ستون دقيقة مع ناصر قنديل إن الحوار يفرض بيئة معينة تعيد الخطاب إلى مستواه الصحيح وهذا ماوصل بسماحة السيد إلى التأكيد على جديته

 

تحدث رئيس شبكة توب نيوز الإخبارية في برنامج "ستون دقيقة مع ناصر قنديل" الذي تضمن أربعة محاور لهذه الحلقة ، والذي قال في محوره الأول حول كلمة سماحة السيد "حسن نصر الله" أن هناك مفاجئة في حجم القيمة والمكانة التي منحها للحوار مع المستقبل من ثلاثة زوايا ، أولها :بالإشارة إلى أهمية الحوار والذي كان الكثير من مناصري المقاومة يعتبرونه حوار فك الاحتقان ..

فسماحة السيد يضيء على هذا الحوار ويقول أنه يفتح الباب لتفاهمات إلى حد أنه يضع فرصة بان يتولد من هذا الحوار وما يشبهه إنتاج رئيس جمهورية وهو السقف الذي لم يصل إليه أحداً في اعتباراته ، فقد كنا جميعاً نقول أنه يكفي أن هذا الحوار فرصة لعدم تصادم بوقف الخطاب المذهبي لحرمان الإرهاب من البيئة الحاضنة ، التي يراهن عليها من خلال الشقاق بين "السنة والشيعة" الذي يرمز إليه الانقسام بين تيار المستقبل السياسية من رأسه إلى أخمص قدميه تعتمد خطاب عدائي اتجاه "حزب الله" ، ومن موقع أنه يمثل الطائفة السنية فهو يتصدر اللافتة السياسية في استهداف حزب الله المصنف بالخانة الشيعية، والذي من المنطق والطبيعي أن يصبح مناصرو  تيار المستقبل تربة صالحة لتلقي بذار القاعدة وداعش والنصرة ، وبهذا المعنى كان الأمل في الحوار بأنه يعرض بيئة معينة تعيد الخطاب إلى مستواها السياسي الصحيح ، والتي وصل بسماحة السيد إلى تأكيد الجدية التي وصل إليها هذا الحوار ، وهو مااكده الرئيس "نبيه بري " أن المعادلة تكاد تظن أن الفريقين واحداً لجهة الحرص من الطرفين على قمع أي فلتان أمني وتحريض مذهبي ...

مضيفاً إن جدية السيد "حسن نصر الله " هي لأن هذا الحوار من زاوية سماحة السيد هي دعوة منذ سنوات لهذا الحوار ....

وان حقد " سعد الحريري" كان يمنعه منذ ترك الحكومة على القدوم لهذا الحوار ، وهذا ماجعل المقاومة تبادر إلى تسمية الرئيس "سلام " رئيساً للحكومة دون أتفاق سياسي معه أو ضمانة وهذا ماكان لمدة /11/شهراً بعد تسمية الرئيس "سلام "والذي كان خطاب المستقبل فيه أن لن نقبل تشكيل حكومة مع "حزب الله " وهو يقاتل في سورية ، والذي قبلوا فيها في ما بعد لأن الأمريكي أعطى أمراً للسعودية وبدورهم قالوا للمستقبل أنه على الأرجح لن يتم التوصل إلى إنتاج رئيس جمهورية ويصبح معها لبنان بدون شرعية سياسية تسقطه من أيدينا ، ويصبح الحاكم هو من يمسك الأرض وهو قوى ليست في الخانة الأمريكية  وبهذا المعنى جاء "سعد الحريري "إلى تشكيل الحكومة ، وهي نفس الطريقة التي جاء بها سعد الحريري إلى الحوار وهو المرتبة الأدنى من التشارك في حكومة ، وهو ماكانت تقول فيه السعودية أنه جواز مرور لحزب الله لشرعنه قتاله في سورية ، والذي قبلت فيه السعودية الحوار مع بقاء حزب الله يقاتل في سورية وبدون اتفاق على سلاح المقاومة وأن الإستراتيجية الدفاعية ليست موضوعاً من مواضيع الحوار ، وهذا لأن السعودية هي التي قبلت بهذا الحوار ، معتقداً أن تفاؤل سماحة السيد تكمن هنا عندما السعودية ماكانت تطلب من سعد الحريري إلى الدخول في الحوار إلا بعد ماصرح به "كيري" في "فيينا" مع الخمسة زائداً  واحداً والتي هي في جوهرها مع الأمريكان والتي قال فيها أننا نمدد لسبعة شهور للوصول للأتفاق ضمنها أربعة شهور للحل السياسي وهو الذي يشمل بدا الانخراط السعودي الإيراني في تفاهمات يعقبه تفاهم" تركي ـ إيراني " لتبرير الجبهات التي فيها أمكانية لترتيب الحلول ، أما الجبهات التي لايوجد فيها حل فيصبح التصعيد فيها هو سيد الموقف ، ...

