عملية فدائية نوعية في تل أبيب رداً على مجازر الاحتلال… والحصيلة ثلاثة مستوطنين نصرالله: تجار المخدرات أفسد المفسدين… وأدعو للتعاون لإتمام العام الدراسي الحكومة لاجتماع الأسبوع المقبل… والمصارف تعود للإضراب… ومشاورات رئاسية
} كتب المحرّر السياسيّ
احتلت فلسطين الواجهة مجدداً بواحدة من العمليات الفدائية النوعية هزت تل أبيب بإصابة ثلاثة مستوطنين، تؤكد مصادر فلسطينية أن أحدهم قتيل على الأقل، نفذها الأسير المحرر الشهيد معتز الخواجا المنتمي الى حركة حماس وكتائب القسام، والعملية تأتي رداً على مجزرة جنين وانتقاماً لشهدائها الثلاثة، تركت حالاً معنوية عالية عند الفلسطينيين وثقة بخيار المقاومة، ومزيداً من الإحباط في الكيان ومزيداً من التساؤلات حول مستقبل الكيان، في ظل حكومة من الحمقى، كما وصفها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في أول توصيف بعد ولادتها، واستخدم رئيس الحكومة السابق يائير لبيد وصفاً أشد قسوة في تقييمه لإعلان وزير الأمن الداخلي ايتمار بن غفير عن إقالة ضباط كبار في الجيش والشرطة، بوصفه بن غفير بمهرج «التيك توك»، بينما وصل رئيس الكيان اسحق هرتزوغ الى حد التحذير من السقوط الكامل للكيان بقوله، «نتجه إلى نقطة اللاعودة وينبغي التخلي عن التعديلات القضائية»، لافتاً إلى أن «ما يحدث كارثة حقيقية وبلادنا تنهار أمام عيني». وأكد هرتزوغ، أنه «يجب التخلي عن التعديلات القضائية المقترحة من الحكومة واستبدالها بالإطار المتفق عليه»، داعياً «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتراجع عن التعديلات القضائية».
في مواكبة مشهد المواجهة مع الكيان دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى رفض معادلة الحصار حتى الانهيار طلباً للاستسلام، مؤكداً العزم على المواجهة، بمنهج الثقة والأمل الذي صنع انتصارات المقاومة، وتوقف السيد نصرالله في احتفال مدارس المهدي أمام الشأنين الاجتماعي والتربوي، داعياً إلى التنبه من خطورة ظواهر الخراب الاجتماعي التي يمثلها ترويج الفلتان الأخلاقي من جهة، وترويج المخدرات خصوصاً بين الشباب والطلاب من جهة أخرى، معتبراً أن مروّجي المخدرات هم أفسد المفسدين في الأرض. وفي الشأن التربوي دعا السيد نصرالله الى التعاون لإكمال العام الدراسي، سواء بالتزام وزارة التربية بتعهداتها، أو بعودة المعلمين عن الإضراب.
في الشؤون الداخلية مشاورات رئاسية بين القوى السياسية والكتل النيابية، لرسم خريطة طريق لمرحلة جديدة تتمثل بتراجع ترشيح النائب ميشال معوض وتعقيد فرص ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، وتقدم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بينما تستعد الحكومة لاجتماع الأسبوع المقبل مع ارتفاعات جديدة في سعر الصرف بلغ الدولار معها حافة الـ 90 الف ليرة مجدداً، بينما تعود المصارف مجدداً للإضراب.
ورأى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّه في ظل الأزمة السياسية والمعيشية في لبنان، فالرسالة الأساسية يجب أن تكون عدم اليأس لأن نتيجته الاستسلام، وخاطب كل من يهدّد بالقتل وبالحرب والتجويع قائلًا: «لو قتلتم نساءنا وأطفالنا ورجالنا لا يمكن أن نشعر بالضعف أو الوهن… لا تتوقعوا منا استسلامًا وانصياعًا وخضوعًا».
وخلال كلمة له في احتفال أقامته المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم – مدارس المهدي، وذلك في الذكرى الثلاثين على تأسيسها، توجّه إلى اللبنانيين قائلًا: «إن الرسالة الأساسية يجب أن تكون عدم اليأس لأن نتيجة اليأس الاستسلام، والمطلوب منّا الاستسلام»، مؤكدًا أن «أبواب الحل موجودة ولا يجب أن نستسلم للشروط الدولية والإقليمية والذين استسلموا لم ينجوا».
