المقداد يدعو أوروبا للتحرر من عقدة العقوبات…وواشنطن للتوقف عن الكذب
السيسي يتصل بـ الأسد ومساعدات من روسيا وإيران ومصر والجزائر والعراق وليبيا
لبنان: وفد وزاري ومشاركة رسمية وشعبية في الإنقاذ والإغاثة…وفتح المطار والموانئ
كتب المحرر السياسي
أكد وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد في حوار مع قناة الميادين، أنّ "كارثة الزلزال كبيرة"، مشيراً إلى أنّ "ما زاد في عمقها هو ظروف سوريا الصعبة لكونها تحارب الإرهاب ومن يدعمه" معتبرا أنّ "العقوبات على سوريا زادت في صعوبة الكارثة"، مشدداً على أنّ "الدولة تتابع، على المستويين الخارجي والداخلي، تعبئة الدعم لمساعدة ضحايا الزلزال".
ولفت إلى أنّ الرئيس بشار الأسد "طلب وضع إمكانات الدولة في عمليات الإنقاذ والإغاثة". وطلب المقداد، عبر الميادين، إلى الدول الأوروبية إرسال المساعدات إلى سورية، مؤكداً أن "إرسالها الآن من أوروبا ليس في حاجة إلى طلب وبيروقراطية (إدارية)، فالمساعدات الإنسانية لا تخضع للعقوبات، وفق القوانين الدولية. لذا، لا داعي للتذرع بذلك" و سأل الرئيس الأميركي، جو بايدن: "ألم تقم الدولة السورية بفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين" مضيفا أن "المساعدات التي كانت تدخل المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، كانت تسرق ثم تباع للناس"، لافتاً إلى أنّ "مخطط الدول الغربية هو أن تدخل المساعدات إلى المسلحين الإرهابيين فقط".ولفت إلى أنّ "الدولة السورية مستعدّة للسماح بدخول المساعدات لكل المناطق، شرط ألّا تصل إلى الجماعات المسلحة الإرهابية". وحول التواصل مع الدولة التركية قال أنّ "سوريا لم تتلقَّ أي رسائل من تركيا". وأضاف أنّه "لم يَجرِ أي تنسيق بين سوريا وتركيا، حتى على المستوى الإنساني، على الرغم من أنّه مطلوب". وفي شأن المزاعم الإسرائيلية بشأن تلقي سلطات الاحتلال طلباً للإغاثة من جهة رسمية سورية، أكّد الوزير المقداد أنّ "سوريا لا تَعُدّ إسرائيل دولة، بل تسميها الكيان الصهيوني"، واصفا الكلام "الإسرائيلي" ب "الاصطياد في الماء العكر".
بالتوازي صدر بيان عن وزارة الخارجية السورية ردا على ما وصفه "محاولات المسؤولين الاميركيين تضليل الرأي العام العالمي حول العقوبات الاقتصادية على الشعب السوري، وأنه لا يوجد ما يمنع وصول المساعدات الانسانية والادوية فيما يسمى قانون قيصر إلى سوريا"، مؤكدة "أنه "لا صلة له بالحقيقة".وشددت الوزارة، أن "مسؤولي الادارة الاميركية ومنهم المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويبرغ والبعثات الدائمة للولايات المتحدة الأميركية في نيويورك وجنيف يتابعون محاولاتهم لتضليل الرأي العام العالمي وبعض المنظمات والشعب الأميركي بقولهم انه ليس هنالك فى قانون قيصر والعقوبات الأميركية ما يمنع المساعدات الإنسانية الطارئة والادوية عن الشعب السوري".