القوات الروسيّة تحسم سيطرتها على باخموت… والغرب يستعدّ لمرحلة الهزيمة الاستراتيجية/ كيف انقلب الميزان فجأة بين دعوة داعمي معوّض إلى عدم التعطيل إلى التهديد بالتعطيل؟/بكركي لاجتماع النواب المسيحيين… وباريس لتشاور خماسي… واليوم يتحدّث السيد محلياً وإقليمياً /
كتب المحرّر السياسيّ
لا شيء في العالم والمنطقة معزول عن ما يجري في لبنان، وقد باتت فيه مقاومة لها وزنها في معادلات المنطقة، ولا شيء يجري في لبنان معزول عن متغيرات وتحولات المنطقة، ومحورها التراجع الأميركي والإسرائيلي، لذلك تبدو تهديدات السيد حسن نصرالله للأميركيين بمعادلة قوامها، أخذ لبنان الى الفوضى من باب الجوع يعني أخذ “إسرائيل” إلى خطر الحرب، مكوّناً حاضراً في المعادلة الرئاسية، بمثل ما هو التراجع الأميركي المتصاعد في العالم، والعجز الإسرائيلي المتفاقم، والمأزق المتزايد مع الانقسامات التي تهزّ جسد الكيان، عاملاً مقابلاً يحضر في المنازلة الرئاسية اللبنانية.
دولياً، لا تزال الحرب في أوكرانيا تشكل المسرح الرئيسي لرسم التوازنات العالمية الجديدة، وتبدو وجهة هذه الحرب قد حسمت لصالح موسكو مع تأكيد الأهمية الاستراتيجية لمعركة باخموت في هذه الحرب، حيث تبدو السيطرة الروسية في مراحلها الأخيرة، بقدر ما تبدو هذه السيطرة مدخلاً لتطورات لاحقة تطال أغلب جبهات الحرب من الدونباس إلى خيرسون وصولاً الى أوديسا، حيث تقع هذه المدينة المفصلية على تقاطعات الطرق الرئيسية بين المدن الأوكرانية الكبرى ومقاطعاتها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً, وفي الغرب تجمع التقارير والدراسات العسكرية على هذه النتيجة، كما تجمع على أن الاستعداد لمرحلة ما بعد الهزيمة، هو العنوان الراهن.
الاستعداد الغربي للمرحلة المقبلة يدور في كواليس ألمانية وفرنسية تحت عنوان الإعداد للتفاوض مع روسيا، وظهر أميركياً بالتوجه من بوابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وانفتاحها الإيجابي اللافت على إيران موضوعاً وتوقيتاً، فيما يتسابق الأميركيون وحلفاؤهم على من يمسك زمام المبادرة نحو سورية. وفيما يحضر قائد القوات الأميركية الى شرق سورية، تستعدّ تركيا والسعودية الى ترسيم الخطوات الانفتاحية على الدولة السورية، بصورة تبدو رسالة الزيارة الأميركية الى شرق سورية بمثابة رسالة تهديد للحلفاء، لأن واشنطن تريد أن تمسك بيدها وحدها أوراق التفاوض.
لبنانياً، يدرو في الأوساط السياسية السؤال المحوري حول سبب الانقلاب المفاجئ في الجبهة الداعمة لترشيح ميشال معوض، من الثقة واليقين بوجود دعم دولي وإقليمي لخيارهم تحويل الرئاسة إلى خط اشتباك مع المقاومة، وصولاً الى اعتبار الهدف هو تجميع 65 نائباً يرونه ممكناً، ويخوضون معركتهم السياسية تحت عنوان مطالبة خصومهم بعدم تعطيل النصاب، إلى النقيض تماماً، فيتحدّثون عن مخاطر جدّية لنجاح خصومهم بتجميع الـ 65 نائباً لخيارهم الرئاسي، ويبدون الخشية من تخلّي حلفائهم الدوليين والإقليميين عن خيار المواجهة مع المقاومة، وانفتاحهم على التسويات معها حول مرشح تقبل به، وصولاً الى تهديدهم باستخدام سلاح التعطيل لمنع حدوث ذلك، وسط تشكيك بتماسك عدد كافٍ من النواب وراء خطابهم بما يكفي لترجمة التهديد بالتعطيل. وتقول المصادر النيابية المتابعة للملف إن تغييراً في المناخ الدولي الإقليمي في غير صالح خيار المواجهة مع المقاومة، وصلت أصداؤه وتداعياته إلى جبهة دعم ترشيح معوّض ترتب عليها هذا الارتباك، وأن المزيد من الوضوح سيلحق في ضوء التطورات المرتقبة.
2023-03-06 | عدد القراءات 845