يعتقد البعض أن كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول التهديد بقلب الطاولة إقليمياً نحو حرب مع كيان الاحتلال رداً على ما اعتبره مشروعاً أميركياً لتعميم الفوضى، جاء بناء على ربط أقامه حزب الله بين ارتفاع سعر الصرف بصورة نادرة خلال شهر بنسبة 100%، مع تحرّكات وصفها رئيس حكومة تصريف الأعمال بفقسة زر تحرّكها في مكان ما، مع أول إطلالة رئاسية لقائد الجيش العماد جوزف عون من بوابة الملف الصحي. وما وصل الى حزب الله من اجتماع باريس في محاولة للقول إن التفاهم قد تمّ على تبني ترشيح العماد جوزف عون. ويرى هؤلاء أن كلمة السيد نصرالله أطاحت بفرضية طرح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية وفق المعادلة الجذرية التي وضعها السيد نصرالله، وصولاً للتهديد بالحرب.
بعضٌ آخر يعتبر أن كلام السيد نصرالله وإنْ تضمّن إشارات يمكن وضعها في خانة الموقف المبدئي برفض ترشيح قائد الجيش بقرار دول الغرب والخليج ومحاولة إسقاطه بالباراشوت على المعادلة اللبنانية، إلا أن المستهدف الرئيس يبقى الباراشوت وليس الحمولة. فما قاله السيد نصرالله يختصر بمعادلة نحن هنا ولا يمكن تجاوزنا في الاستحقاق الرئاسي، ولا استدراجنا لقبول ما لا نقبل بقوة التهديد بالأرض المحروقة عبر التجويع وصولاً للفوضى، لأننا قادرون على لعب ورقة الأرض المحروقة أيضاً، وعنوانها وضع أمن “إسرائيل” على الطاولة مجدداً، بعدما بدا أنه سحب من التداول مع اتفاق الترسيم.
القراءة الآن تتركّز على معرفة الموقف الأميركي مما قاله السيد نصرالله، لأن اللاعب المقابل لحزب الله هو الأميركي مباشرة، لكن الأميركي يتابع ويحاول قراءة الموقف الإسرائيلي، وعلى هذا الصعيد كان مهماً ما ظهر من حجم انشغال إسرائيلي بكلام نصرالله، ودعوة لأخذ تهديداته على محمل الجد، خصوصاً في ظل الظروف الداخلية الصعبة لكيان الاحتلال في ظل انقسامات قالت التعليقات الإسرائيلية إن نصرالله بدا ملمّاً بتفاصيلها ويعرف كيفية التعامل معها، وحالة ذعر عام في كيان الاحتلال من تداعيات التهديدات، واعتبار العبث الأميركي مع حزب الله تعريضاً لأمن “اسرائيل”، بعدما تحولت واشنطن الى شريك لـ”اسرائيل” في إدارة أمنها في المواجهة مع حزب الله انطلاقاً من ملف الترسيم وما عاد بإمكانها التنصل من الشراكة وتداعياتها.
التعليق السياسي
2023-02-18 | عدد القراءات 886