– رفضت القيادة العسكرية الأوكرانية النصائح الغربية بالانسحاب من باخموت، على قاعدة القول إن المعركة دفاعاً عنها هي معركة ميؤوس منها، وأن الدعم الغربي البطيء لن ينقذها، وأن القتال الانتحاري دفاعاً عنها يعني خسارة بنية قتالية محترفة وصلبة بلا مبرر، وكانت أسباب القيادة الأوكرانية تستند إلى كون باخموت عقدة وصل استراتيجية بين الطرق التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب، وأن السيطرة عليها تعني فتح طريق السيطرة على المناطق الاستراتيجية من أوديسا إلى خيرسون.
– الواضح أن باخموت قد صارت بيد روسيا، وفي أكثر الروايات الأوكرانية تفاؤلاً أن باخموت ستسقط لكن بكلفة عالية، وأن المسألة مسألة وقت، لأن الدبابات التي تصل من الغرب لا تفيد في معارك باخموت، حيث المواجهة تتصل بالقدرات البشرية والطاقة النارية.
– الواضح أن التعبئة التي نفذها الجيش الروسي لثلاثمئة ألف جندي، غيرت التوازن البشري في الحرب، بعدما تكفلت قوة النيران الروسية والانسحابات من مواقع مختلفة بتوفير فرص تدمير البنية البشرية لأغلب الفرق العسكرية الأوكرانية، وبالمقابل فإن سقف ما تستطيعه القيادة الأوكرانية هو إيفاد بعثات متخصصة لتلقي التدريب الغربي على الأسلحة النوعية، لكن تعبئة مئات آلاف الجنود او عشرات آلاف الجنود للزج بهم كقوة جديدة في جبهات الحرب فهو أمر فوق طاقتها.
– الغرب يعرف هذه الحقيقة ويدير الوقت المتبقي بين اللحظة الراهنة ولحظة بدء التحول الاستراتيجي المقبل، من خلال تهيئة المسرح الخلفي للتفاوض، وتهيئة الخطاب العلني لمزيد من الإيحاء بالقدرة على التصعيد في الحرب.
التعليق السياسي
2023-03-06 | عدد القراءات 875