وذكّر السيد نصرالله بأنّ مجزرة بئر العبد التي استشهد فيها ما يزيد عن 75 شهيدًا وكانت أميركا هي التي أرسلت سيارة مفخخة، كانت بهدف بث روح اليأس، مؤكدًا أن بعض الذين يدّعون السيادة في بلدنا أيديهم متورطة بالدم في تفجير مجزرة بئر العبد. موضحاً أن أكثرية الشهداء الذين سقطوا في مجزرة بئر العبد كانوا نساءً وأطفالًا، منوّهاً إلى أن المجزرة ارتكبت في اليوم العالمي للمرأة.
وأكد أن «هدف مجزرة بئر العبد كان بثّ الرعب واليأس في قلوبنا وكانت محاولة اغتيال السيد فضل الله ضربة قاسية لنا». وشدّد على أن «المقاومة هي الأمل التي صنعت انتصارات سريعة ضد العدو «الإسرائيلي»، موضحًا أنّ «المقاومة استمرّت عام 2000 بهذا الأمل وعام 2006 صمدت المقاومة بالأمل».
وأضاف: «مضت سنوات قليلة وتبين سقوط مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع أميركا في العراق بفعل الأمل والمقاومة…»، مذكرًا أنّه «في ما مضى أيضًا وبهدف تعزيز روح اليأس لدينا من أهم الوسائل كان القتل والمجازر والتهجير وهدم المنازل».
في غضون ذلك، أطلق الإعلان الرسميّ عن دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، مساراً رئاسياً جديداً باتجاه إحداث خرق ما في الجدار الرئاسي وسيتبع بخطوات إضافية أولها اتجاه فرنجية لإعلان ترشّحه بشكل رسمي ورؤيته الرئاسية في مؤتمر صحافي الأسبوع المقبل وفق ما أشارت مصادر اعلامية، والتي لفتت إلى أن المؤتمر سيتضمن نظرة فرنجية للسلاح والمقاربة الاقتصادية والمالية لإخراج لبنان من الأزمة من خلال استثمارات ذاتية.
وفق ما تشير أوساط سياسية مطلعة لـ»البناء» فإن «الرئيس بري والسيد نصرالله رما حجر دعم فرنجية رسمياً في البركة الرئاسية الراكدة وينتظران ردات فعل القوى السياسية والكتل النيابية ودفع الكرة الى ملعب الآخرين بعدما تمّ تحميل ثنائي حركة أمل وحزب الله مسؤولية تعطيل الانتخابات الرئاسية، ومحاولات قوى المعارضة دق إسفين بين الثنائي وفرنجية بإخفاء ترشيحه أو تأخيره، كما جاء الترشيح بعدما وجد الرئيس بري أن أبواب التوافق مقفلة، وكذلك رفض الأطراف الأخرى للحوار على أسماء مرشحين للتوافق». ولفتت الأوساط الى أن «خطوة الثنائي فتحت أبواب الحوار والتفاوض بين الأطراف الداخلية من جهة ومع القوى الإقليمية المؤثرة في الساحة المحلية من جهة ثانية، ولذلك نشطت الاتصالات واللقاءات والمشاورات، من جولة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري على المرجعيات السياسية الى مساعي بكركي الى جولة السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو على القيادات لا سيما الرئيس بري»، وأضافت أن «إعلان ترشيح فرنجية سيدفع بكتل نيابية تقف في المنطقة الرمادية الى حسم موقفها إزاء فرنجية إما سلباً أم إيجاباً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الرئيس برّي قطع الطريق على ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون بالعقدة الدستورية، وسقوط النائب ميشال معوّض بتراجع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط عنه، ما يبقي فرنجية المرشح الأوحد الذي يملك بنية نيابية صلبة تتمثل بثلث مجلس النواب الى 55 نائباً ويرتفع الى 65 نائباً إذا ما انضمت كتل أخرى كاللقاء الديموقراطي والاعتدال الوطني ضمن تسوية معينة تضمّ رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وتركيبة الحكومة والمواقع الأساسية في الدولة والسياسات المالية والاقتصادية والخارجية».
2023-03-10 | عدد القراءات 854