مشيراً ان تفاؤل سيد المقاومة مبني على مؤشرات جدية وهي ثمرة قرار سعودي بالانخراط مع حزب الله وإبداء الإيجابية في هذا الحوار والدفع بان يذهب إلى ماهو ابعد مدى أملاً بأن يؤسس الأرضية المناسبة عندما ينطلق الحوار السعودي الإيراني يكون هذا الحوار قادراً على تلقن نتائجه ، أو إرسال إشارات المتصلة برئاسة الجمهورية والتي أصر سماحة السيد على التأشير إليها ، والتي أقول فيها أنه لن يجرؤ تيار المستقبل على أنتاج طبخة رئيس الجمهورية مع حلف المقاومة الذين هم حلفاء لسورية وإيران ، رغم أنه لايملكون القرار إلا عن طريق السعودية التي باتت تعلم أنها غير قادرة في شيء إلا بتعطيل هذا القرار كما أنها تملك التعطيل في البحرين بقوة الاحتلال وسلمية الحراك الشعبي ...

منوهاً أن هذا التفاؤل هو لإظهار ذاتية قرار سماحة السيد في مقابل أن المستقبل لايملك قراره إلا بالتعليمة ....

وأن الشق الثاني الذي تكلم عنه سماحة السيد عن وضع في البقاع مؤكداً أنه سبق له القول أمام من هوّل باتجاه إمكانية مهاجمة النصرة لبعض القرى بأنهم أعجز أن يأخذوا قرية صغيرة وأن حجم الجمهورية التي وضعها الجيش والمقاومة مبينة على معادلة قوامها أن هؤلاء سوف يقومون بالهجوم ، ليس لقدرتهم على ذلك بل بسبب اختناقهم بالثلوج ، وهو مايجعل ذلك الهجوم محتملاُ ، والذي بالحساب العسكري لايبنى عليه أننا أمام قوة تملك خطة وقوة وقُدرة  بوجود الجيش السوري واللبناني والمقاومة والتي تمسك بكل أطراف الجغرافية والقوة بالقدرة العسكرية والتي لم تجرؤ الحكومة اللبنانية على التنسيق فيه.........

أما النقطة الثالثة التي تحدث عنها سماحة السيد هي البحرين والذي تمنى قنديل من حُكام السعودية والبحرين أن يسمعوا كلام سماحة السيد فيه ، والذي يؤكد أن سلمية المعارضة حتى الآن هي بضمانة قادة المقاومة مثل "الشيخ علي سلمان" والشيخ "عيسى قاسم" وقادتهم السياسيين والدينيون الذين يصرون على سلمية هذه المعارضة والتي يصرون على أنها توصلهم لأهدافهم بهذه الطريقة السلمية ...

مشيراً أن النقطة الهامة هي قضية التجنيس والذي يراهن فيها حُكام البحرين على استقدام عرب وغير عرب لمنحهم الجنسية كما يفعل الإسرائيليون في فلسطين ،

ونزع الجنسية من أهالي البحرين الذين يتعرضون للقتل والطرد والاعتقال عن طريق إغراءات مادية وأمنية ، والذي أقول فيه لحكام البحرين أنه لايمكنهم الحصول في هذا على شرعية وأنا أعُلمكم ماأعلمه من علم اليقين مما سمعته من قادة المعارضة بأن شرط المصالحة تنتهي بانتخابات  هو إلغاء عملية التجنيس التي تمت خلال أربع سنوات الباقية وكل عمليات سحب الجنسية التي تمت في المقابل ، وإلا لن يتم الحصول على شرعية وأمان أجتماعي ومصالحة وطنية ....

