الأسد يستقبل شكري… وعملية نوعية في أريحا… وعبداللهيان: رسائل أميركية إيجابية / ميقاتي يسحب يده من التمديد لإبراهيم

الأسد يستقبل شكري… وعملية نوعية في أريحا… وعبداللهيان: رسائل أميركية إيجابية / ميقاتي يسحب يده من التمديد لإبراهيم… و5 ليترات بنزين للمعلمين عن كل يوم عمل/ الملف الرئاسيّ يواصل المراوحة بانتظار كسر الحلقة المفرغة… والعينُ على السعودية/

 

كتب المحرّر السياسيّ
لم يعد الانفتاح العربي على سورية مجرد تعبير عن تضامن يتصل بـ كارثة الزلزال حتى لو أصرّ زوار دمشق الجدد على الطابع الإنساني لمواقفهم، فعندما يقوم وزير خارجية دولة وليس رئيس الهلال الأحمر فيها بزيارة دولة أخرى تحت عنوان التضامن في مواجهة كارثة إنسانيّة فهو يقول شيئاً في السياسة. وهذا ما فعله وزير خارجية مصر سامح شكري في زيارة دمشق، ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيتها فيصل المقداد. فالموقف المصري خطوة باتجاه استعادة العلاقات الطبيعية بين القاهرة ودمشق، يحكمها حذر مصري من الخطوط الحمراء الأميركية الآخذة في التفكك، لأن معادلة المنطقة تقول بوضوح إن الشرق الأوسط يستطيع أن يمثل بديلاً في توريد الطاقة الى أوروبا بعد توقف سلاسل التوريد الروسية، فإن الممرات المائية الممتدة من مضيق هرمز الى مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس وصولاً الى البحر المتوسط تحتاج إلى سياسة تصنع الاستقرار لضمان التدفق السلس للطاقة. وهذا هو مضمون كلمة وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان في مؤتمر ميونيخ الذي انتهى بالدعوة للتوجه نحو دمشق، واعتبر التواصل مع الحكومة السورية ضرورة لا بد منها. وهذا ما قاله عملياً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عندما خاطب الأميركيين رابطاً السعي لتعريض لبنان لخطر الفوضى باستعداد المقاومة لإعادة خيار الحرب مع “اسرائيل” الى الطاولة. وهذه معادلات تعني أن الأميركي أمام قرارات مفصلية في ضوء حرب أوكرانيا، جوهرها الانكفاء من المنطقة والانسحاب من سورية يصير شرطاً للاستقرار في سلاسل توريد الطاقة عبر المتوسط، طالما أن محور المقاومة هو من يملك أمن هذه السلاسل وممراتها.
الإشارة التي نقلها وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان عن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الآتي من واشنطن، حول الاستعداد للعودة الى الاتفاق النووي، تندرج في هذا السياق، بينما الوضع في فلسطين له سياق مختلف، حيث الشعب الفلسطيني ومقاومته يرسمان مساراً عنوانه الردّ على العدوان مهما كانت الكلفة، وادارة الظهر للتطورات الإقليمية والتخلي العربي، وإمساك معادلة المواجهة بأيد فلسطينية، جاءت حيث عملية اريحا النوعية أمس رداً على مجزرة حوارة ترجمة لهذا المفهوم الذي يفتح الباب لتصاعد لا يعرف أحد كيف ينتهي، في ظل موقف إسرائيلي خاضع لمشيئة المتطرفين والمستوطنين، والإجرام المفتوح بحق الفلسطينيين.
لبنانياً، عقدت حكومة تصريف الأعمال اجتماعها أمس، وخرجت بتثبيت منحة الخمسة ليترات من البنزين لقاء كل يوم حضور للمعلمين، وإعلان الرئيس نجيب ميقاتي سحب يده من قضية التمديد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم معيداً الأمر الى مجلس النواب.
في الملف الرئاسي تسليم بالمراوحة والعجز عن كسر الحلقة المفرغة في ظل استقطاب المجلس بين ثلاثة أثلاث شبه متساوية، ثلث يقف وراء ترشيح النائب ميشال معوّض، وثلث يقف وراء ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وثلث موزّع بين عدة انتظارات طلباً للتوافق، وبيضة القبان في المشهد هي في الموقف السعودي الذي رست عنده المشاورات التي شهدتها باريس خلال اجتماع الدول الخمسة، فإذا ذهبت السعودية الى خيار مواجهة فهذا يعني أن الفراغ سيطول كثيراً، وإذا اختارت طريق التسوية فربما تكون بداية الحلحلة، ووفقاً لمصادر نيابية يتوقف على الخيار السعودي إعادة خلط الأوراق المجلسية، سواء نحو التوافق أو المزيد من الانقسام.

 

2023-02-28 | عدد القراءات 846