قمة بوتين – بينغ لتعاون استراتيجي اقتصادي عسكري… نحو عالم متعدد الأقطاب مشروع التهدئة الأميركية في القدس والضفة يقع على خطوط تماس الانقسام الإسرائيلي قلق لبناني من فارق التوقيت بين وصول الانفراج الإقل

‭}‬ كتب المحرّر السياسيّ
رغم كل النقاش الذي يمكن أن يدور حول حظوظ المبادرة الصينية لتسوية الحرب الأوكرانية أمام حرب الاستنزاف التي فرضتها روسيا على دول الغرب مجتمعة، حيث اقتصادات تنزف تحت تأثير أزمات الطاقة، ومصارف مهددة بالإفلاس تحت ضغط أسعار الفوائد وارتفاع المديونية الحكومية، وركود الاقتصاد، وشارع متفجر يطرح السياسات على بساط البحث ويهدد بتغييرات مفاجئة، كما قال التصويت الحرج على الثقة بالحكومة الفرنسية وكما يقولها شارعها المتفجر، فيما مخازن السلاح والذخائر تفرغ مما يمكن إرساله الى أتون الحرب في أوكرانيا، تبدو الصين بدعم روسي كبير آمنة مطمئنة، فروسيا تتكفل وحدها بالمواجهة العسكرية، والصين تهتم باستعادة خطها التصاعدي في النمو، للتقدم كدولة أولى في العالم، لتشكل قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ نقطة ارتكاز لحلف ثنائي روسي صيني استراتيجي على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، تحت شعار السير نحو عالم متعدد الأقطاب لم يعد قابلاً للإنكار، رغم الحديث الأميركي عن اتهام موسكو وبكين بالسعي لزعزعة النظام العالمي المولّد من مرحلة نهاية الحرب الباردة، كما قال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، بينما كان وزير الخارجية الأميركية قد سبقه منذ شهور بالاعتراف ان هذا النظام لم يعد قائماً، واصفاً ما يجري بالسباق على حجز المقاعد الأولى في النظام الجديد، معلناً السعي مع حلفاء واشنطن للاحتفاظ بالموقع الأول في النظام الجديد، العالم المتعدد الأقطاب.
وبينما قدمت الصين مثالها للنجاح في الاتفاق السعودي الايراني الذي يوفر الأمن لممرات الطاقة بتلاقي القوتين الأهم في الخليج الذي يختزن توريد أكبر كمية من النفط إلى أسواق العالم عموماً والغرب خصوصاً، تحاول واشنطن إثبات اهليتها القيادية عبر السعي لترجمة مضمون تعليق الرئيس الأميركي جو بايدن على التقارب السعودي الإيراني برعاية صينية، بقوله إن «الاستقرار في الشرق الأوسط يبقى رهن التقارب بين دول المنطقة وإسرائيل»، في إشارة ضمنية إلى أن واشنطن وحدها تستطيع ذلك، وغامزاً ضمناً من الابتعاد السعودي عن مسار التطبيع الذي ترعاه واشنطن، ليكون التحدّي الذي ينتظر واشنطن في فلسطين، في القدرة على تفادي الانفجار في شهر رمضان، حيث المواجهات المتصاعدة بين الفلسطينيين والمستوطنين مدعومين من شرطة الاحتلال تنذر بخروج الأمور عن السيطرة بسبب حال التوحش العنصري التي تسيطر على المشهد الإسرائيلي. ورغم محاولات الضغط المتواصلة أميركياً وعربياً على السلطة الفلسطينية يبقى النجاح الأميركي رهن القدرة على ضبط حركة الحكومة الاسرائيلية التي تبدو قيادتها بيد الوزيرين ايتمار بن غفير وبتسلإيل سموتريش، وهما يقودان الحراك الأشد عنصرية في ظل ارتهان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لأصواتهما لبقاء حكومته من جهة، ولتمرير قوانين تهميش السلطة القضائية لضمان نجاته من الملاحقة بتهم الفساد، ما يجعل النجاح الأميركي واقعاً على خطوط التماس في الصراع الإسرائيلي الداخلي الآخذ في التصاعد نحو المواجهة أيضاً.
لبنانياً، بين ثنائية المراوحة السياسية في المسار الرئاسي، والتصاعد الدراماتيكي في التهديدات الاجتماعية والأمنية تحت تأثير الإنهيار المالي المتصاعد بسرعة استثنائية، قلق لبناني عام من فوارق التوقيت بين موعد وصول نتائج الانفراجات الإقليمية وانعكاسها على المسار الرئاسي بعناوين وفاقية وتسويات تنتهي بإقلاع مسار رئاسي وحكومي جديد، وموعد السقوط المريع للواقع الاقتصادي والمالي واستطرادا الاجتماعي والأمني.
افتتح مطلع الأسبوع الحالي على أوضاع كارثية على كافة المستويات ما ينذر بانفجار اجتماعي وأمني في الأيام المقبلة، كما بشر وتوقع أكثر من مصدر سياسي ومالي وحكومي لـ»البناء»، لا سيما على صعيد سعر صرف الدولار في السوق السوداء الذي واصل اندفاعته الصاروخية وتجاوز أمس، عتبة الـ120 ألف ليرة رافعاً معه أسعار المحروقات إذ وصلت صفيحة البنزين الى مليونين ومئة و58 الف ليرة، وكذلك ربطة الخبز الكبيرة التي بلغت 50 ألف ليرة، على وقع الدعوات إلى الإضراب والنزول إلى الشوارع.

2023-03-21 | عدد القراءات 875