لافتاُ إلى أن قدر البحرين بالذهاب إلى ماكان عليه في الستينات ، التي كان فيه عام /1963/م حكومة منتخبة وأن تاريخ الحكومة السياسية في البحرين يعادل تاريخ الحكومة السياسية في أي دولة أوروبية وأنه في العمق فأن حركة الحرية والاحتجاج والتقدم عمرها في البحرين من عمر  وجوده ككيان سياسي ، وهو يتجدد في الثقافة السياسية ولايمكن عزله عن السياسة...

منوهاُ أن البحرين لم ينتهي وضعه إلا في مصالحة تنتج حكومة تشبهها وينال فيها الملك شراكة في الحًكم تتيح له تسمية الحقائب السيادية والباقي تكون الحكومة خالصة في تمثيله ، ...

وهو أدنى ماترتضيه أي معارضة لشعبها جازماً بأن القوى الموجودة في البحرين واليمن وسورية ولبنان ليست دمى في يد القيادة الإيرانية فلكل منها قراره الذاتي وهو ماأكده "علي لاريجاني " عندما زار لبنان ...

أما القسم الثاني والذي يتناول المشهد السوري من الزاوية العسكرية والذي رأى فيه قنديل أن الهجوم على "نبل والزهراء" والتي شاركت فيه مجاميع النصرة والجماعات الأخرى بالتنسيق مع المخابرات التركية من 3 محاور والذي كان بقية فتح الطريق بمجموعات ريف أدلب والريف الشمالي الغربي ولحلب لفك الحصار الذي وعد به " أردوغان " وناد من أجله "هولاند" الذي كان يتابع مايجري على جبهة "نبل والزهراء" بالتزامن مع مطاردة لجماعة "داعش" الذين قاموا بالتخريب والقتل داخل أحياء باريس وهو الهجوم الذي كان واحداً من الحلقات الرئيسية بالحرب على سورية وليس مجرد عملية محدودة على القشرة والذي كان حصيلة رد هذه المجموعات بخسائر  كبيرة في العدة والعديد إلى نقاطهم وتسجيل الانتصار والذي لايحتاج إلى تفسير في معنى الصمود ولكن مايحتاج التفسير هو هذا الهجوم وغيره من الهجوم على "فليطة" والذي لايفسره إلا شيئان أولاً هي :الخصوصية الحلبية التي تحدث عنها "هولاند" سابقاً والذي غير مسموح فيه أن تصبح حلب وريفها مثل دمشق وريفها والذي يُسقط أوراق عسكرية في عملية التفاوض السياسي واللذين لايملكون منها شيءً لكنهم يعلمون أن الدولة والجيش السوري يحتاجان إلى أتمام الطوق في حلب حتى يكتمل معالم المناطق المركزية التي يسكنها مانسبته 85% من الشعب السوري في المدن الكبرى وهذا ما فرض على الأتراك والفرنسيين التحضير بأداة معروفة هي النصرة ، والتي يخفونها ويتحدثون عن معارضة معتدلة يجهزونها ويدربونها وهو مايجعل كلامهم استهلاكي ...

مضيفاً أن هذا العامل الحلبي ليس هو الوحيد فالإسراع ورائه عاملاً أخر يجمع الذي جرى في حلب ومن ورائه ماجرى في فليطة ولسبب قلموني خاص بحكمة الثلوج المرتفعة وهناك ماجرى في درعا لسبب جنوبي خاص له صلة بواقع درعا العسكري ومحاولة تأمين التواصل بين درعا والقنيطرة ولكن هناك سبب جامع للكل يتصل بالمبادرة الروسية والتي هي محاولة لإقامة معادلة تستثمر على قراءة روسية لتطوير الصراع في المنطقة وللصراع الأمريكي في المنطقة والذي تتدرج  بنزول الأمريكي عن الشجرة في المنطقة والذي مازال يمنح حلفائه فرصاً لتحسين وضعهم مع المتغيرات .....

