صندوق النقد يبتز مصر بحاجتها للعملات الصعبة بعد تحرير الجنيه… فيشترط بيع شركة قناة السويس/ عبد اللهيان يلتقي الأسد تمهيداً لزيارة رئيسي… والمقداد يربط لقاء الأسد أردوغان بمصير الاحتلال/ جلسة رئاسية الخميس… وحكومية الأربعاء… ونصرالله غداً… وجعجع يعترف بالتدخل السعودي/
كتب المحرّر السياسيّ
تشكل تجربة مصر مع صندوق النقد الدولي نموذجاً يستحق الدراسة بالنسبة للبنان، فمصر كما تقول الوقائع صورة عن الوصفات التي تتم دعوة لبنان الى اتباعها، سواء لجهة الوقوف تحت سقف السياسات الأميركية في المنطقة، أو تقديم ما يلزم من فروض الولاء للسعودية، أو الانخراط في خط السلام الإسرائيلي، أو السير بوصفات صندوق النقد الدولي، أو السير بخطوط الأنابيب المشتركة مع “إسرائيل” في مجال الغاز، وبالرغم من أن مصر نفذت ما لا يمكن لأحد توقع تنفيذه من لبنان، فهي تقع اليوم في أخطر أزماتها المالية، مع تدهور سريع في سعر صرف الجنيه بعد تلبيتها طلب صندوق النقد بتحرير الجنيه وتنفيذها لدفتر شروطه، وبدلا من أن يمدّ لها الصندوق يد المساعدة بضخ أموال كافية لمنع المزيد من الانهيار يشترط خصخصة شركة قناة السويس وبيعها، وهو ما يوازي لبنانياً بيع الذهب ومستقبل ثروات النفط والغاز، ما يستدعي من المعنيين في لبنان التمهّل والتروي قبل الوقوع في أي فخاخ أو أوهام حول حلول سحرية أو خرافية يمكن أن تجلبها وصفات الصندوق.
في المنطقة، شكلت زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق محطة هامة في مقاربة العلاقات السورية الإيرانية من جهة، والعلاقات السورية التركية من جهة موازية، فعلى المسار الأول قالت مصادر متابعة للزيارة إنها جاءت تمهيداً لزيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الى سورية، وهي أول زيارة لرئيس إيراني لسورية منذ بدء الحرب عليها عام 2011. وتوقعت المصادر أن تشكل الزيارة محطة مفصلية في علاقات الحليفين خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، وجاء كلام وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد بعد لقائه عبد اللهيان، الذي التقى لاحقاً الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، تعبيراً عن تقدير سورية لأهمية العلاقة بقوله، تصوّروا لو لم يكن لسورية بلد حليف كالجمهورية الإسلامية.. ماذا كان سيحصل؟»، مشيراً الى أن لقاءه بعبد اللهيان جاء «لكي نضع سكّة جديدة للعلاقة بين إيران وسورية». أما في المسار السوري التركي الذي أشار إليه عبد اللهيان بإيجابية معرباً عن «سعادة إيران بأنّ اتصالاتنا مع سورية وتركيا أدّت إلى ترجيح الحوار بين البلدين»، فكان كلام المقداد واضحاً في شرح ما سبق وقاله الرئيس الأسد بعد لقائه المبعوث الروسي الخاص، الكسندر لافرنتييف حول الحاجة لربط تطور العلاقة السورية التركية بقضيتي مكافحة الإرهاب وإنهاء الاحتلال، فأكد المقداد أنّ سورية «في كلّ تحركاتها منذ عام 2011 وحتى هذه اللحظة تسعى لإنهاء الإرهاب الذي عكّر علاقاتنا مع تركيا». وشدّد على أنّ «اللقاء بين الرئيس الأسد والقيادة التركية يعتمد على إزالة أسباب الخلاف»، مشددًا على أنّه «يجب خلق البيئة المناسبة من أجل عقد لقاءات على مستويات أعلى مع القيادة التركية». وأوضح أنّه «لا يمكن الحديث عن إعادة العلاقات الطبيعية مع تركيا من دون إزالة الاحتلال».
لبنانياً، ينتظر أن يوجه رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة لجلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الخميس المقبل بدلاً من جلسة الخميس الماضي التي تم إلغاؤها بسبب الحداد على رحيل الرئيس حسين الحسيني، كما يتوقع أن يدعو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لجلسة حكومية يوم الأربعاء يشكل موضوعها الرئيسي ملف الكهرباء وبواخر الفيول والعقد مع العراق لتزويد الكهرباء بالزيت الثقيل، لكن جدول الأعمال سوف يتضمن بنوداً أخرى، يجري البحث بها مع الوزراء ومرجعياتهم السياسية في ظل حسم التيار الوطني الحر لعدم المشاركة حتى لو اقتصر جدول الأعمال على بند الكهرباء. وقالت مصادر حكومية إن احتمال الجدول بعشرة بنود وارد على أن يتم ترتيبها بصورة تتيح نيل الموافقة على أغلبها قبل أن ينسحب المعترضون على البنود الخلافية من الجلسة وتفقد النصاب.
في الشأن الرئاسي، تحدّث رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حاسماً استحالة التفاهم مع التيار الوطني الحر حول مرشح مشترك، مشيراً الى ان التيار يصر على مرشح من آل البستاني في تلميح لكل من النائبين فريد وندى البستاني، مجدداً رفض التصويت للنائب السابق سليمان فرنجية، معترفاً بوضوح بالتدخل السعودي بقوله إن لدى السعودية فيتو على أسماء معينة.
2023-01-16 | عدد القراءات 865