إلى الحوار در

بعدما تبدّدت الأحلام بفرض خريطة طريق تحكم الاستحقاق الرئاسي عنوانها السعي لتجميع الغالبية اللازمة لانتخاب المرشح ميشال معوض، أي 65 صوتاً، وبدأت جبهته الداعمة تتفكك ومجموع ناخبيه يتقلص، منذ قرّر الحزب التقدمي الاشتراكي الخروج من هذه الجبهة نحو ترشيح قائد الجيش وآخرين كخيارات متفق عليها مع شركاء ترشيح معوّض وفي مقدمتهم القوات اللبنانية بالانتقال إلى الخطة باء، وبدعم الخارج الراعي والمساند، صارت الخطة باء في الواجهة وانتهى الرهان على ترشيح معوض وتحول الى حصان أعرج عاجز عن المضي في السباق، وقد انفض الثلث المعطل المفترض من حوله، فكيف بالسعي لتجميع الغالبية.
في الخطة باء سعي لتمرير إمكانية انتخاب قائد الجيش دون تعديل دستوري وطرحه مرشحاً توافقياً لا يمثل ما يمثله معوض من استفزاز بخطاب عدائي للمقاومة، وهو المرشح الجدّي للحلف الداخلي والخارجي المناوئ للمقاومة، ليس بالضرورة لاعتباره مناوئاً، بقدر اعتباره مؤهلاً لخلط الأوراق وإرباك الحسابات، لكن الخطة باء أصيبت بالمقتل وسقطت بالضربة القاضية مع إعلان رئيس مجلس النواب استحالة انتخابه دون تعديل دستوري، باعتبار غياب الإجماع الذي تحقق في التسوية السياسية التي تمت في الدوحة ومن ضمنها وصول العماد ميشال سليمان الى رئاسة الجمهورية، يجعل أي انتخاب دون تعديل الدستور عرضة لطعن مؤكد ينتهي بإبطال الانتخاب.
صار الفريق المناوئ للمقاومة خالي اليدين من أي مرشح، ولا خطة ج، وليس من السهل إنتاج مرشح ثالث وتجميع الثلث المعطل من حوله لتحقيق التوازن التفاوضي في مواجهة الإعلان المتتابع لدعم ترشيح فرنجية وحشد تأييد يتجاوز الثلث المعطل ويقترب من الأغلبية وراءه، وبالتالي لم يعد هذا الفريق المناوئ هو الفريق المفاوض المقابل لمؤيدي فرنجية، بل هو واحد من مجموعة أطراف مدعوة للحوار طلباً للتوافق حول الاستحقاق الرئاسي، وهي أطراف تتراوح في أحجامها وتتفاوت في مقاربتها، وليس بينها أي خيار قادر على تجميع الثلث المعطل منفرداً.
العودة للحوار اليوم تحظى بموافقة كتل نيابية تمثل أكثر من ثلثي مجلس النواب، وهو النصاب اللازم لانتخاب الرئيس، وعلى مناوئي المقاومة الاختيار بين مقاطعة الحوار وتظهير حجمهم الفعلي العاجز عن تعطيل النصاب، وهذا أمر جيد، أو المشاركة في الحوار منعاً لانكشاف تراجع حجمهم، وهذا جيد ايضاً.
عنقود العنب يؤكل حبة حبة، والحبة الناضجة اليوم هي إلى الحوار در.

التعليق السياسي

2023-03-09 | عدد القراءات 910