والذي كان قد أسقط فكرة إسقاط النظام وتولي أولوية الحرب على الأرهاب وأن النظام السوري مستفيد من المعركة على داعش ، وصولاً إلى أنه ليس هناك خطة لإسقاط الرئيس الأسد وعزله عن العملية السياسية وهذا التدرج في النزول عن الشجرة يترك عند الروس قناعة أن الأمريكيين يحتاجون إلى مخرج يتيح لهم إعادة تجسير العلاقة مع الدولة السورية وهو الحل السياسي الذي يمكن استعماله من قبل الأمريكيين في ذلك والقول أننا رضينا بما رضاه السوريين والذي يراهنون على أن هذا الحل سيكون بداية لاختراق علاقات عربية سورية مثل مصر واستطراد السعودي وغيرهم مثل تركيا من الموقع المنافس للسعودية بالنسبة للتمثيل السُني ،والذي قالت فيه أنها تقبل حل إقليمي بمشاركة الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن ومدخله هو الحل السياسي والذي يُعطي ذريعة للدول الداعمة لمن يُقاتل على الأرض وهو القناعة الروسية التي رسمها مع الدولة السورية والتي كلفتها لحمل بعض التافهين بدور ما في مرحلة الحكومة وصولاً لانتخابات عام/2016/م ، ..

والاحتكام لها من التمثيل النيابي الذي يتيح أمكانية التغيير وبضمانات لاتسمح لأحد بالتشكيك بها والطعن بنزاهتها والعمل بما يحدده الدستور بالنسبة لما يمثله كل طرف في المجتمع وهذا ماجعل المصريين بثقة روسيا أنهم لن يأتوا بالأخوان المسلمين بأسبابهم المتصلة  بالأمن القومي المصري ولن يأتوا بالقاعدة ,وإن ما تبقى يُمكن وضعه بحكومة تحت سقف محاربة الإرهاب بالتعامل مع الدولة السورية والاحتكام للانتخابات القادمة بما يحدده الدستور من نسب التمثيل ، وهذا ماجعل التصعيد من الائتلاف يبدأ برضا سعودي تركي للحصول على أوراق تفاوضية مع إيران ..

وبهذا المفهوم فأن التصعيد السياسي للأئتلاف قد حركة ماورائه من القوة العسكرية على الأرض ، يحاول أن يعزز أوراق القوة وإضعاف الانجازات التي حققها الجيش السوري ، ينتج معادلة تفرض نفسها على مؤتمر موسكو وهو مايبدو واضحاً لجهة الفشل فيها ....

لافتا إلى أن هذا التصعيد مستمر حتى مؤتمر موسكو ، وهو مايمكن أن نصل إلى ذلك التاريخ ولن نجد أحدأ يذهب إلى موسكو والذي تكمن الحلقة الأساسية فيه بأن الحكومة السورية ساعدت وتعاونت والمشكلة هي في الطرف الآخر اللذين يّدعوون أنهم معارضة ويخافون من صناديق الاقتراع ولذلك هم يهربون من الحوار .....

فمعادلة الوضع العسكري هي التي تتحدث والتي ستفرض نفسها في موسكو ، بأن اليد العليا هي للجيش العربي السوري ، ويبقى للمعارضة بأن تختار ....
أما القسم الثالث الذي عنوانه فرنسا ...

فقد أكد قنديل أنه بالفصل المتعلق بالهجوم الإرهابي الذي أستهدف الأبرياء بغض النظر عن هويتهم السياسية والدينية فنهم جماعة من المتطرفين والمتعصبين وللمتسرعين نقول لهم أن يذهبوا ويفتشوا عن "الكاريكتورات" التي رسموها  ،واتجاههم وهم جزء من الآلة التي يستفيد منها متطرفون القاعدة وهم الجزء السيئ لفكر الغرب اتجاه الإسلام والمسلمون ، ولكن يبقى القتل والدم خط أحمر ولايتعلق في ما إذ كان يعاقب متطرف أو مذنب ، ونعتبر القتل هو عمل مُدان وغير مسموح حتى لو كان من يُرتكب بحقه قد أرتكب الخطايا ، ....

