الثلاثية التي لم تعجب ميشال سليمان
التعليق السياسي - كتب ناصر قنديل
- تعرضت ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة للكثير من التنمر والسخرية والرفض والتشكيك، كل
مرة بقياس وحساب، وكانت ذروة التنمر ما قاله الرئيس الأسبق ميشال سليمان في وصفها
بالمعادلة الخشبية ردا على وصفها بالمعادلة الذهبية والماسية من مؤيديها وفي مقدمتهم المؤمنين
بتكامل أداء الجيش والمقاومة في حماية لبنان.
- قد يكون الحديث عن الترجمة القتالية لهذا التكامل في أداء الجيش والمقاومة، في الحرب على
الإرهاب في جرود لبنان الشرقية، أو في حرب تموز 2006 تحصيل حاصل، لكن دور هذا
التكامل في معادلة الردع، ظهر جليا خلال اليومين الماضيين في وقفة الجيش اللبناني بمواجهة
جيش الإحتلال ونجاحه في كسر محاولة العبث الإسرائيلي بالخط الأزرق.
- الذي جرى عمليا هو أن الجيش اللبناني ترجم الإرادة الوطنية برفض العربدة الإسرائيلية،
ووضع الجنود أجسادهم في طريق عمل الجرافات الإسرائيلية، فوقف الإسرائيلي بين خيارين
هما المضي قدما ولو استلزم الأمر اطلاق النار على الجيش اللبناني، أو التراجع .
- اضطر الاسرائيلي للتراجع لأنه حسبها جيدا، اطلاق النار سيؤدي الى تبادل اطلاق النار مع
الجيش اللبناني، وتفاوت القدرة العسكرية بين جيش الاحتلال والجيش اللبناني لن يقلب الموازين
لصالح جيش الإحتلال، لأن وراء الجيش اللبناني مقاومة تملك قدرة الدرع لن تقف مكتوفة
الأيدي، وستنزل الى الميدان عندما يصل الامر الى اطلاق النار، وجيش الإحتلال يعرف هذه
الموازين، ويعرف قرار المقاومة، ولأنه عاجز عن تحمل تبعات فشل عسكري جديد أمام
المقاومة اضطر إلى التراجع.
- بمقدار ما يستحق موقف الجيش التحية قيادة وضباطا وجنودا، تستحق معادلة الشعب والجيش
والمقاومة مزيدا من الاحتضان السياسي بصفتها حامية حدود لبنان وحقوقه.
2023-01-20 | عدد القراءات 949