– مع وصول وزير الخارجية المصرية سامح شكري اليوم إلى دمشق تطوى صفحة عربية وتفتح أخرى، لأن زيارة الوزير المصري الى سورية ليست زيارة إنسانية مرتبطة بوقوع الزلزال والكارثة التي خلفها، بل هو اتخذ من الزلزال والكارثة مدخلاً للتعبير عن موقف سياسي مضت سنوات على تبلوره بانتظار الفرصة المناسبة. وهو موقف ينطلق من القناعة بأن الحرب انتهت على سورية بفشل ذريع، وأن أي طرف إقليمي أو دولي لا يستطيع تجاهل سورية في الخريطة الإقليمية، وأن مدخل التفاعل مع مكانة سورية يبدأ من الاعتراف بأن الدولة السورية هي الجهة القادرة على تمثيل هذه المكانة.
– كانت واشنطن تمثل دائماً الرادع والمانع عن قيام أي طرف عربي بهذه النقلة نحو سورية، خصوصاً بالنسبة للقاهرة والرياض، وجاء الزلزال وما أعقبه من كارثة ليتيح لكل من العاصمتين الأهم عربياً التحدث بلغة مختلفة. فتحدثت السعودية عن استحالة ربط إعادة العلاقات مع سورية بسقف سياسي يرتبط بتشكيلات المعارضة السورية تحت عنوان الحل السياسي، وتحدّثت مصر عن حيوية وأهمية عودة سورية إلى دورها العربي، وهي تدرك أن ما فعلته تركيا على هذا الصعيد سبق العرب بأشواط.
– لا يمكن تخيل انفتاح رسمي سعودي ومصري على الجولة السورية في ظل بقاء ملف عودة سورية إلى استرداد مقعدها في الجامعة العربية معلقاً، بما يعنيه ذلك من إهانة لأهم دولتين عربياً، أكثر مما يمثل إهانة لسورية، التي أمضت أكثر من عشر سنوات خارج الجامعة وصنعت انتصاراتها وهي خارج الجامعة.
– عندما تعود سورية الى الجامعة فهذا يعني عودة الجامعة إلى القضايا الكبرى التي تتصدرها اليوم القضية الفلسطينية، والتي تمثل فيها سورية الجناح العربي الرسمي المقاوم، في زمن يثبت فيه عجز الجناح العربي الرسمي المفاوض عن تقديم أي إنجاز يتصل بالحقوق الفلسطينية، بينما يبدو خيار المقاومة وهو يحقق الإنجازات، فقد تحرّرت غزة بفضله، وقبلها تحرر جنوب لبنان بسببه.
التعليق السياسي
2023-02-27 | عدد القراءات 1091