مضيفاً أن داعش لم تولد أصلاً لولا توريد الألف من المتطرفين اللذين ساهموا فرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية وغيرهم في تجميعهم على أمل إسقاط النظام في سورية والبالغ عددهم حوالي 80ألف ، وفُشلوا أو نزحوا لينشؤا دويلة لهم مابين الموصل والرقة ودير الزور ليستقدموا أعداداً أكبر ويعلنون أن هدفهم ليس في جغرافية معينة ، معتبراً ان جذورهم سوف تمتد إلى الدول التي جاءوا منها ، والتي هي أعطتهم الأمل بأن لايبقوا خلايا نائمة وأن من هاجموا الصحيفة الفرنسية تدرك المخابرات الفرنسية صلتهم بالقاعدة ، وهذا مايجعل النظام الفرنسي" طابخ سُم وأكله "،....

أما بالمواجهة قد تبين ارتفاع في نسبة تأييد اليمين المتطرف في فرنسا إلى نسبة 50% والداعم من التطهير العرقي ، وهذا مايجعل 10 ملايين من المسلمين في فرنسا اللذين يعاملون كدرجة ثانية ، ويعيشون في مجتمع منحط وغير حضاري وغير ثقافي ولايقل سوء عن المجتمع السعودي الوهابي والداعشي وهذا مجتمع الحروب الصليبية الذي حارب المرأة في المجتمع الجزائري لانتزاع الحجاب بمنطبق عنصري الذي أكدت المرأة الجزائرية تمسكها به .....

لافتاُ أنه لايمكن محاربة الإرهاب بادعاء نظري أسمه عدم التفريق بين الأسلام والإرهاب ويغازل الثقافة العنصرية أملاً بالأصوات الانتخابية سوف يُولد بيئة أسلامية حاضنة للأرهاب ...

مشيراً أنه غير بعيد اليوم الذي نرى فيه أعلام الأرهاب تُرفع في العواصم الغربية دون القدرة لهذه الدول على فعل شيء لاعسكريا ولاسياسياً ، وهذا هو الخط الأحمر الذي نصحنا به سابقاً بعد إيقاظ هذه الخلايا النائمة ومشروعها وتركها مجرد " مصلين" يذهبون إلى المساجد ....
فالمراهنة على إسقاط النظام في سورية بذراع هذه المجموعات هو محض جنون وحقد ، وهو ماسيحول البيئة الإسلامية في الغرب إلى بيئة حاضنة للإرهاب ، فعزل الإرهاب يبدأ في البيئة التي هو فيها والذي يراهن عليها ويسعى إلى جعلها مساندة له ، ولايكون عزل الإرهاب بتسليم المساجد للوهابيين في السعودية وتركيا وغيرها من المساجد في أوروبا لأنهم يملكون المال ، وهذا مايجعل هذه البيئة أكثر قدرة على التعبئة والتجنيد ، وهذا مايجعل " داعش والنصرة" تعلم أن الحلف السوري الإيراني العراقي والمقاومة في لبنان سيخنقهم ، ليبدأ التفكير في مناطق أخرى مثل الأردن والسعودية وتركيا والغرب لاستخدام فائض القوة الذي يملكونه في إنشاء مرتكزات لهم في هذه الأماكن ...........

مضيفاً إن الغرب والقاعدة معاً قد فشلوا في سورية ، فكيف سينجحون بحربهم على القاعدة وسورية .....

وان الحرب على سورية هي حرب عالمية لجهة الإمكانات والأموال والتسليح التي قسمت العالم إلى خندقين متقابلين ، وأن الحرب على الإرهاب أيضاً تحتاج إلى حرب عالمية ، متسائلاً عن الفرصة التي تجمع بين هذين الحربين ؟؟؟....

وتحت أي ثقافة ؟؟؟ ....

