانكفاء الأميركي نحو الداخل من جهة خامسة، وإنجاز الترتيبات المشتركة بين روسيا وبيلاروسيا لما تتضمنه المرحلة المقبلة من احتمالات التحرك عبر حدود بيلاروسيا خصوصاً نحو الحدود الأوكرانية البولندية التي تشكل مصدر الإمداد الغربي الوحيد للجيش الأوكراني من جهة سادسة.
لبنانياً، خسر الوطن والدولة قامة من القامات التاريخية برحيل الرئيس السابق لمجلس النواب الرئيس حسين الحسيني، ولأن الرئيس الحسيني كما أجمع المعزون برحيله، ضمير اتفاق الطائف ووجدان مشروع الدولة، جاء الرحيل بمثابة إعلان احتجاج على العقم الذي يصيب النظام السياسي في الصميم، بحيث تتراكم الأزمات السياسية والاقتصادية فوق العجز عن تحريك عجلة المؤسسات الدستورية، يمثلها تكرار الجلسات الفولكلورية لانتخاب رئيس للجمهورية دون نتيجة، كأنه يقول ليس هذا هو النظام الذي تطلعنا إليه في اتفاق الطائف، ومثل الفشل الرئاسي الانقسام حول ما يمكن وما يجب لحكومة تصريف الأعمال فعله في زمن الشغور الرئاسي، فأعطى برحيله وأيام الحداد العذر لتعليق جلسة اليوم، التي لم يكن منتظراً منها أكثر من تكرار المشهد الفولكلوري ذاته، أملاً بمنح التشاور السياسي فرصة أسبوع آخر عساه ينتج ما لم تنتجه الأسابيع المشابهة التي مضت، ومنح دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لعقد جلسة حكومية يدور الخلاف حولها، فرصة التوافق، في ظل أزمة كهرباء ترهق اللبنانيين زاد طينها بلة تراكم الغرامات الناتجة عن بقاء بواخر الفيول في البحر بانتظار فتح الاعتمادات.
الملفات القضائية تحت الأضواء من بوابة زيارة الوفد القضائي الأوروبي وما يدور حولها، ومثلها الدعوة لاجتماع مجلس القضاء الأعلى للنظر في مسار التحقيق في انفجار المرفأ، بعدما أنهى القضاة اعتكافهم الذي دام قرابة السنة دفع اللبنانيون وحدهم أثمانه الباهظة.
وفيما كان المجلس النيابي يستعدّ لاستقبال نواب الأمة لعقد الجلسة الحادية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية، فُجِع الوسط السياسي بوفاة رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني عن عمر ناهز الـ86 عاماً بعد إصابته بـ«إنفلونزا» أدخلته الى المستشفى ليفارق الحياة بعد أيام قليلة.
ونعت المرجعيات الرئاسية والشخصيات السياسية الرئيس الحسيني الذي عُرف بعراب الطائف ورجل الدستور والاعتدال والوحدة والسلم الأهلي، وقامة وطنية دافع عن لبنان ووحدة ترابه وهويته الوطنية والقومية، كما قال رئيس مجلس النواب نبيه بري.

2023-01-12 | عدد القراءات 885