كذلك، أكدت الوزارة أن "هذا الكلام لا صلة له بالحقيقة وهو ليس غريبا عن الخطاب والسلوك الأمريكيين ولذلك سنصحح الحقائق لهولاء المسؤولين الاميركيين وغيرهم"، لافتةً إلى أن "السوريين أثناء مواجهتهم لكارثة الزلزال يحفرون أحيانا بين الأنقاض بأيديهم لأن أدوات رفع الانقاض محظورة عنهم ويستخدمون أبسط الأدوات القديمة لانقاذ شخص يستغيث تحت الركام لانهم معاقبون أميركيا وتمنع عنهم التجهيزات والمعدات المطلوبة".وذكرت أن "فرق الإنقاذ والدفاع المدني السورية لا تملك الآليات والمعدات التى توصلها الى المنكوبين تحت بناء من عشرة طوابق مهدم بالكامل فيستغرق عملهم زمنا مضاعفا للوصول إلى الناجين لإنقاذهم أو إلى الضحايا لانتشال جثثهم"، مشيرةً إلى أن" السوريين أيضا ممنوعون عن الادوية والاجهزة الطبية التى يمكن أن تساعدهم لمواجهة الاخطار والامراض وأجهزة وأدوية علاج السرطان خير دليل على ذلك".وركّزت أنه "يمكن لمسؤولي الولايات المتحدة أن يكذبوا لكن الصور من المناطق المنكوبة فى حلب واللاذقية وحماة هى التى تكشف الحقيقة والسوريون يواجهون كارثتهم بقوة وثبات ونجاح رغم كل هذه العقوبات".
في التطورات المحيطة بسورية تحت تأثير الزلزال، جاء الاتصال الذي أجراه الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي ليزيد الآمال، بصحوة نوع من النخوة العربية التي بدا أنها ماتت مع ادارة الظهر العربية لما يجري في سورية، بعد سنوات من استثمار بعض الدول العربية في الحرب على سورية، وجاءت المساعدات التي وصلت الى سورية من روسيا وإيران ومصر والجزائر والعراق وليبيا لتفتح الباب أمام الذين ينتظرون فرصة لكسر جليد العلاقة بسورية، في ظل توقعات بتحرك سعودي مشابه للتحرك الإماراتي، وبدء تحرك بعض الدول الأوروبية التي تحرص على تمايزها، للمشاركة في حملة تقديم المساعدات، مثل هنغاريا وصربيا ، بينما لم تستبعد مصادر روسية بروز تطورات على المشهد التركي السوري للتعاون في الملف الإنساني ببعد سياسي يخدم التوجهات المتفق عليها لمستقبل منطقة شمال غرب سورية، حيث مصلحة تركيا بالتفرغ لمواجهة التداعيات الناتجة عن الكارثة داخل تركيا، وحيث الجماعات التي تسيطر على منطقة شمال غرب سورية غير مؤهلة لإدارة حجم الكارثة التي ضربت المنطقة، بما يتيح توحيد مرجعية الإغاثة في كل منطقة الشمال السوري، وضمان أفضل المساعدة للمصابين، كما يتيح للرباعية الروسية الإيرانية التركية السورية أن تترجم دورها بخطوات عملية في مواجهة تداعيات الزلزال، كمدخل لتطبيق خطتها حول مستقبل شمال غرب سورية.
لبنانيا كانت خطوات التضامن مع سورية حكوميا وشعبيا خطوة على طريق الانتقال بالعلاقة بين البلدين الى نقطة بداية جديدة بعد سنوات غير مبررة ومعيبة من القطيعة، حيث من المفترض ان يتوجه اليوم وفد وزاري برئاسة وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ومشاركة وزير الأشغال علي حمية وعدد من الوزراء الى دمشق للإعراب عن التضامن وتنسيق ما يمكن للبنان تقديمه، بينما وصلت أمس وتصل اليوم فرق دعم من جمعيات وهيئات رسمية وأهلية للمساهمة بعمليات الإغاثة والإنقاذ، وأعلن وزير النقل علي حمية موافقة الحكومة ورئيسها على فتح مطار بيروت والموانئ اللبنانية أمام المساعدات المتوجهة الى سورية.
2023-02-08 | عدد القراءات 1172