لافتا ان الفرنسيين قد باعوا قيمهم الأصلية باعتبار أن فرنسا هي الدولة العلمانية والمواطنة ، وهذا يستدعي أنها لاتستطيع ان تكون الدولة المدنية التي  تقف في وجه الدولة الدينية بالشراكة مع الدولة اليهودية والدولة الوهابية ودولة الخلافة ، ولايمكن ان يكون شعارها محاربة الإرهاب وحلفائها هم من يستهدفون سورية التي تكاد أن تكون الدولة المدنية الوحيدة في المنطقة ...

منوهاُ أن الشعوب لاتحتمل عداوتيين وحربين معاً فالمشاعر تذهب باتجاه واحد ، وليس باتجاهين ، فأما الحرب على الإرهاب وأما الحرب على سورية ...

وأما للذين يقولون أن مقولة " صانع السم آكله " هي " شماتة " ، نقول لهم : أنها هي "عبرة " ونحددها بعدة نقاط وهي :....

أن قادة الفكر الأسلامي في مرحلة مابعد العثمانية هم " عبد الرحمن الكواكبي و وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو " والتي كانت مشاريعهم هي الدولة العلمانية المدنية ، وأن دولة الشريعة الغير موجودة في الدين الأسلامي كان أول من طرحها " محمد بن عبدالوهاب  و السيد قطب وأسامة بن لادن " واللذين هم صناعة غربية تماثل " الُسم " بأصله الفكري الغريب عن الثقافة والاسلام ، والذي نحتاج لمحوه والعودة إلى زمن " الكواكبي  وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبدو " حتى نجد أنفسنا في الموقع الصحيح ، معتبراً أن " طابخ السم أكله " ماداموا يدعمون الارهاب في سورية كما هو " هولاند " وثقافته التي يعمل بها ....

معتبراً أنهم استعملوا " محمد بن عبد الوهاب " للسيطرة على النفط ، و" سيد قطب " لادخار الإخوان الذين يصرفون منهم في " الربيع العربي" على أمل الإمساك بالمنطقة وتحقيق السلام مع إسرائيل ، و"أسامة بن لادن " لإسقاط الاتحاد السوفيتي ، و" داعش " لإسقاط سورية ، وبذلك يكون " طابخ السُم آكله "...

مشيراً إلى أن الغرب هو من يحتاج إلى ثورة ثقافية ، فنحن نحتاج علمانية الغرب وليس ديمقراطيته الكاذبة ، فالثقافة العلمانية لاتواكب الدولة الوهابية ، وهذا مالايستطيع الغرب تسويقه في مجتمعاته ، فالبعض يحتاج للقراءة الجيدة قبل التسرع بإطلاق الإحكام لإرضاء الثقافة الغربية ، ....

أما القسم الأخر في هذه الحلقة والمتصل بالشأن اللبناني ...

فقد أشار قنديل إلى أن الوضع في لبنان أنشأ المنصة التي تراهن على استقبال المتغيرات الإقليمية والدولية الذاهبة باتجاه   التفاوض والحوار، وان السعودي والإيراني  هما اللاعبان الأساسيان فيه ، وأن الأمريكي الذي يقف أمام ترتيب المنطقة عقدته هي ترشيح العماد"عون" وليس " جعجع" ...

فإما أن يرتضي الأمريكي بالعماد "عون" رئيساً ويترك اللعبة على قواعدها ، وإما الاتفاق الشامل الذي يرضي العماد"عون " بنوع من الاتفاق تحت سقف الاتفاقات الكبرى في المنطقة ، ليكون ضامناُ للوجود المسيحي ودوره بصلاحيات رئيس جمهورية معدلة ، وحكومة تتولى هذا الاتفاق ببعده الأقليمي المتصل بالحرب على الإرهاب ....

مختتماً أن معادلة الرئاسة في لبنان تقول أنه في نهاية شهر " أيار " سنكون أمام فرصة " عون" للرئاسة ، وأما ألانتظار حتى الاتفاق الاشمل في أيلول والذي تكون فيه قد اكتملت صورة المنطقة ، وبالتالي عندها يكون الاتفاق الاشمل والابعد مدى حول كل تفاصيل الإدارة العامة للدولة مع بعض التعديلات الدستورية ..

واعداً بالتفصيل في الحلقات القادمة .

 

تحرير : فاديا مطر

 

2015-01-10 | عدد القراءات 4008